عرب وعالم / السعودية / عكاظ

الإعلام: رؤية 2030 تقود تحولات إقليمية وعالمية برؤية طموحة تستشرف المستقبل

أكّد الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري، أن رؤية المملكة 2030 تقود مسيرة التغيير على مختلف الأصعدة الإقليمية والعالمية، إذ تواصل المملكة تحولات في شتى المجالات، تقودها رؤية طموحة تستشرف المستقبل، وتؤمن بإمكانات الإنسان والمكان.

جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الحكومي الـ24 اليوم، الذي استضاف وزير الإعلام للحديث حول أبرز مستجدات المملكة وإنجازاتها، ووزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان للحديث عن أبرز مستجدات العام الدراسي 1447هـ، ورحلة التحوُّل والتطوير في منظومة التعليم، وتمكين المدرسة، وتهيئة بيئة تعليمية مرنة ومعززة للقيم مع بداية العام الدراسي الجديد، ومستجدات تطوير التجربة الرقمية في التعليم، وتحسين الخدمة المقدمة للمستفيدين ومنسوبي التعليم.

وتطرق الدوسري إلى أن القطاع غير الربحي اليوم ضمن «الرؤية»، يُشكّل قيمة مؤسسية محورية، ومحركا أساسيا يُحفِّزُ الطاقاتِ الكامنة، ويفتح مساراتٍ جديدة تنبض بالعطاء والأثر، حيث شهد القطاع نموا بنسبة تقارب 252% مقارنة بخط الأساس، وبلغ عدد المنظمات غير الربحية حتى نهاية يوليو 2025، أكثر من 6400 منظمة.

وقال: «في سباق المستقبل، المملكة هي الوجهة، برؤية متجددة واقتصاد متنوع، تُسهم في تحفيز نمو الشركات الناشئة وتعزيز جاذبية الاستثمار، ففي المملكة، الفرص لا تُصنع فحسب، بل تُمَكَّنُ الرحلة، من الانطلاق إلى الآفاق، مشيرا في هذا الصدد، إلى بلوغ عدد السجلات التجارية أكثر من 1.7 مليون سجل، بنهاية النصف الأول من 2025، بزيادة سنوية تبلغ 13%، فيما قفز تصنيف المملكة 60 مرتبة، في (تقرير منظومة الشركات الناشئة العالمية 2025)، لتحتل المرتبة 23 عالميا في مجال دعم ريادة الأعمال، إضافة إلى ترشيح 5 شركات سعودية واعدة لتصبح شركات مليارية، شاركت في معرض (فيفا تيك) العالمي في باريس - أحد أكبر التجمعات للشركات التقنية في العالم -، في حين أنجز المركز للأعمال، ومنصة الأعمال الإلكترونية، أكثر من 10 ملايين خدمة».

وأكّد وزير الإعلام أنه مع تنامي الطموح وتسارع التنفيذ، يصبح تحقيق المستهدفات أمرا متوقعا، إذ نجح البرنامج السعودي لجذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية، في جذب أكثر من 616 شركة عالمية، في الربع الأول لعام 2025، مرتفعا عن الربع السابق المتمثّل بـ571 شركة إقليمية، ومتجاوزا المستهدف المحدد لعام 2030 وهو 500 شركة.

وفي حديثه حول القطاع الصناعي، أكّد أن القطاع يمثّل ركيزة أساسية في بناء الاقتصاد الوطني، ورافدا مهما لخلق الفرص الاستثمارية وتوفير الوظائف، ترجمته نتائج تحقيق المستهدفات ما قبل الرؤية وحتى نهاية النصف الأول من 2025، فقد ارتفع عدد المصانع من قرابة 7200 إلى 12480 مصنعا، وقفزت الاستثمارات الصناعية من 955 مليارا إلى 1.2 تريليون ريال، في حين نمت الصادرات غير النفطية من قرابة 178 مليارا إلى 607 مليارات ريال، فيما وصلت المنتجات الآن إلى أكثر من 180 دولة حول العالم، وأتاح برنامج «صنع في السعودية» أكثر من 3000 فرصة تصديرية، عبر ربط المصدرين السعوديين بالمشترين في 74 دولة.

كما قدّم صندوق التنمية الصناعية السعودي خلال النصف الأول من 2025، قروضا تمويلية بقيمة 4.5 مليار ريال، وأنشأت هيئة «مدن» قرابة 2200 مصنع جاهز حتى منتصف 2025، لتمكين المستثمرين وروّاد الأعمال.

وفي قطاع التعدين، أشار وزير الإعلام إلى أن المملكة قفزت من المرتبة 104 إلى 23 في مؤشر جاذبية الاستثمار التعديني في «تقرير المسح السنوي لشركات التعدين»، وتضاعفت القيمة التقديرية للثروة المعدنية، من 4.9 إلى 9.4 تريليون ريال، كما بلغ عدد رخص التعدين أكثر من 2400 رخصة تعدينية سارية، حتى نهاية النصف الأول من 2025.

وفي معرض حديثه، حول مستجدات القطاع الصحي، أكّد أن الصحة تأتي نبضا في قلب الرؤية، وتستثمر في حاضر الإنسان ومستقبل الأجيال، فلم تعد الصحة تقاس بالأرقام فحسب، بل تقاس بما تمنحه من حياة وقدرة على الطموح والعطاء.

وفي هذا الشأن، أشار وزير الإعلام إلى أن «» أضحت أول مدينة صحية مليونية بالشرق الأوسط وفقا لمنظمة الصحة العالمية، بعد استيفائها معايير المدن الصحية.

وتعزيزا لمكانته بصفته أحد المراكز الطبية الرائدة عالميا في زراعة الأعضاء، بيّن أن الجمعية الأمريكية لزراعة الأعضاء، صنّفت دراسة بحثية أجراها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث حول زراعة الكبد باستخدام الروبوت، واحدة من بين 10 أوراق بحثية هي الأعلى تأثيرا لعام 2024، في حين أدرجت 7 مستشفيات سعودية ضمن قائمة «براند فاينانس» لأفضل 250 مستشفى عالميا لعام 2025.

وعرّج وزير الإعلام على الحراك الثقافي في المملكة، وما شهده من إطلاقات ومبادرات رائدة لوزارة الثقافة، لترسيخ مكانة المملكة في المشهد الإبداعي العالمي، مشيرا في هذا الصدد إلى بلوغ عدد الجمعيات والمؤسسات الثقافية وأندية الهواة في القطاع الثقافي غير الربحي قرابة 1000 منظمة، فيما بلغ إجمالي التراخيص والتصاريح الثقافية الصادرة عبر منصة «أبدع» التابعة لوزارة الثقافة، أكثر من 9200 ترخيص وتصريح بنهاية 2024.

وفي ظل التنافس العالمي، نوّه الوزير الدوسري بما شهده قطاع التعليم في المملكة من تحولات نوعية وإستراتيجية، من تداول المعلومة إلى صناعة المعرفة، ومن التلقي إلى الإدراك العميق والتفكير الناقد، ومن الكتاب إلى استثمار الأفكار، ومن المدرسة إلى تحفيز الابتكار.

وإيمانا بربط المعرفة بالتمكين، أعلن وزير الإعلام، إطلاق «ابتعاث الإعلام» بالتعاون بين وزارتي الإعلام والتعليم، في خطوة تهدف إلى تأهيل الطلاب والطالبات لسوق العمل، عبر تدريبهم وابتعاثهم إلى أفضل جامعات وشركات العالم المتخصصة في المجال الإعلامي.

وأضاف: «المملكة لا تنافس أحدا في ميدان الإنجاز، وفي كل مجال، تضع المملكة بصمتها الخاصة، وتثبت أن التميز ليس هدفا عابرا، بل نهج مستدام، وركيزة من ركائز رؤيتها الطموحة، وأن كل إنجاز يتحقق يصبح نقطة انطلاق لإنجازٍ أعظم».

وفي ردٍ على سؤال حول قدرة شركة «ثمانية» على نقل البطولات السعودية تلفزيونيا لمدة ستة أعوام، بما يواكب تطلعات الجمهور المحلي والعالمي، أكّد وزير الإعلام ثقته في إمكانات الشركة، مشيرا إلى أن المخاوف المتداولة مفهومة نظرا لوعي المتابع الرياضي السعودي، وارتفاع سقف توقعاته الإعلامية، خصوصا في ظل القفزات التي خطتها وزارة الرياضة في القطاع.

وأكّد أن «ثمانية» تُعد من الشركات الإعلامية السعودية الرائدة التي أثبتت حضورها محليا وعالميا، وتحظى بدعم الوزارة شأنها شأن أي مؤسسة وطنية طموحة، مشيرا إلى أن الشركة جزء من منظومة «SRMG» الإعلامية، التي تتمتع بخبرة واسعة ومنصات متعددة، ما يعزز قدرتها على تقديم نقل تلفزيوني يليق بمكانة الدوري السعودي.

وحول توجيه ولي العهد ببعض الإصلاحات في قطاع الإسكان، وموافقته على تمديد مهلة الإجراءات المتعلقة بزيادة توفير معروض الأراضي، وفرض رسوم على الأراضي البيضاء، وضبط عملية التأجير، قال وزير الإعلام: «هذه الإصلاحات تؤكد اهتمام ولي العهد بكل ما يهم المواطن، وخصوصا قطاع الإسكان الذي وصل إلى ارتفاعات كبيرة في الأسعار، ولذا أتت توجيهاته واضحة وصريحة، وستنفذ بحذافيرها»، مشيرا إلى أن موافقة ولي العهد على التمديد 90 يوما إضافية، جاءت لتمكين حفظا لحقوق الأطراف ذات العلاقة، وخلق التوازن في السوق العقاري.

وأضاف: «هنالك ٌ لنشر ما يتوصل إليه المسؤولون عن تنفيذ هذه القرارات لتصل لكل المواطنين فور صدورها، وستسمعون الأخبار السارّة قريبا بإذن الله».

من جانبه رفع وزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد على ما يحظى به التعليم في المملكة من دعم وعناية مستمرة، مؤكدا أن ما تحقق من إنجازات في منظومة التعليم كان ثمرة لهذا الدعم الكبير، والتزاما بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبرنامج تنمية القدرات البشرية كأحد برامجها الرئيسية.

وثمّن نيابة عن منظومة التعليم، للقيادة موافقة مجلس الوزراء على إقرار فصلين دراسيين لمدارس التعليم العام للعام الدراسي القادم 1447 /1448هـ، في خطوةٍ تُجسّد مبدأ التدرّج المدروس والتطوير المتزن.

وبين في معرض حديثه بالمؤتمر الصحفي الحكومي، أن المنظومة التعليمية اليوم، تسعى وفق رؤية تشاركية إلى الريادة، في ظل رؤية طموحة؛ لتمكين جيل واعٍ، ومنافس عالميا.

وأكد الوزير البنيان أن وزارة التعليم حققت حتى الآن أكثر من 19 هدفا إستراتيجيا ضمن هذه الرؤية، شملت تطوير المناهج، وتدريب المعلم، ودمج الذكاء الاصطناعي، وتوسيع التدريب التقني، وتجهيز المدارس، وإنشاء مدارس نموذجية حديثة بالشراكة مع القطاع الخاص، تمثل نمطا متقدما ومُلهما للتعليم، من حيث التصميم، والبرامج، مما يعكس التزامها بتوفير نموذج تعليمي متميز للطلاب والطالبات.

وقال: «وزارة التعليم تسير نحو تمكين المدرسة ورفع كفاءتها التشغيلية، وتعزيز الحوكمة من خلال تقليص المستويات الإدارية، إيمانا منها بأن المدرسة تأتي أولا، وهي نواة العملية التعليمية، وركيزة أساسية في بناء الإنسان والمجتمع، حيث تمت إعادة هيكلة الإدارات التعليمية بتقليص عددها إلى 16 إدارة تعليمية، وإسناد جميع أعمال التشغيل والصيانة وإدارة جودة المدرسية وتجهيزها بنسبة 100% لشركة تطوير التعليم القابضة، بما يضمن تمكين الهيئة التعليمية للتركيز على دورها الرئيسي».

