لا أدري، هل كان لعامل «الصدفة» دور كبير في ظهور أصوات إعلامية وجماهيرية غير هلالية معترضة بشدة على إسناد مهمة نقل الدوري السعودي لقناة «الثمانية» عقب نشر إعلان دعائي عن المحتوى الرياضي المرتقب تقديمه من خلال استديوهاتها وبرامجها، الذي جاء متزامناً مع حملة هلالية لم تنتهِ بعد، كانت موجّهة ضد مقدم برنامج «خط الستة»؟ أم أن إدارة التسويق والإعلان في القناة لم توفَّق في اختيار توقيت نشر ذلك الإعلان، أو أنها تعمّدت استثمار الجدل والضجيج الإعلامي المتصاعد بكثرة على منصة «إكس» لتحويل الأنظار إليها وجذب الانتباه؟- طبعاً، في جميع الأحوال، النوايا لا يعلمها إلا الله. ولكن، كما يُقال، أحياناً النوايا الطيبة تخدم صاحبها، والعكس صحيح، فالنوايا السيئة تسيء لصاحبها. وأنا هنا لست بصدد تقييم نوايا القائمين على هذه الشركة، وإنما ما أحزنني كثيراً، رغم إعجابي الشديد بطريقة عرض ذلك «البرومو» المميز والجهد الرائع الذي ظهر في دقائق معدودة، هو تلك الجزئية البسيطة التي صاحبت الإعلان، التي لا أظن أن من وافق على نشرها يجهل «الحساسية المفرطة» تجاه أي تواجد إعلامي هلالي متعصب، فما بالكم حينما يظهر أكثر من اسم معروف بحجـم تعصبه الشديد جداً للأزرق؟- الأصوات الهلالية التي كانت – وما زالت – معترضة بشدة على بعض الأسماء في برنامج «خط الستة» منذ ظهوره، والحملة الصحفية الناقمة الموجَّهة ضد قناة «أبوظبي» الإماراتية آنذاك بدعم قوي من إدارة النادي، تطرح تساؤلاً: ما الذي يمنع الآن الأصوات النصراوية والاتحادية والأهلاوية من اتخاذ موقف مشابه، وربما بدعم من إدارات أنديتها، للتعبير عن اعتراضها ورفضها لظهور أسماء معيّنة في قناة «الثمانية»، خاصة إذا كان من المتوقع أن تعرض القناة تحليلات رياضية أو تستضيف ضيوفاً ومعلقين غير مرغوب فيهم، مثلما فعل الهلاليون سابقاً؟حينها، كان رئيس الهلال يطالب علناً بعدم السماح للمعلق عدنان حمد بالتعليق على مباريات يكون الهلال طرفاً فيها، وتكرر الأمر لاحقاً مع المعلقين عامر عبدالله ومحمد غازي صدقة، وقد استجابت الجهات المعنية بسرعة لتلك المطالب. وكنت قد كتبت حينها مقالاً في جريدة «الرياضية» بعنوان: «شبيك لبيك يا هلال».- وبناءً على هذه الحقائق المعروفة في الوسط الرياضي، يبرز سؤال مهم: هل سنرى تجاوباً سريعاً من القائمين على قناة «الثمانية» عبر إصدار بيان صحفي يتضمن أولاً اعتذاراً عن إعلان دعائي لم تُحسن اختيار بعض أسمائه من الإعلاميين الهلاليين المتعصبين؟ أم أنها ستتجاهل الأمر كما فعلت قناة «أبوظبي»؟ أم ستتفاعل سريعاً، كما فعلت القنوات الرياضية السعودية سابقاً، لتستجيب لمطالب إعلام وجماهير الأندية الثلاثة، وتضمن مع بداية بثها مراعاة العدالة والمساواة بين جميع الأندية، دون أن تعطي انطباعاً يُصادق على المقولة الشهيرة بأن الهلال هو «نادي الحكومة» – أي أنه «يجوز للهلال ما لا يجوز لغيره» – وهو الوصف الذي ردده جمهور الاتحاد في نهائي كأس الاتحاد السعودي عام 1406هـ، بحضور الأمير فيصل بن فهد – رحمه الله – حينما هتفوا: «أهلاً بالحكومة».. يومها، فاز الاتحاد بركلات الترجيح، وأكد الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز – رحمه الله – ذلك اللقب حين زار مقر نادي الاتحاد في سابقة تاريخية، لجبر خاطر الاتحاديين بعد خطأ تحكيمي فادح حرم ناديهم من بطولة الدوري، وأهدى اللقب للهلال بصافرة ظالمة.- ومن المعروف أن لقب «نادي الحكومة» ليس الوحيد الذي اشتهر به الهلال، إذ يُلقب أيضاً بـ «الزعيم»، و«الملكي»، و«نادي القرن». هذه الألقاب الأربعة، يتقبل الهلاليون بعضها بروح رياضية، ويرفضون بعضها الآخر، ومن وجهة نظري ووجهة نظر الكثير من المهتمين بكرة القدم، لقبان منها صحيحان، ولقبان لا أراهما كذلك. أخبار ذات صلة