سجلت الروسية مارينا ستاروفويتوفا إنجازًا تاريخيًا بتوليها قيادة كاسحة الجليد النووية «يامال»، لتصبح أول امرأة في تاريخ الأسطول الروسي تقود سفينة نووية من طراز أركتيكا، ليمثل هذا الإنجاز، الذي أعلنت عنه شركة «روساتوم» المالكة للأسطول النووي الروسي، خطوة رائدة في عالم الملاحة البحرية القطبية.
وتعد كاسحة الجليد النووية «يامال» واحدة من أقوى كاسحات الجليد في العالم، مصممة لشق قنوات الملاحة في المياه المتجمدة بالمحيط المتجمد الشمالي، مما جعل الكثيرين يشيدون بشجاعة ستاروفويتوفا وإصرارها على كسر الحواجز في مهنة تهيمن عليها الرجال تقليديًا.
جاء الإعلان خلال الحفل الموسيقي الذي يجري بمناسبة الذكرى الثمانين لتدشين صناعة الطاقة النووية في روسيا حيث قال المقدم: «رحّبوا بأول امرأة في التاريخ تتولى قيادة كاسحة الجليد النووية، مارينا ستاروفويتوفا!»، وقبل ذلك، شغلت ستاروفويتوفا منصب النائب الأول لقائد كاسحة الجليد النووية «يامال».
وسُلّم شعار القيادة لستاروفويتوفا مباشرة على المنصة من قبل المخضرم في أسطول كاسحات الجليد النووية، القائد الأسطوري لكاسحة الجليد النووية الشهيرة «أركتيكا» ورائد القطب الشمالي، وقائد كاسحتي الجليد «لينين» و«روسيا»، والقائد لرحلات الملاحة البعيدة ألكسندر بارينوف.
وتولت ستاروفويتوفا، البالغة من العمر 34 عامًا، قيادة «يامال» بعد سنوات من التدريب المكثف والعمل في الملاحة القطبية، وبدأت مسيرتها كضابطة سطح على متن السفينة «50 عامًا من النصر» عام 2018، حيث أثبتت كفاءتها في التعامل مع الظروف القاسية للمنطقة القطبية، وفي خطوة غير مسبوقة، تم تعيينها قائدة لـ«يامال»، التي تقوم بدور حيوي في تأمين الملاحة على الطريق البحري الشمالي، وهو ممر إستراتيجي يربط موانئ مورمانسك وفلاديفوستوك عبر البحار القطبية.
وكشفت التحريات الأمنية وتقارير شركة «روساتوم» أن ستاروفويتوفا خضعت لاختبارات صارمة للتأكد من قدرتها على قيادة السفينة، التي يبلغ طولها 148 مترًا وتعمل بمفاعلين نوويين بقوة 75,000 حصان، حيث «يامال» التي أُطلقت عام 1992، ليست مجرد سفينة لكسر الجليد، بل رمز للقوة البحرية الروسية، حيث قامت بـ47 رحلة إلى القطب الشمالي وشاركت في عمليات إنقاذ ونقل البضائع إلى المناطق النائية في سيبيريا.
وواجهت ستاروفويتوفا تحديات كبيرة، بما في ذلك مقاومة بعض أفراد الطاقم الذين اعتبروا وجود امرأة في القيادة أمرًا غير تقليدي، لكنها أثبتت جدارتها بحرفية عالية وحضور قوي، وأثارت هذه الخطوة تفاعلاً واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي في روسيا، حيث أشاد الكثيرون بشجاعة ستاروفويتوفا وإصرارها على كسر الحواجز.
وتُعد روسيا الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك أسطولاً من كاسحات الجليد النووية، وتديره شركة «روساتوم» عبر ذراعها «روساتوم فلوت» ويضم الأسطول حاليًا ثماني سفن نووية، منها «يامال» و«50 عامًا من النصر» و«أركتيكا»، وهي مصممة لتأمين الملاحة في الطريق البحري الشمالي، الذي يشهد زيادة في حركة الشحن بسبب ذوبان الجليد الناتج عن التغيرات المناخية، وهو المر الذي يمتد من مورمانسك إلى مضيق بيرينغ، مرورًا ببحار بارنتس، كارا، لابتيف، وسيبيريا الشرقية، وهو حيوي لنقل الموارد الطبيعية مثل الغاز الطبيعي من شبه جزيرة يامال إلى الأسواق الآسيوية.
وتاريخيًا، كانت الملاحة القطبية مجالاً ذكوريًا، لكن في السنوات الأخيرة، بدأت النساء في روسيا يقتحمن هذا المجال، وفي عام 2021، أصبحت ديانا كيدجي أول امرأة تشغل منصب نائب قائد على متن «50 عامًا من النصر»، مما مهد الطريق لستاروفويتوفا لتصبح أول قائدة.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.