تم النشر في: 20 أغسطس 2025, 11:46 صباحاً خلصت دراسة دولية رائدة إلى أن التغيرات الطفيفة في كيفية نظر الأشخاص إلى الصور يمكن أن تكشف عن العلامات المبكرة لتدهور الإدراك والذاكرة، وذلك قبل ظهور الأعراض بفترة طويلة. وبحسب تقرير نشره موقع "ميديكال إكسبريس" العلمي، وجد باحثون من كندا وجزر الهند الغربية أن أنماط حركة العين، وخاصةً طريقة استكشاف الأفراد للمشاهد المرئية، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بصحة الدماغ. وأوضحت الدراسة – المنشورة في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) – أن العين ترى، لكن مركز الرؤية في الجزء الخلفي من الدماغ هو المسؤول عن فك تشفير المعلومات الكهربائية لتكوين الصورة النهائية، لذلك فإن غياب الانتباه العقلي يؤدي إلى عدم إدراك ما يُرى. وأُجريت التجارب على 148 مشاركًا موزعين على خمس مجموعات: الشباب، وكبار السن الأصحاء، والأشخاص المعرضون لخطر التدهور المعرفي، والمُشخّصون بضعف إدراكي خفيف، إضافة إلى المصابين بفقدان الذاكرة، حيث تم تتبع حركات العين باستخدام أجهزة مثبتة على الرأس. وأظهرت النتائج أن الشباب استكشفوا الصور على نطاق أوسع مع تفاصيل أكثر، بينما ركّز كبار السن على مناطق محددة، في حين أعاد المعرضون للخطر والمصابون بضعف إدراكي خفيف النظر إلى الأجزاء نفسها بشكل متكرر، أما المصابون بفقدان الذاكرة فقد أظهروا أنماط نظر صارمة ومكررة. وخلصت الدراسة إلى أنه مع تدهور الذاكرة تقلّ مساحة الاستكشاف البصري وتزداد النظرات المتكررة على أجزاء معينة من الصور، مما يعكس صعوبة تكوين صور ذهنية مكتملة في الدماغ. وأشارت الباحثة الرئيسية جوردانا س. وين إلى أن هذه النتائج "تفتح المجال لأبحاث مستقبلية يمكن أن تستخدم مقاييس النظرة كأداة لتشخيص وتتبع الذاكرة والوظائف الإدراكية"، مؤكدة أن هذا الاكتشاف قد يُمكّن الأطباء يومًا ما من اكتشاف مرض الزهايمر والاضطرابات المرتبطة به في مراحله المبكرة دون الحاجة إلى اختبارات جراحية.