وأكد سعي الوزارة للاستمرار في تهيئة بيئة تعلّم مرنة وجاذبة ومعززة للقيم المجتمعية للطلبة كالانتماء الوطني، والالتزام، والتسامح من خلال المدرسة وشراكة الأسرة كذلك، إلى جانب إعادة ابتكار مضامين الحصص الدراسية ليكون مرتبطا بالحياة والمهارات، وصولا إلى تعزيز دور المعلم كموجه وشريك في رحلة التعلم.

وضمن جهود وزارة التعليم لضمان بيئة تعليمية آمنة ومحفّزة، أشار إلى أنه تم تنفيذ عدد من المشاريع والمبادرات على مستوى المملكة، شملت 75 مشروعا إنشائيا جديدا بإجمالي قيمة 920 مليون ريال، تهدف إلى التوسع في البنية التحتية وتحقيق بيئات تعليمية متطورة، وأجربت صيانة شاملة لأكثر من 15 ألف مبنى مدرسي، بقيمة تجاوزت مليارَي ريال، وترميم وتأهيل أكثر من 1400 مبنى تعليمي بـ782 مليون ريال؛ لرفع كفاءة المرافق وتحسين جودة البيئة المدرسية، مؤكدا أن هذه الجهود تأتي ضمن إطار حرص الوزارة على جاهزية المدارس، وضمان انطلاقة ناجحة للعام الدراسي الجديد في جميع مناطق المملكة.

وإيمانا من وزارة التعليم بأن الطالب هو استثمارها الأغلى، بداية من التعليم المبكر كنقطة الانطلاق الحقيقية لمسيرته؛ أوضح الوزير البنيان أن نسبة الالتحاق للأطفال السعوديين من 3 سنوات إلى ما قبل 6 سنوات، ارتفعت إلى ما يزيد على 36%، مشيرا إلى أن الوزارة عملت على إعداد ضوابط تنظيمية وإجرائية لسياسات التعليم في مرحلة الحضانة ورياض الأطفال، بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والعديد من الجهات ذات العلاقة، لتكون أكثر اتساقا مع أفضل الممارسات التعليمية العالمية.

وفي إطار الاهتمام برعاية الموهوبين والموهوبات، نوّه بارتفاع عدد الموهوبين المكتشفين بنسبة تصل إلى 10% مقارنة بالعام الماضي، ليصل العدد إلى أكثر من 28 ألف موهوب وموهوبة، في حين بلغ عدد المسجلين في برنامج الكشف عن الموهوبين أكثر من 100 ألف لعام 2024، بزيادة بلغت 72% مقارنة بعام ، وذلك بالتكامل مع شركاء الوزارة في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة».

وأوضح أنه امتدادا لذلك، قامت الوزارة بتدشين أول مدرسة تقنية للموهوبين بالشراكة مع أكاديمية طويق، وأول مدرسة رياضية بالشراكة مع وزارة الرياضة وأكاديمية مهد، وكذلك أكاديمية الفنون والثقافة بالشراكة مع وزارة الثقافة كنماذج لمدارس المستقبل، فيما أُعلن أخيرا عن التوسع في افتتاح مدارس الموهوبين التقنية في خمس إدارات تعليمية تشمل ، المدينة المنورة، المنطقة الشرقية، القصيم، وجدة، ابتداء من العام الدراسي القادم 1447هـ.

وأكد الوزير البنيان أن وزارة التعليم تولي اهتماما بالغا بتعزيز فرص ذوي الإعاقة، حيث بلغ عدد الطلبة ذوي الإعاقة المستفيدين من دمج ذوي الإعاقة أكثر من 94 ألف طالب وطالبة، مشيرا إلى تضافر جهود وزارة التعليم مع الشركاء في ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية؛ لتقديم خدمات نوعية متكاملة تشمل الخدمات التعليمية، والخدمات المساندة، وبرامج التدخل المبكر، لتغطي جميع مناطق المملكة، مع مراعاة احتياجات كل منطقة وفق أعلى المعايير العالمية.

وفي معرض حديثه حول المناهج الدراسية، قال وزير التعليم: «المناهج اليوم تشكّل مجموعة متكاملة تُعزز المعرفة، وتُنمّي المهارة، وتُرسّخ القيم، فالمنهج هو نقطة انطلاق لرحلة مكتملة بما تتضمنه من أنشطة وتجارب تُصنع داخل المدرسة وخارجها»، مشيرا إلى أنه استمرارا لتطوير المناهج، قام المركز الوطني للمناهج بإنتاج 27 مقررا رقميا، وأعاد صياغة 19 مقررا ككتب تفاعلية، إلى جانب مراجعة 50 مقررا آخر لدعم بيئة تعلم رقمية متقدمة، كما قام المركز بتحديث أكثر من 6700 محتوى رقمي للمراحل كافة، حرصا على تقديم محتوى غني ومتجدد، وصمم مواد تفاعلية لتحفيز الفهم القرائي وربط المحتوى الدراسي بأساليب حديثة تُسهم في تعزيز التفاعل الذهني للطالب.

وأضاف: «في خطوة تستشرف المستقبل، أدرجت وزارة التعليم بالتعاون مع المركز الوطني للمناهج، منهجا للذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التعليم العام بداية من العام الدراسي القادم 2025–2026، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) كما أدرجت منهجا للأمن السيبراني ضمن المجال الاختياري لطلبة المرحلة الثانوية بالشراكة مع هيئة الأمن السيبراني بهدف زيادة وعيهم بالأمن السيبراني، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للحماية السيبرانية».

وأوضح أن الوزارة حدّثت دليل الخطط الدراسية ليشمل ضوابط مرنة وخطة خاصة للمدارس التي تطبق تعليم اللغة الصينية، بما يعزز المرونة ويواكب متغيرات العصر، وتم إصدار «الدليل الإرشادي لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم» بالتعاون مع «سدايا».

وأعلن وزير التعليم أن الوزارة وفّرت أكثر من 520 ألف فرصة تدريبية للمعلمين والمعلمات عبر المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي، في مجالات تربوية وتخصصية وقيادية، تنفيذا لتوجيهات ولي العهد بالاهتمام بالمعلم بوصفه حجر الأساس في بناء الإنسان وتنمية الوطن.

وبيّن أن الوزارة بدأت تنفيذ عدد من الشراكات الدولية لتعزيز التنافسية العالمية للمعلم من أبرزها: الماجستير المهني بالتدريس بالشراكة مع المعهد الوطني السنغافوري، وبرامج التطوير المهني للمعلمين بالشراكة مع اتحاد الجامعات الفنلندي، وآخر للقيادات التعليمية بالشراكة مع جامعة كلية لندن.

وأشار إلى ابتعاث 100 معلم ومعلمة لدراسة اللغة في ، ضمن توجه إستراتيجي لتعزيز التواصل الثقافي والاقتصادي وفتح نافذة على واحدةٍ من أعرق الثقافات العالمية، إذ بدأ تدريس اللغة الصينية في أكثر من 140 مدرسة متوسطة حكومية.

وأكد الوزير البنيان أن الوزارة تعمل على تصميم خارطة طريق لكل جامعة ضمن مبادرة «ريادة الجامعات»، بهدف إعادة تشكيل مستقبل التعليم الجامعي، وربطه بسوق العمل، وتفعيل البحث العلمي في المجالات ذات الأولوية الوطنية، بما يتماشى مع برنامج تنمية القدرات البشرية.

وأوضح أن الوزارة أسست وحدة للذكاء الاصطناعي لتطوير حلول تعليمية ذكية، وأطلقت المنصة الوطنية للقبول الموحد التي وفرت أكثر من 339 ألف فرصة قبول في أكثر من 4000 تخصص، عبر 28 جهة تعليمية حكومية.

وبيّن أن الوزارة أنشأت بوابة الدعم الموحد لتقديم خدمات متكاملة لجميع منسوبي التعليم، بمن فيهم أولياء الأمور والمعلمين والطلاب، تعزيزا لتجربة المستفيد.

وأشار إلى أن إستراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، تسهم في تعزيز تنافسية المواطنين من خلال رفع كفاءة قطاع رأس المال البشري في القطاعات الجديدة والواعدة، وساهمت في التحاق الطلبة في أفضل الجامعات المصنفة عالميا، ومنذ إطلاقها عام 2022 وصل عدد الطلبة السعوديين المبتعثين إلى أفضل 30 جامعة في العالم، 3388 طالبا وطالبة، بينما سجّلت آخر إحصائية هذا العام 2025 ابتعاث 938 طالبا وطالبة إلى هذه الجامعات.

وأكد أن الوزارة، بالشراكة مع هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، أسست مراكز بحثية داخل الجامعات السعودية، ما انعكس على تصنيفاتها العالمية، وارتفع عدد الجامعات السعودية بعام 2024 في تصنيف شنغهاي إلى 12 جامعة، وفي تصنيف التايمز إلى 32 جامعة، وفي تصنيف QS العالمي لعام 2025 تواجدت 20 جامعة سعودية ضمن أفضل الجامعات عالميا، وتقدّمت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للمركز 67 عالميا ضمن أفضل 100 جامعة على مستوى العالم، وحصلت جامعة الملك سعود على المرتبة 148، وجامعة الملك عبدالعزيز على المرتبة 163، ضمن أفضل 200 جامعة في العالم، في حين أدرجت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST) ضمن أفضل 10 جامعات عالميا في هدفين من أهداف التنمية المستدامة، في إنجاز يعكس رؤية المملكة الطموحة.

ودعما للقطاعين الخاص وغير الربحي، أفاد الوزير البنيان أنه أنشئ قطاع متخصص داخل الوزارة يُعنى بدعم القطاعين، إلى جانب تشكيل ثلاثة مجالس استشارية مع القطاع الخاص في التعليم العام، والجامعي، والتدريب، لضمان التواصل المستمر وتذليل التحديات، عادّا تجربة المستثمر ذات أولوية للوزارة، وأُطلقت لذلك حزمة متكاملة من الممكّنات التشريعية، والمالية، والتقنية لتحفيز القطاع الخاص، منها إطلاق منصة «مدارس» كمنصة متكاملة لخدمة مدارس القطاع الخاص، صُممت لتكون المرجع الأول والداعم الرئيس للمستثمرين وأولياء الأمور والطلاب، عبر أتمتة الإجراءات وتوفير الخدمات المتكاملة، من البحث عن المدرسة والتسجيل والدفع الإلكتروني، إلى عرض الفرص الاستثمارية والأصول التعليمية وتعزيز الالتزام والامتثال.

وبين أن وزارة التعليم فرت أكثر من 500 فرصة استثمارية هذا العام تشمل أراضي ومرافق تعليمية في 63 مدينة، ويقّدر حجم الاستثمارات في السنوات الخمس القادمة بـ50 مليار ريال، وجرى تدشين 120 مدرسة جديدة عبر نموذج الشراكة مع القطاع الخاص «PPP» في مجالات البناء، التشغيل، والصيانة، ضمن جهود برنامج التخصيص، وبات قطاع التعليم في المملكة جاذبا لكبرى المدارس والجامعات، فمنذ العام الماضي 2024 وحتى اليوم تم إصدار 199 رخصة استثمار أجنبي لشركات تعليمية دولية، من بينها جامعتان عالميتان ستفتتحان فروعهما في المملكة، وقامت الوزارة من منطلق التحفيز بتقديم الدعم لنحو 1069 مدرسة من المدارس الخاصة المستحدثة منها 458 لمرحلة رياض الأطفال و611 لبقية المراحل.

وللمساهمة في تحقيق الاستدامة في دعم مشاريع التعليم، أوضح الوزير البنيان أنه جرى عقد شراكات نوعية، وإطلاق حزمة محافظ من المشاريع التعليمية النوعية ضمن عدد من البرامج والمبادرات الوطنية منها: برنامج سخاء بمحفظة مشاريع تقدر بـ4.7 مليار ريال، ومنصة إحسان بالشراكة مع صندوق وقف إحسان، حيث أُسس وقف التعليم، الذي بلغ حجمه في المرحلة الأولى ما يقارب 400 مليون ريال، في حين ساهم القطاع الخاص بتوفير منح مقاعد دراسية لاستيعاب ما يقارب 2000 طالب وطالبة من مستفيدي صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين.

وتابع قائلا: «ها نحن اليوم نتجاوز المستهدف الوطني في مجال العمل التطوعي بالوصول إلى ما يتجاوز مليون متطوع ومتطوعة، في إنجاز يعكس روح العطاء والانتماء ويعزز ثقافة المسؤولية المجتمعية لدى الطلبة، كما حققت وزارة التعليم الجائزة الوطنية للعمل التطوعي لعام 2024 في مسار تنظيم العمل التطوعي، وهو إنجاز يُجسد التزامها بتعزيز التكافل المجتمعي، وجعل التعليم منصة للبذل والعطاء والتنمية المستدامة»، معربا في هذا الشأن عن شكره للمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي على دعمه وتمكينه، ودوره المحوري في تعزيز التكامل بين الجهات، بما يسهم في تحقيق أثر مستدام في قطاع التعليم.

وسلّط الضوء على إسهام جمعية الكشافة العربية السعودية في دعم العمل الكشفي والتطوعي، من خلال برامج ومبادرات تعزز التنمية المستدامة، حيث شارك هذا العام أكثر من 3000 كشاف وكشافة في خدمة ضيوف الرحمن في حج هذا العام، بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الوطنية المشاركة، وتأتي مبادرة رسل السلام واحدة من أهم المبادرات الكشفية العالمية، التي جمعت أكثر من 100 مليون كشاف من 176 دولة حول رسالة واحدة لنشر السلام وخدمة المجتمعات، مؤكدا أن المملكة ومن منطلق رؤيتها الطموحة 2030، كانت ولا تزال ركيزة أساسية في نجاح هذه المبادرة، بدعم تجاوز 50 مليون دولار، وشراكة إستراتيجية مع المنظمة الكشفية العالمية، معربا عن فخره بأبناء وبنات المملكة الذين أنجزوا مع نظرائهم حول العالم أكثر من 2.3 مليار ساعة عمل تطوعي، في مشاريع تخدم الإنسان وتزرع الأمل.

وقال: «نحن نُدرك حجم المسؤولية، ونعمل لنصنع نظاما تعليميا يكون من بين الأفضل عالميا، وطموحنا أن نبني نموذجا يُلهم، ويُعلّم، ويقود»، مقدما شكره لكل من ساهم، ولكل من آمن، ولكل من يعمل من أجل تعليم يرتقي بوطن عظيم، ويُحقق تعليما مستداما يستحقه أبناؤنا وبناتنا.

وفي سؤالٍ حول مواءمة المناهج السعودية بقيمها الثقافية مع المعايير الدولية، أكد وزير التعليم أن تطوير المناهج يتم وفق رؤية واضحة تهدف إلى بناء نظام تعليمي متميز، يرسخ القيم والهوية الوطنية، ويتسق في الوقت ذاته مع المعايير الدولية ومهارات القرن الـ21، مع مراعاة التطورات المتسارعة في التقنيات الحديثة، منوها بدعم ولي العهد ضمن برنامج تنمية القدرات البشرية في إنشاء المركز الوطني لتطوير المناهج، بوصفه نقلة نوعية في المنظومة التعليمية، يعمل بالشراكة مع الجهات المعنية على صياغة مناهج معرفية ومهارية متكاملة تحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وفي جانب القيم، شدد على أن رؤية المملكة توليها عناية خاصة، وتسعى لضمان اتساقها مع الهوية الوطنية، وربطها بالمناهج والأنشطة الصفية وغير الصفية، إضافة إلى الارتقاء بكفاءة المعلمين عبر برامج التطوير المهني.

وكشف عن خطة واضحة من المركز الوطني لتطوير المناهج لتحديد القيم وعددها وآليات إدراجها، مع التوجه لتفعيل دور أولياء الأمور من خلال مجالس استشارية للتكامل مع الأسر في دعم هذه القيم ضمن منظومة التعليم، وتعزيزا للشراكة المجتمعية في بناء الأجيال.

وبين وزير التعليم أن آلية ابتعاث الطلبة تخضع لمعايير تشمل التخصصات ذات الطلب واحتياج سوق عمل وفق متطلبات التنمية الوطنية، كذلك نوعية الجامعات في الخارج بإشراف فريق عمل من الوزارة والملحقيات الثقافية في الخارج.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا