13 يوليو 2025, 11:36 صباحاً
أزقة وخانات عتيقة تنبعث منها رائحة البخور والدهون والأعشاب العطرية، وزوّار وسياح يذرعون المكان في سوق تعبق حاراته ومحاله بالأصالة والإرث التليد في مركز مدينة الطائف، حيث السوق القديم (سوق البلد) بأبنيته ووراشينه ونسيجه العمراني وشذاه المميز.
هي الأمكنة ذاتها التي شكّلت ذاكرة هذه المدينة السياحية العريقة؛ لأنها احتلت الحيز الأكبر من نسائم الماضي. ورغم اختلاف الأزمنة، بقي وسط المدينة حاضرًا بقوة في بنية الطائف الحضارية، يزاحم التطور الهائل والمولات التي ملأت الأرجاء، بينما تقف أبنية الحجر صامدة لتمنح الزوار لمحة عن قوة الأجداد في تطويع خامات الطبيعة لخدمتهم في حقب صعبة.
ويتمتع سياح الطائف بما يضمهُ سوق البلد من تراث عمراني وثقافي واجتماعي، بعد أن طالته يد التطوير، فبات واجهة اقتصادية وسياحية جاذبة بمدينة الورد. ورفعت أمانة المحافظة كفاءة التخطيط وتصميم الواجهات والساحات والممرات، ونسقت حركة المشاة والمركبات بصورة تلائم أهمية السوق كموقع سياحي.
وجاء تطوير السوق الشعبي متوافقًا مع ذائقة الأهالي، إذ جاءت البدائل ملائمة للتأهيل الشامل للموقع. فكان تطوير وتحسين بيئة السوق، ومعالجة التلوث البصري والسمعي والبيئي، وتحسين الممرات وخطوط شبكة المرافق، داعمًا لإعادة هذا السوق إلى صدارة الوجهات السياحية في الطائف.
ويدلف الزائر إلى سوق البلد عبر بوابات تراثية ضخمة (باب الربع، باب العباس، باب الحزم)، ليتحول المكان بعد ذلك إلى حارات قديمة مشبعة بتراث أصيل. وفي أسفل الأبنية تنتشر المحال لكافة الأنشطة التجارية والمهن القديمة، وعرض الغلال والحبوب والسمن والعسل، وتتناثر بينها باحات خارجية للقاءات الاجتماعية، مع الربط الفراغي والحركي المذهل للسوق مع المنطقة المحيطة. وقد أبرز التطوير الحاصل الهوية العمرانية المميزة للسوق القديم، وساهم القطاع الخاص بقوة في تعزيز استثمارات نوعية تتنامى مع الوقت.
ويتميز السوق القديم بتنوع نشاطاته بشكل لافت، حيث المشغولات الذهبية والحلي الفضية والمجوهرات والأحجار الكريمة، ومحال البهارات والكحل والحناء. كما يعرض الباعة أقمشة الحرير وما تحيكه أناملهم من أزياء شعبية تراثية بديعة للمناسبات المختلفة. وتنتشر دكاكين وحوانيت لشراء التحف والهدايا، ويحيط بالسوق فنادق ونُزل سياحية ومطاعم شعبية تقدّم أشهى المأكولات لمرتاديها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.