هي حكاية طويلة، ليست جديدة ولا وليدة اليوم، بل عمرها يمتد إلى ربع قرن وربما أكثر. كتبت كثيراً عن أبطالها وعن العلاقة العميقة القائمة بينهم، وقدّمت نماذج حيّة مدعّمة بالأدلة والبراهين القاطعة التي تؤكد أنها قصة لم تُنسج من الخيال، ولم تُبنَ على تعصب أعمى كما يظن البعض ويرميني به ظلماً، بل هي واقع حقيقي عاشه شهود ما زال بعضهم بيننا، فيما رحل آخرون إلى رحمة الله.- مرّت كيانات، وتبدلت أسماء، وتغيرت لجان، لكن قصة «إلا حبنا» بقيت نسخة طبق الأصل، حاضرة بكل تفاصيلها، الواضحة والغامضة، ثابتة في منهجها وإن اختلفت الوجوه. ظلت متماسكة، تنمو وتترعرع في بيئة تتوالد جيلاً بعد جيل، محافظة على سماتها وركائزها تحت شعار: «أنا وبس».- مهما كتبت، أو انتقدت، أو صرخت، تبقى الآذان صمّاء: أذن من طين وأذن من عجين. وحتى إن تجدّدت الإطارات البرّاقة، تبقى الصورة كما هي، أقرب إلى لوحة أثرية يغلب عليها لون واحد. ومع أن مساحته اتسعت في أيامنا هذه، وبدأ البعض يفضّل الانفتاح والغوص في تنوع الألوان بروح متفائلة، إلا أن الامتيازات و«الدلال» ما زالت تُمنح لبطل القصة الأزلية «إلا حبنا».- لستُ فناناً تشكيلياً لأقدّم رأياً متخصصاً، لكن كأي إنسان أحب أن أرى الجمال في لوحة متعددة الألوان، متناسقة، بريشة رسام يملك ضميراً مرهفاً لا يمنح التمييز إلا لمن يستحقه بجهده وحضوره. وحين نرى لوحة بهذا الصفاء وذاك التوازن، نلمس مبدأً واضحاً: «لا للفروقات». الكل متساوٍ، والكل حاضر ضمن قائمة تنهي أسطورة «إلا حبنا».- أنا على يقين أن فناناً بهذه الروح وبهذا الفكر المبدع، لو عرض لوحاته في أي محفل عالمي، لنال أرفع الجوائز، وأسر قلوب الجماهير بجمالها وتناسق ألوانها. وسيقف الزوّار مشدوهين أمام لوحاته، حائرين أيها أجمل وأيها أروع. عندها لن يكون العنوان «إلا حبنا»، بل سيكون عنواناً جديداً يحمل معنى عميقاً ونظرة شمولية: «الفن للجميع». لتبدأ حكاية مختلفة، حكاية حب جديد يولده الفن الصادق للجميع بلا استثناء. أخبار ذات صلة