عرب وعالم / السعودية / عكاظ

الجن بريء من بلاويكم !

عزيزي القارئ؛ أرجو منك أن تطفئ مصابيح فكرك، وترفع مستوى خيالك، لأن ما سأقوله هنا قد لا يُصدّق وهذا ما يبدو، لذا من فضلك سلمني عقلك!

تخيّل أن تكون جالساً لوحدك بهدوء، تشرب قهوتك، وتتأمل في حياتك، وفجأة يظهر لك شخص غريب يجلس بجوارك، ثم يفتح معك حواراً لطيفاً، ويقول لك: لا تخاف أنا جنّي!

من العجائب وربما الكوارث الفكرية أن كثيراً من الناس ما زالوا يؤمنون بخرافات الجن وكأنها حقائق علمية، رغم أن البشرية وصلت للمريخ، إلا أن بعض العقول بقيت مُعلقة بنظرية «تلبس الجن» في كل أمور الحياة!

فنجد الشخص إذا ما توظف قال هناك من يترصد لرزقي، وإذا فشل في زواجه أو لم يتوفق في حياته قال: «أنا ملبوس»، وصدقوني مسألة التلبّس هذه تحتاج إلى مقال منفرد.

وفي بعض المجالس؛ تسمع أحدهم يروي قصة مفزعة عن جنّي شاهده فوق السطح، ويصدقه بعض الحضور، وأنا لا أدري هل هذا جنّي بالفعل أم مدير موارد بشرية غضبان؟!

والمضحك أن بعضهم يوصيك بعدم النوم قبل ، لأن الجن يحبون هذا الوقت، والبعض يؤكد عليك بعدم تناول تمرات بعدد زوجي، لأن العدد الفردي يطرد الجن!

وغير ذلك الكثير من الخرافات الساذجة التي يؤمن بها بعض البشر.

وإذا افترضنا جدلاً أن الجن أصبح يتعامل معنا، وقد يخرج إلينا بصورة إنسّي، فعن نفسي سوف أرحّب به، وأطلب له قهوة، وأقول يا هلا وسهلا بصديقي الجديد الذي سيكون لديه الحل لجميع مشاكل حياتي.

ولن أقبل بصداقة أي جني والسلام، فلا بُد أن يكون (جني واصل) وأياديه (طايله) في كل مكان، حتى يسهل عليّ الأمور، ويفتح لي الأبواب المغلقة التي تجعلني أقول: وفقت و«هذا من فضل ربي».

وأيضاً هذا لا يمنع عندما (نمون) على بعضنا أن أسأله:

هل لديكم جني مشغول بتكوين ثروة؟ وهل فعلاً الجنيات في عالمكم جالسات في البيوت مُعززات، مُكرمات، مُدللات، لا شُغلة لديهن ولا مشغلة؟!

وسوف أسأله كيف تعرفون أخبارنا؟ وهل فيكم أحد عاشق يتلبّس بنو البشر ويعبث بداخله؟ هل لديكم واتساب وانستغرام؟ وهل فعلاً تتلصصون علينا أثناء نومنا؟ وتسرقون «الريموتات» ثم ترجعونها إلى مكانها، لأننا بصراحة أصبحنا نلومكم في كل بلاوينا.

ولا تلوموني أنتم؛ فمن يصدق أن «جني» قد يعشق إنسية ويتزوجها و(يتقهوى) معها بعد المغرب، لابد عليه أن يُجدّد اشتراكه في أبراج العقل والمنطق.

ما دعاني لدخول عالم الجن وكتابة هذا المقال «واتساب» وصلني من رقم مجهول بعنوان:

«هل تعلم أن الجن يخاف من رقم 7 ؟».

وهل تعلمون أنني صاحبتكم بالفعل أكره رقم 7 وأغطي (رجلي) باللحاف -وأنتم بكرامة- حتى لا يسحبها الجني.

صدقوني هناك شعرة بين المرض النفسي والمس الشيطاني، وبين الكسل والتلبس، وبين أخطائنا الشخصية، ومعتقداتنا الخُرافية.

فمن لديه مشاكل يواجهها، ومن يشعر أنه ضايع في حياته لا يحتاج إلى مشعوذ، بل يحتاج إلى مراجعة يُصحح بها أوضاعه النفسية والحياتية ويبتعد عن تعليق أخطائه على (شماعة الجان).

وختاماً، اقرأوا هذا المقال ثلاث مرات، ثم أرسلوه إلى 13 شخصاً، وإذا لم يصلكم خبراً سعيداً فأعلم يا عزيزي القارئ أن الجني التابع لك (مضروب)!

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا