في خطوة هي الأولى من نوعها منذ عقد من الزمن، يعتزم البرلمان الأوروبي غداً (الخميس) التصويت على حجب الثقة عن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.وأعلنت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا مساء اليوم (الأربعاء) عن موعد الجلسة والتصويت خلال اجتماع مع قادة الكتل السياسية.جاء هذا التوجه من البرلمان عقب تقديم النائب اليميني الروماني جورجي بيبيريا مذكرة حجب الثقة بعد أن جمع العدد الكافي من التوقيعات الأسبوع الماضي، احتجاجاً على رسائل نصية سرية تعود لعام 2021 بين فون دير لاين والرئيس التنفيذي لشركة «فايزر» ألبرت بورلا، كانت تتعلق بمفاوضات لتأمين لقاحات كورونا خلال ذروة الجائحة.ورغم أن بعض أعضاء حزب الشعب الأوروبي الذي تنتمي إليه فون دير لاين، وعدد من نواب كتلة المحافظين والإصلاحيين، سحبوا دعمهم للمذكرة تحت ضغط من قياداتهم، إلا أن وجود 72 توقيعاً، يعد عدداً كافياً لعرض المذكرة للتصويت.وبعد التصويت على حجب الثقة فإن المسؤولة الألمانية ستضطر للمثول أمام البرلمان الأوروبي في جلسة نقاش حول أدائها، الإثنين القادم، بمدينة ستراسبورغ، ويتبعها نقاش لقادة الكتل السياسية لعرض مواقفهم، بحسب ما أفادت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، نقلاً عن 6 مسؤولين.ويشكل التصويت أحدث تحدٍّ لفون دير لاين، في عامها الأول من ولايتها الثانية، الذي شهد الكثير من الاضطرابات، كما أنه أول تصويت لحجب الثقة يُوجه لرئيس للمفوضية الأوروبية منذ أكثر من عقد من الزمن.وأعلنت غالبية الكتل السياسية نيتها التصويت ضد حجب الثقة، إلا أن الخطوة تعكس تصاعد الغضب داخل بروكسل بسبب سلسلة من القرارات المثيرة للجدل والفضائح التي لاحقت المفوضية أخيراً، لكن في حال نجاح التصويت، فسيؤدي ذلك إلى استقالة كاملة للمفوضية الأوروبية، وبدء عملية معقدة لاختيار 27 مفوضاً جديداً.يذكر أن المفوضية هي الهيئة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي تتمتع بسلطة إعداد القوانين، التي بمجرد تمريرها من قبل البرلمان الأوروبي والـ27 دولة الأعضاء، يتم تطبيقها في معظم أنحاء أوروبا، وتغطي هذه القوانين جميع المجالات بدءاً من جودة المياه وحماية البيانات إلى سياسة المنافسة والهجرة.وكان قادة البرلمان الأوروبي قد توصلوا إلى اتفاق يسمح بالتصديق على فريق أورسولا فون دير لاين الجديد، ما يمهد الطريق أمام المفوضية لتولي مهماتها رسمياً في الأول من ديسمبر.ورغم حالة التوتر السياسي، خصوصاً مع اتهامات الاشتراكيين والليبراليين لفون دير لاين بالتقارب مع اليمين المتطرف لتقليص السياسات البيئية، إلا أن الأغلبية الوسطية التي أوصلتها إلى رئاسة المفوضية لا تبدو مستعدة حالياً لدعم التصويت على حجب الثقة، بحسب «بوليتيكو». أخبار ذات صلة