يظنّ البعض أنّ السياحة تعني سفرة من دولة إلى دولة، ومن عاصمة إلى عاصمة، والنوم نهاراً، والسهر ليلاً، والتنقل بين المقاهي والمطاعم والحانات، دون وعي بأهمية المكان الذي هو فيه، ولا حرص على زمن يقضيه هناك ويبدده بلا علاقات، ولا معلومات كافية عن طبيعة الإنسان والحياة وهويّة يوميات الناس في البلدان التي يزورها، وغالباً ما تتملك المستمع ليوميات سائح الدهشة كونه ذهب وعاد كما ذهب.للسياحة ثقافة غدت اليوم تُدرّس، وتُعقد لها ورش العمل، وتقام دورات التدريب، كونها تمتين علاقات، وتبادل ثقافات، وتمثّل أخلاق مجتمع ووطن تعبّر عنه بصدق وأمانة واحترام أنظمة وشغف تعرّف على آداب وفنون وعمارة وأديان وعادات يومية، واكتساب خبرات معرفيّة جديدة، وذلك معقل الفكرة السياحية ومحورها.يسافر البعض وينفق المبالغ المالية على شكليات، بينما الأصل أن يتقن ثقافة الصرف، ويحدد ميزانية، ويحسب المردود من كل مبلغ يتم دفعه في طعام أو شراب أو سهر، فالسياحة ليست محاكاة أثرياء، ولا هياطاً وادعاء، بل غايات سامية لا تخلو من ترويح وترفيه؛ فالعالم مليء بالمناظر الخلابة، والمواقع الأثرية التاريخية، والمتاحف والمصانع، والمعارض، والمهرجانات، والفلكلور.ومن الواجب الوطني والأخلاقي أولاً أن يتعرّف المواطن على وطنه، ويزور مناطقه، وينعم بخيرات لا تتوفر في كل مكان، ومنها الأمن، والسياحة الروحية في الحرمين الشريفين، والمناخات المعتدلة على قمم السراة، وأبلغ ما يكتسبه الإنسان من سياحته الداخلية الصداقات والعلاقات الاجتماعية التي تؤكد أن شعب وطننا نسيج واحد، كما أن ما تنفقه من مال على السياحة في وطنك لا يشعرك بالغبن، فهو مال عند أهله، والمال عند أهله مخلوفٌ بخير. أخبار ذات صلة