(سناء بكر يونس) المذيعة الاستثنائية في زمن خالٍ من صوت المرأة بدايات الإذاعة والتلفزيون؛ قاومت في ذلك الوقت محاولات إقصاء المرأة بصبر حديد، وفكر سديد، وتفوق فريد.
وبين صوت هادئ ورصانة، وشخصية حجازية ورزانة؛ أطلت على المستمع والمشاهد في أربعة عقود من الزمن ببرامج إذاعية وتلفازية ترفيهية تعليمية أحبها جيلها ومن بعده.. فمن «إذاعة جدة»؛ انطلق أول صوت نسائي سعودي.. ومن «إذاعة إم بي سي» البريطانية (1996)؛ خرج صوتها في برنامجها «مشاعر صادقة» في ذكرى يومنا الوطني.. ومن عمق الإعلام السعودي (1990)؛ تألقت في تغطية «عاصفة الصحراء» لتحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم.. ليس ذلك فحسب؛ بل أول إعلامية تنتج عملاً وثائقياً لافتتاح جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين.
ولأن «ابن الوز عوَّام»؛ أخذت (دنيا) سمات والدها (بكر يونس)، أول مذيع رسمي في الديوان الملكي، وأحد مؤسسي الإذاعة السعودية.. ولأن «كل فتاة بأبيها معجبة» استقت الابنة من أبيها خصائص الوطن والمواطن، وصفات الخُلُق والفضائل، وطباع الأدب والآداب، وأوصاف الكرم والمكارم، ومبادئ القيم والمرؤة.
قائمة سلوكيات قويمة حميدة حملتها ابنة من أبيها أكسبها فلسفة مهارية؛ إدارية وإعلامية.. قائمة حصدت بها رصيداً كبيراً من حب الناس.. قائمة حفرت بها اسمها في ذاكرة الكل.. قائمة جعلت (ماما دنيا) أمّاً لكل طفل سعودي.. أطفالٌ كبروا وأصبحوا هامات وطنية مرموقة.. أطفالٌ عشقوا صوتها الأمومي لعقود في الكثير من البرامج الإذاعية والتلفزيونية فكبروا على حبها وتقديرها واحترامها.
ومن مقولة «الشيء بالشيء يذكر»؛ عادت بي الذاكرة إلى ما قبل ثلاثة عقود من الزمن، حينما حظيت ابنتي الصغيرة (هيا) بلقاء العملاقة (دنيا) في مسابقة للأطفال بملاهي عطا الله بجدة.. «هيا» التي أصبحت الآن معلمة لأبنائها وأمّاً؛ قبضت ذاكرتها منذ ذلك الزمن البسيط نصائح المُلهمة (ماما دنيا)، لتنقلها لأبنائها في زمن التقنية والتكنولوجيا.. ذكرى «هيا» غير قابلة للنسيان حتى إن تقادم الزمن.
أخيراً:
أملنا في رائد العطاء والوفاء الأمير خالد الفيصل (مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة)، وفي وزارة الإعلام والمؤسسات الإعلامية؛ تكريم تلك القامة الإعلامية الوطنية التي أفنت جلَّ عمرها خدمةً للوطن والمجتمع.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.