في قرار احترازي لحماية أرواح المصطافين، أعلنت السلطات المصرية إغلاق جميع الشواطئ في محافظتي الإسكندرية ومرسى مطروح، اليوم (الثلاثاء)، نتيجة اضطراب حالة البحر المتوسط وارتفاع الأمواج بشكل كبير. يأتي هذا القرار عقب تحذيرات صريحة من الهيئة العامة للأرصاد الجوية، التي أشارت إلى تدهور الأحوال الجوية واضطراب الملاحة البحرية في مناطق مطروح، العلمين، الإسكندرية، وبلطيم، مع توقعات بارتفاع الأمواج إلى حوالى 3.5 متر بسبب نشاط الرياح بسرعات تراوح بين 35 و50 كم/ساعة. قرار الإغلاق، جاء في أعقاب حادثة غرق مأساوي وقع يوم السبت الماضي، 23 أغسطس 2025، على شاطئ أبو تلات بمنطقة العجمي في الإسكندرية، إذ لقي 7 طلاب من إحدى أكاديميات الضيافة الجوية مصرعهم وأصيب 27 آخرون بعد أن جرفتهم موجة عاتية أثناء رحلة بحرية. الحادثة، التي أثارت حالة من الحزن في محافظة سوهاج مسقط رأس الضحايا، وقعت رغم رفع الرايات الحمراء التي تحظر السباحة بسبب ارتفاع الأمواج، وبحسب شهود عيان، تجاهلت مجموعة من الفتيات التحذيرات بعد مشادة مع مسؤولي الشاطئ، مما أدى إلى الكارثة. وعلى إثر هذا الحادثة، أعلن محافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد إغلاق شاطئ «أبو تلات» مؤقتًا؛ لضمان سلامة المصطافين، مع تعميم قرار منع السباحة في جميع شواطئ القطاع الغربي والعجمي. كما أكدت المحافظة متابعة الإجراءات الطبية للمصابين بالتنسيق مع وزارة الصحة، التي دفعت بـ16 سيارة إسعاف مجهزة للتعامل مع الحادثة. وفي مرسى مطروح، وجهت السلطات تحذيرات صارمة لرواد الشواطئ بعدم السباحة في الشواطئ المفتوحة مثل الأبيض، أم الرخم، وعجيبة، إضافة إلى مزارات كليوباترا والغرام، التي تُعد مناطق سياحية مخصصة للزيارات والتصوير فقط وليست للسباحة. وأكد رئيس مدينة مرسى مطروح اللواء محمد صحصاح أن هذه الإجراءات تأتي تنفيذًا لتوجيهات محافظ مطروح اللواء خالد شعيب، لمتابعة حالة الطقس والبحر يوميًا، مع رفع الرايات الحمراء لمنع السباحة في المناطق الخطرة. ووحدت السلطات في مطروح قائمة بالشواطئ الآمنة التي يمكن للمصطافين الاستمتاع بالسباحة فيها، وتشمل: روميل، البنست، النخيل، بحيرة كليوباترا، الليدو، مطروح العام، والغرام، إذ تتوفر بها خدمات الإنقاذ والرقابة، وشددت على ضرورة الالتزام بتعليمات مسؤولي الشواطئ لتجنب أي مخاطر. كما أصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية تحذيرات متكررة منذ يومين، ناشدت خلالها المصطافين بتوخي الحذر وعدم النزول إلى البحر بسبب الاضطرابات الملحوظة في حركة الأمواج. وأوضحت عضو المركز الإعلامي بالهيئة منار غنام، أن ارتفاع الأمواج في البحر المتوسط والبحر الأحمر ناتج عن تغيرات طبيعية في الطقس والضغط الجوي، مع نفي وجود أي مخاطر لحدوث تسونامي. وأكدت أن مركز البيانات بالمعهد يتابع الإحداثيات البحرية أولًا بأول، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة لا تشكل تهديدًا كبيرًا للسواحل المصرية. كما أكدت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف في الإسكندرية استمرار رفع الرايات الحمراء على شواطئ القطاع الغربي والعجمي لليوم الثالث على التوالي، مع السماح للمصطافين بالتواجد على الرمال فقط دون النزول إلى المياه. وأوضحت أن الرايات الحمراء تشير إلى منع السباحة نهائيًا، بينما تعني الرايات الصفراء إمكانية السباحة مع الحذر، والخضراء تشير إلى أمان البحر. وفي مطروح، تم إغلاق طريق كورنيش الأبيض الجديد والشواطئ المفتوحة لمنع وصول المصطافين إلى المناطق الخطرة. وناشدت محافظتا الإسكندرية ومطروح المواطنين الالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المسؤولة، مؤكدتين أن سلامة المصطافين هي الأولوية القصوى، كما دعت السلطات في مطروح إلى الإبلاغ عن أي مخالفات أو محاولات للتلاعب بالأسعار عبر الأرقام المخصصة، لضمان تجربة آمنة وممتعة للجميع. وتشهد شواطئ البحر المتوسط منذ بداية موسم الصيف تقلبات جوية متكررة، أدت إلى إغلاق الشواطئ كليًا أو جزئيًا في محافظات الإسكندرية، مطروح، الدقهلية، بورسعيد، ودمياط. وأرجعت السلطات هذه التقلبات إلى التيارات البحرية القوية وارتفاع الأمواج، مما يزيد من مخاطر الغرق، خصوصاً في الشواطئ المفتوحة التي تفتقر إلى حواجز الأمواج الطبيعية أو الصناعية. أخبار ذات صلة