31 يوليو 2025, 1:29 مساءً
يُعدّ نبات القرض في منطقة نجران من العناصر البيئية العريقة، التي نُسجت في نسيج الحياة اليومية للإنسان، حيث ارتبطت استخداماته في مجالات الصحة والغذاء والبناء والتدفئة، إضافة إلى رعي الإبل والماشية، مما منح أشجار القرض قيمة بيئية واقتصادية كبيرة، أسهمت في دفع عجلة التقدم الاقتصادي، وتعزيز جودة الغطاء النباتي، ومواجهة ظاهرة التصحر.
ويعيش نبات القرض في منطقة نجران، وتحديدًا في محافظة بدر الجنوب، ويعد من الأكاسيا المقاوم للجفاف والملوحة العالية، ويمتد وجوده على طول جبال السراة وصولاً إلى الطائف، حيث ينمو في سفوح الجبال، وعلى ضفاف الأودية التي تتراوح ارتفاعاتها بين (800) و(1500) متر فوق مستوى سطح البحر، ويصل طوله بين 5 و8 أمتار، فيما يعتمد نموه على مياه الأمطار، ويزهر بأزهار منتظمة في نورات مستديرة لونها أصفر ذات رائحة عطرة، من أواخر الصيف حتى منتصف الخريف.
وأكد رئيس جمعية نجران الخضراء، رفعان آل عامر أن أشجار القرض من النباتات المستهدفة لإعادة توطينها وزيادتها نظرًا لأهميتها البيئية وملاءمتها للبيئة المحلية، لذا قامت الجمعية على مدار السنوات الثماني الماضية، بزراعة أكثر من (125) ألف شجرة قرض في عدة مواقع وحدائق طبيعية بالمنطقة ومحافظاتها، ضمن أهداف الجمعية الرامية إلى زراعة 200 ألف شجرة قرض بحلول عام 2030، مشيرًا إلى استمرار التعاون مع الجهات الحكومية والأهلية وأفراد المجتمع لتعزيز الغطاء النباتي، وتحسين البيئة المحلية، والحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال التشجير وزراعة الأشجار المناسبة، ومنها أشجار القرض لفوائدها البيئية الكبيرة، خاصة للنحالين وإنتاج العسل، وكذلك لفوائدها في تعزيز الصحة والعناية الشخصية للإنسان، فضلاً عن دورها في مكافحة التصحر.
وأوضح مربي النحل ماجد آل سالم أن أشجار القرض تمتلك فوائد صحية وصناعية قديمة، فكانت تستخدم في عملية الدباغة، وتستعمل مياه جذورها المغلية في التطهير وتحسين الروائح، كما أنها مهمة للنحالين بسبب جودة عسل القرض وفوائده الغذائية والصحية، فهو يستخدم لعلاج والوقاية من العديد من الأمراض مثل السرطان وغيره، مشيرًا إلى أن النحالين يوجدون خلال موسم أزهار القرض في الأماكن التي تنمو فيها هذه الأشجار في محافظة بدر الجنوب ومراكزها، بينما ينتقل آخرون إلى جبال السراة، لجني رحيق عسل القرض الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى المستهلكين، حيث يصل سعر الكيلو الواحد منه إلى حوالي (400) ريال.
وفي ذات السياق، يهدف المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر إلى تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمملكة التي تعكسها رؤية 2030، من خلال تحسين جودة الحياة عبر تقليل المناطق الملوثة بيئيًا وإعادة تأهيلها، وتنمية الموارد الحيوية للمملكة، وضمان استخدامها بشكل مستدام. كما يسعى المركز لوضع مبادرات وبرامج ومشاريع تتعلق بتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر ومتابعة تنفيذها، بالإضافة إلى تطوير وحماية مناطق الغطاء النباتي في جميع البيئات وزيادة الغطاء في جميع مناطق التنمية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.