أعلنت داعش أنها فجّرت كنيسة بدمشق وقتلت جنوداً للحكومة السورية التي وصفتها بالمرتدة رغم أنها حكومة إسلامية، لكن داعش تكفّر كل من لم يبايعها مهما كانت درجة تشدّده وتطبيقه للشريعة؛ فهي تكفّر طالبان بأفغانستان وتقتل قيادات واتباع طالبان، ونشرت داعش مقطعاً أعدمت فيه رجلاً اسمه موسى أبوزماط بتهمة مد حماس بالسلاح، ودعا المقطع لاستهداف حماس بالتفجيرات ووصمها بالردة والكفر. وحسب الصحف الإسرائيلية؛ فإسرائيل تدعم حالياً عصابة «أبوالشباب» التي قاتلت الجيش المصري مع داعش بسيناء وتقاتل حماس حالياً وتسرق المساعدات بغزة، فما الحل لإنهاء شرور هذا الورم الخبيث المسمى داعش بكل العالم؟ فحكومات الشرق والغرب حاربت داعش بكل الطرق ودمرت مدناً بكاملها بالعراق للقضاء على أماكن تمركز داعش وكل هذا لم يؤدِ لإنهاء وجودها وشرورها، ولذا لإنهاء وجودها وشرورها يجب اتباع طريقة غير تلك السائدة، وهناك بالفعل طريقة تمّت تجربتها وأثبتت فاعلية بإنهاء وجود وشرور جماعات كانت لها ذات عقيدة داعش بالجزائر تسعينات القرن الماضي والتي وصل من أجرامها ذبح الرضع واختطاف واغتصاب واستعباد الفتيات المسلمات للجنس، ومن شدة تطرفهم بالتكفير صاروا يكفرون ويقاتلون بعضهم، وما أنهى وجودهم وشرورهم كانت مكالمات من الشيخ ابن عثيمين مباشرة لأمراء تلك الجماعات بالجبال أقنعهم فيها بالحجج الشرعية التي تثبت بطلان عقيدتهم التكفيرية وكل ما يقومون به فأعلنوا بعدها إيقاف إرهابهم وحربهم وسلموا أنفسهم للسلطات الجزائرية وانتهى إرهابهم بشكل كامل، وتلك المكالمات مسجلة وموجودة باليوتيوب. وهناك سابقة لعلي بن أبي طالب وابن عباس بمحاجة الخوارج، وبما أن هذه الطريقة أثبتت فاعليتها فيجب تجريبها مع قيادات داعش وبقية الجماعات كالقاعدة وبوكوحرام، فهم حوّلوا حياة المسلمين لجحيم، وقتلهم وتدمير مناطق تمركزهم أثبت أنه لم يقضِ على فكرهم الخبيث، وإزالة موادهم من الإنترنت لم يقضِ على فكرهم؛ لأن موادهم موجودة بالدارك ويب/الشبكة المظلمة الذي لا رقابة عليها، ولذا يجب التركيز على القضاء على فكرهم الخبيث عبر محاجتهم فيه بشكل مباشر، ومن التقصير غير المبرر أن الفقهاء لم يبادروا لإصدار مراجعات وفتاوى مفصلة تفند عقيدة داعش، وعموما لكي يكون هناك أثر مباشر يجب أن تشجع الحكومات الفقهاء على التواصل مع قيادات داعش وغيرها لمحاجتهم ببطلان نهجهم وإقناعهم بإنهاء إرهابهم وشرورهم التكفيرية، ويمكن أن تشكّل رابطة العالم الإسلامي لجنة فقهية مختصة بهذه المهمة ويمكن أن تتضمن أعضاء سابقين منشقين عن الجماعات الإسلامية كمفتي القاعدة أبوحفص الموريتاني الذي انشق عنها لاعتباره عملياتها مخالفة للشرع وأدان داعش وغيرها، فبقاء جيوب لداعش وغيرها من الجماعات مهما كانت صغيرة تبقى تولد الإرهاب من أكثر من وجه؛ فمن لم يقتنع بعقيدتها التكفيرية الإرهابية سينضم إليها من باب إرادة الثأر لمقتل أهله بغارات القتل المستهدف التي تقوم به الحكومات الأجنبية على مناطق تمركز الجماعات كما أظهر ذلك الفيلم الوثائقي الأمريكي «Dirty Wars-الحروب القذرة» لصحفي التحقيقات «جيريمي سكاهيل» الذي زار المناطق التي قصفتها القوات الأمريكية بالدول الإسلامية وأظهرت لقاءاته أن أهالي تلك المناطق لم تكن لهم علاقة بالجماعات الإرهابية، لكن لأن القصف الأمريكي قتل أهاليهم ودمر بيوتهم وحياتهم وكونهم مجتمعات قبلية ومبدأ الثأر أساسي في ثقافتهم فهذا جعلهم ينضمون للجماعات الإرهابية ليس اقتناعاً بعقيدتهم التكفيرية والإرهابية إنما فقط رغبة بالثأر لمقتل أهاليهم، وقد حصل بعدة مواقع أنه لقتل شخص واحد متهم بالإرهاب تم تدمير قرية بكاملها وإبادة أهلها، ولذا بالمقارنة مع نتائج الطريقة الحربية بمواجهة الإرهاب تبدو المحاجة الشرعية خياراً أفضل وأسلم.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.