بدأت السلطات في إنجلترا، اليوم الجمعة، تطبيق حظر مؤقت على استخدام خراطيم المياه في مناطق متعددة، بما في ذلك مقاطعتي كينت وساسكس، لمواجهة أزمة جفاف غير مسبوقة تشهدها البلاد، مما يؤثر على أكثر من مليون منزل في هاتين المقاطعتين وحوالى 5.7 مليون عميل في مناطق أخرى مثل يوركشاير، ويأتي ذلك استجابة لظروف مناخية قاسية وانخفاض حاد في إمدادات المياه بسبب أشد موجات الجفاف في الربيع منذ العصر الفيكتوري (1893). وأعلنت شركتا «ساوث إيست ووتر» و«يوركشاير ووتر» عن فرض قيود صارمة على استخدام خراطيم المياه لأغراض مثل ري الحدائق، غسل السيارات، تنظيف النوافذ، وملء أحواض السباحة، وهو الإجراء الذي يهدف إلى الحفاظ على إمدادات مياه الشرب في ظل ارتفاع الطلب القياسي وانخفاض مستويات المياه في الخزانات والأنهار، حيث تشهد المناطق المتضررة، خاصة كينت وساسكس، نقصًا حادًا في المياه بعد موسم ربيع جاف بشكل استثنائي. وتفرض السلطات غرامات تصل إلى 1000 جنيه إسترليني على المخالفين، لكن الشركات تأمل أن يلتزم السكان طوعًا بهذه القيود لتجنب تفاقم الأزمة، وأشارت وكالة الأمن الصحي البريطانية إلى إصدار تنبيه صحي باللون الأصفر حتى 15 يوليو، محذرة من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة، التي قد تصل إلى 33 درجة مئوية في وسط وجنوب إنجلترا، خاصة على كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة. وتعاني بريطانيا منذ سنوات من ضغوط متزايدة على مواردها المائية، رغم سمعتها كدولة غزيرة الأمطار، وفي السنوات الأخيرة، شهدت إنجلترا موجات جفاف متكررة، كان آخرها في صيف 2022، حيث تم تسجيل أعلى درجة حرارة في تاريخ البلاد (40.3 درجة مئوية)، ووفقًا لوكالة البيئة البريطانية، كانت 11 من أصل 14 منطقة في إنجلترا في حالة جفاف العام الماضي، وهذا العام، أدى انخفاض هطول الأمطار إلى تدني منسوب المياه في الأنهار والخزانات، مما دفع شركات المياه إلى اتخاذ إجراءات عاجلة. وتُعد مشكلة التسربات في شبكات المياه أحد التحديات الرئيسية، حيث تعاني شركات مثل «ساوث إيست ووتر» من هدر كبير للمياه بسبب بنية تحتية قديمة، بالإضافة إلى ذلك، تسعى شركات المياه إلى ابتكار حلول طويلة الأمد، مثل إعادة تدوير مياه الصرف الصحي لتصبح صالحة للشرب، وهو نظام يُستخدم بالفعل في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. أخبار ذات صلة