عرب وعالم / السعودية / عكاظ

زياد.. بين الموسيقى والسياسة !

لم تكن آراء زياد الرحباني السياسية بجمال ألحانه الموسيقية، فكما أن موهبته الموسيقية انفجرت مبكراً، ولحن أول لحن له وهو في الرابعة عشرة من عمره، فإن راديكاليته السياسية بدأت في السن ذاتها، حيث يروي كيف قال لوالده عاصي الرحباني، بحماسة حادة، إنه سيخرج من المنزل لمناصرة بيير الجميّل، زعيم حزب الكتائب، بينما أمره والده أن يذهب إلى غرفة نومه !

تأرجح زياد الرحباني بين رياح السياسة منذ صغره، وبدا في كثير من الأحيان تائهاً في دهاليز الشعارات السياسية، لكن تأثره بالأفكار اليسارية وعاطفته المضطربة تجاه مظالم الشعوب المضطهدة جعلاه ميّالاً إلى القضايا والجماعات الوطنية، حتى إنه تمرد على بيئته وانتقل للعيش في بيروت الغربية في عز انقسام اللبنانيين إبّان الحرب الأهلية !

انغمس زياد طيلة سنوات عمره في طرح الآراء السياسية الجريئة ونقد السياسيين من خلال برامجه الإذاعية ومسرحياته، حتى أصبح من رموز التمرد، ويروى أن والدته، أيقونة الغناء فيروز، لبت دعوة غداء من زوجة الرئيس السوري حافظ الأسد، وعندما انضم الأسد إلى المائدة، قالت له فيروز إن زياد لا يوفر أحداً من النقد في برنامجه الإذاعي، فالتقط الأسد كلامها على أنه رجاء لتحمّل انتقادات ابنها، ووجه أجهزته الأمنية بعدم التعرض لزياد !

ويُؤخذ على زياد أنه لم يُظهر تعاطفاً مع معاناة الشعب السوري خلال حرب الاضطهاد التي مارسها بشار الأسد، ولم يرَ مشكلة في تنمّر حزب الله على اللبنانيين وممارسته سياسات تسلطية جلبت الموت والدمار للبنان، وهذا أمر مستغرب من شخص نشأ منذ صغره مسكوناً بالأفكار المناصِرة للشعوب والمناهِضة للأنظمة والأحزاب المستبدة !

وربما هو قدر بعض المبدعين أن يولَد نبوغهم وإبداعهم من رحم الاضطراب في الأفكار والمواقف السياسية، وفي التاريخ نماذج كثيرة !

ويشفع لزياد الرحباني، أن آراءه ومواقفه السياسية لم تتجاوز حدود الفكر، فلم يحمل سلاحاً، ولم يعذب جسداً، ولم يقتل نفساً، بينما قدمت موسيقاه الشفاء لكثير من الناس، ويكفي أن تستمع لأجمل أغاني فيروز لتدرك قيمة زياد !

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا