سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء على أهمية حاسة الشم، حيث أبلغ العديد من المصابين عن فقدان حاستي الشم والتذوق، أو تجربة روائح مشوهة أو غريبة.
هذه الظاهرة أثارت تساؤلات حول تأثير الفايروسات على الإدراك الحسي، وأصبحت مصطلحات مثل فقدان الشم (أنوسميا) وتشوه الشم (باروسميا) مألوفة.
لكن هناك اضطراباً شمياً أقل شهرة يُعرف بـ«الفانتوسميا»، وهو حالة يشم فيها الشخص روائح غير موجودة فعلياً.
ووفقاً للدكتور فينايا بهانداري، استشاري الجهاز العصبي والعضلي في مستشفى جاسلوك في مومباي، فإن الفانتوسميا هي حالة يشم فيها الشخص روائح مثل الاحتراق أو المواد الكيميائية دون وجود مصدر لها، وتُعرف أيضاً بـ«الهلوسة الشمية».
ووفقاً لموقع «onlymyhealth»، أوضح أن هذه الروائح تنتج عن إشارات خاطئة في الدماغ، على عكس فقدان الشم أو تشوهه الذي قد يحدث بعد نزلات البرد.
وتشمل أسباب الفانتوسميا مشكلات في الأنف مثل التهاب الجيوب الأنفية، الحساسية، أو الأورام الحميدة، التي قد تهيج أعصاب الشم.
لكن غالباً ما تكون الأسباب مرتبطة بالدماغ، مثل الصداع النصفي، النوبات الصرعية، إصابات الرأس، السكتة الدماغية، أورام الدماغ، أو حالات مثل الاكتئاب ومرض باركنسون.
وقد تُصنف الحالة بـ«الفانتوسميا مجهولة السبب» إذا لم يُحدد سبب واضح، وقد لوحظت أيضاً بعد الإصابة بفايروسات مثل كوفيد-19.
وأشارت دراسة أمريكية أُجريت عام 2020 على أكثر من 7400 شخص تزيد أعمارهم على 40 عاماً إلى أن الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية كانوا أكثر عرضة بنسبة 76% لتجربة الفانتوسميا، نتيجة تأثر أجزاء الدماغ المسؤولة عن معالجة الشم.
وأوضح الدكتور بهانداري أن حاسة الشم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمناطق الدماغ التي تتحكم في الذاكرة والعواطف، مثل الفص الصدغي، وقد تكون الروائح الوهمية إشارة مبكرة لنوبة صرع أو سكتة دماغية.
وينصح الدكتور بهانداري باستشارة طبيب إذا استمرت الروائح الوهمية لأيام أو أسابيع، أو عادت بشكل متكرر دون سبب واضح، أو إذا ترافقت مع أعراض مثل الصداع، مشكلات الذاكرة، النوبات، أو تغيرات المزاج.
وأضاف أن الحالة قد تختفي تلقائياً إذا كانت ناتجة عن عدوى فايروسية، لكن استمرارها، خصوصاً لمن تزيد أعمارهم على 40 عاماً أو لديهم حالات صحية أخرى، يستدعي زيارة طبيب أعصاب أو أخصائي أنف وأذن وحنجرة.
في معظم الحالات، تكون الفانتوسميا مؤقتة وتتحسن مع علاج السبب الأساسي، مثل الصداع النصفي أو الاكتئاب، لكن إذا كانت مرتبطة بمشكلات عصبية أكثر خطورة، فإن الكشف المبكر قد يكون حاسماً.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.