عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

تركه والده فاحتضنته كرة القدم.. قصة صعود ثيو هيرنانديز من المعاناة إلى الهلال

تم النشر في: 

14 يوليو 2025, 7:40 مساءً

بعد نحو عدة أيام من نجاحه في إقصاء مانشستر سيتي من دور الستة عشر ببطولة كأس العالم للأندية بفوزه 4-3؛ أعلن نادي الهلال بشكل رسمي عن التعاقد مع الفرنسي "ثيو هيرنانديز"، الظهير الأيسر لفريق ميلان الإيطالي.

رحلة من الصفر

يُعد اللاعب "هيرنانديز" من أولئك الأشخاص الذين بدأوا من الصفر حتى أصبحوا على كل لسان، ففي طفولته تركه والده في عمر لم يعرف فيه معنى الخذلان، ليعرف تلك المأساة مبكرًا، وتخلّى عنه من كان يُفترض أن يكون القدوة الأولى، فوجد نفسه يتعلّق بشيء آخر لم يُخنه، هي: كرة القدم.

كبر "ثيو هيرنانديز" على وقع الغياب، فكانت والدته سندًا، وكان شقيقه الأكبر رفيقًا لا يفارقه في زوايا الملاعب الإسبانية، حيث كان أكبر من الواقع، بدأ طفلًا خجولًا ومكسورًا يبحث عن معنى الانتماء.

واليوم، وبعد أن هزم ماضيه واعتلى منصات البطولات الأوروبية، يحطّ النجم الفرنسي رحاله بالهلال ، وعلى ملاعب جامعة الأميرة نورة التي اختارها النادي العاصمي مقرًا للتدريبات، استعدادًا لمواجهة كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ونجوم عالميين في الدوري السعودي.

الخيار التكتيكي

قابل جمهور الهلال صفقة هيرنانديز بالتفاؤل، وبخاصة أن اللاعب يُعرف عنه مهاراته المميزة في أرض الملعب، وقدرته على المشاركة في أكثر من مركز، ما يجعله مؤهلًا لخدمة خطة الإيطالي سيميوني إنزاجي، ليكون خيارًا تكتيكيًا يُعتمد عليه.

ويشغل هيرنانديز في الأساس مركز الظهير الأيسر، وقضى فيه أغلب مشواره الكروي، كما يمكنه اللعب على يسار الوسط، وأيضًا في قلب الدفاع.

موهبة الشقيقين

عرف ثيو هيرنانديز حب كرة القدم منذ سنوات حياته الأولى، خاصةً أنه نشأ في أسرة كروية، فهو الأخ الأصغر للمدافع لوكاس هيرنانديز الذي لعب في صفوف نادي باريس سان جيرمان، كما ورث جينات الموهبة من والده، اللاعب جان فرانسوا هيرنانديز، الذي لعب لنادي أتلتيكو مدريد وعدد من الفرق الأخرى مثل مرسيليا ورايو فايكانو وغيرهما.

ومن الملاحظ أن الشقيقين هيرنانديز لديهما الكثير من القواسم المشتركة؛ فقد ترعرعا في إسبانيا، وكانا يلعبان بالقدم اليسرى مثل والدهما، كما لعبا في نفس المركز في نفس الناديين: رايو ماخادا في البداية، ثم أتلتيكو مدريد. وكذلك فقد لعب كلاهما في المنتخبات الوطنية الفرنسية للشباب، على الرغم من أنه كان بإمكانهما اللعب لمنتخب إسبانيا، إذ شجعتهما عائلتهما، التي كانت تستقبلهما كل صيف في "هوت ساون" شمال شرقي فرنسا، على تمثيل منتخب فرنسا.

وعنهما قالت والدتهما عبر صحيفة "ليكيب": "لوكاس مقاتل وقائد، أما ثيو فهو خجول وحساس أكثر".

صدمة الطفولة

على الرغم من النجاحات التي حققها ثيو هيرنانديز داخل المستطيل الأخضر، إلا أن الكثيرين لا يعلمون أن حياته المبكرة تضمنت مأساة كان يمكنها أن تؤدي به إلى الفشل، لولا تمتعه بالإصرار على تخطي العقبات.

ففي سن مبكرة، تعرّض ثيو وشقيقه لوكاس لصدمة هجران والدهما، جان فرانسوا، للأسرة، حيث ترك زوجته لتربية الطفلين بمفردها، ولم يحاول التواصل معهم مرة أخرى.

ويدين الشقيقان بالفضل إلى والدتهما التي قامت بتربيتهما والعمل من أجلهما، حيث تحدث لوكاس عن تلك الفترة في حياته وحياة شقيقه الأصغر فقال: "أنا وأمي وأخي سرعان ما أصبحنا ثلاثيًا مترابطًا بعد الانفصال. كنت أنا وثيو نلعب كرة القدم دائمًا، صباحًا وظهرًا ومساءً. كنا نلعب معًا طوال الوقت. أخي هو صديقي المفضل، ونحن قريبان جدًا".

وبجانب الأم، تلقى ثيو وشقيقه الدعم المادي من جدهما وجدتهما، لهذا يعتبران أن جدهما بمثابة أبيهما، في حين أن جدتهما هي أمهما الثانية.

مسيرة لا تعرف الفشل

ورغم صدمة الطفولة، إلا أنه وفي مرحلة مبكرة من حياته، انضم ثيو إلى أكاديمية أتلتيكو مدريد، وهو لم يكن قد أكمل عقده الأول، ونجح في التدرّج في الفرق العمرية في النادي حتى وصل إلى الفريق الرديف، ولكنه لم يحصل على فرصة اللعب مع الفريق الأول، ليخوض تجربة جديدة في نادي ديبورتيفو ألافيس، لكن مسيرته لم تستمر هناك سوى موسم واحد بعدما خاض 32 مباراة فقط.

وفي عام 2017، انتقل ثيو هيرنانديز إلى ريال مدريد، وهناك اكتسب خبرة قيمة وفاز بالعديد من الجوائز، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.

وسعيًا وراء المزيد من كرة القدم المنتظمة، انتقل ثيو إلى ميلان في عام 2019، وهناك أصبح جزءًا لا يتجزأ من الفريق، وتميّز بالتمريرات العرضية الدقيقة وقدرته على تسجيل الأهداف، ما ساعد الفريق على العودة كأحد الأندية الكبرى في الدوري الإيطالي، وكذلك العودة إلى دوري أبطال أوروبا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا