عرب وعالم / السعودية / عكاظ

نحن هنا، وهناك

ذات يوم كتبت للتذكير، وتذكير ملح، أن لدينا قوى ناعمة في كل المجالات، وهي ثروة وفيرة، وكنت أتساءل دائماً:

- لماذا لا يتم تصدير ثروتنا الناعمة ؟

وتمدداً مع فكرة تصدير تلك الثروة الإبداعية، استذكرت، وعبر الأزمان المتوالية أن الدول والممالك سعت إلى مد نفوذها لإحداث التأثير سواء كان ذلك التأثير عسكرياً أو اقتصادياً أو أيديولوجياً، ولكل قوة مجال لإحداث تأثير في بنية المجتمعات المعاصرة بعضها لبعض، وفي كل فترة زمنية تتجدد وتتنوع القوى ذات التأثير الفعلي في إحداث النفوذ الممتد، وفي السنوات المتأخرة (نسبياً) ظهرت القوى الناعمة، متخذة حيزاً مهماً بين الدول كقوة، وأثبتت وجودها كسلاح ماضٍ في تأثيره، نعم، القوى الناعمة قوى مستحدثة، وقد دخلت إلى العالم كقوة مؤثرة ومغيرة، وهي تمثل زهرة كل حضارة، كونها عصارة تقدم المجتمع في جميع مناحي حياته، ولأن بلادنا تمتاز بقوى عديدة (تحديداً في الاقتصاد)، مكنتها تلك القوى من أن تكون دولة ذات ثقل دولي وإقليمي.

وكما سبق أن قلت - مراراً - إن ثروتنا البشرية في إبداعها تفوق الثروة النفطية، فهي التي تجسد ما وصل إليه إنسان هذا البلد من تقدم وتطور، وهي قوى ناعمة برزت في جميع الميادين، فلماذا لا يتم تصديرها؟

فلكل دولة وسيلة لمد نفوذها، فمع انتهاء - أو ندرة - المد العسكري أصبحت القوى الناعمة سلاحاً معتبراً في مد مساحة النفوذ والسيطرة.

ومع تصاعد قوانا الإبداعية وتنوعها، ووصولها إلى العالمية، أصبح لدينا قوى ناعمة يمكن لها مد نفوذنا بعيداً، من خلال تسخير اقتصادنا المهول في تصدير تلك القوى الناعمة كالسينما والأدب والفن، والرياضة، والغناء، والمسرح، والفن التشكيلي..

ولم يطل الزمن حتى ظهر قرار معالي المستشار تركي آل الشيخ، بأن يكون موسم القادم معتمداً اعتماداً كاملاً على العازفين والموسيقيين السعوديين في الحفلات الغنائية، وكذلك اعتماد شبه كامل على المسرحيات ..

ذلك القرار الذي تلقاه المواطنون بفرحة غامرة، وفي الوقت نفسه أثار جدلاً حول استبعاد أو التخلّي عن فنانين غير سعوديين، وقد كتبت بأنني استوعب قرار معالي المستشار تركي آل الشيخ من جهتين:

‏أولاً: السعي الأكيد إلى خلق كوادر موسيقية، ومسرحية (وهي موجودة)؛ من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي، والاعتماد على النفس والارتهان إلى فناني البلد، يضاف إلى ذلك منح الشاب فرصة الظهور بدلاً من بقائه احتياطياً لسنوات طويلة.. وأعتقد أن هذا القرار يتماشى مع المثل الشعبي «ما تشبع إلا بيدك»، ولأن بلادنا تتحرك في الاتجاه التصاعدي في كل شيء كان لزاماً أن تكون متكاملة الأركان في جميع القوى، ومنها القوى الناعمة.

‏ثانياً: الآن ومع تهافت المراكز الثقافية العربية، أصبحت السعودية هي المركز الرئيس للعالم العربي، والمعطيات المبثوثة على أرض الواقع تعطينا الحق في أن نكون مركزاً ثقافياً، وفنياً في جميع مناشط الحياة على مستوى العالم العربي.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا