يُعد الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة من أبرز القامات الطبية والإنسانية في السعودية، حيث جمع بين الريادة في مجال الطب والجراحة، وبين القيادة الإدارية والإنسانية التي تجاوز صداها حدود الوطن. وُلد الدكتور الربيعة عام 1954م، وتخرج في كلية الطب بجامعة الملك سعود عام 1979، ثم أكمل دراساته التخصصية في كندا في مجال جراحة الأطفال، ليعود إلى وطنه مزوّدًا بخبرة علمية فريدة. قد يهمّك أيضاً ارتبط اسمه بعمليات فصل التوائم السيامية التي قادها في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالحرس الوطني، حيث حوّل المملكة إلى مرجع عالمي في هذا التخصص النادر. كما تولى مناصب قيادية عدة منها وزير الصحة (2009–2014)، ومستشار في الديوان الملكي، ليواصل عطاؤه في موقعه الحالي كمشرف عام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. إنجازات طبية عالمية يُعرف الدكتور الربيعة عالميًا بصفته رائدًا في جراحة فصل التوائم السيامية، حيث أجرى وفريقه الطبي أكثر من 120 عملية ناجحة لتوائم من مختلف دول العالم. هذه العمليات التي كانت تستغرق ساعات طويلة وتضم عشرات الأطباء والمختصين، عُدّت إنجازًا طبيًا سعوديًا باهرًا. كما قدّم الربيعة مؤلفات وأبحاثًا علمية متخصصة، وألقى محاضرات في مؤتمرات عالمية، ليسهم في نشر المعرفة وتدريب أجيال من الأطباء السعوديين. إن خبرته الطبية لم تكن مجرد إنجاز شخصي، بل انعكست على تطوير المنظومة الصحية في المملكة ورفع مكانتها عالميًا. بصمة إنسانية متفردة بعد انتقاله إلى قيادة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عام 2015، توسّع عطاؤه ليشمل أكثر من 100 دولة عبر آلاف المشاريع الإنسانية. تنوّعت مبادرات المركز ما بين الرعاية الصحية، وتوفير الغذاء والدواء، ودعم التعليم، وإيواء النازحين واللاجئين. وقد حرص الربيعة على أن تكون هذه الجهود إنسانية خالصة، لا تفرّق بين دين أو عرق أو جنسية، مما جعل المركز يحظى بثقة المجتمع الدولي. واليوم، يُعدّ أحد أكبر الأذرع الإنسانية في العالم، وتجسيدًا لرؤية المملكة في خدمة البشرية. تقدير محلي ودولي نال الدكتور الربيعة العديد من الجوائز والأوسمة، وحصد إشادات من منظمات أممية ودولية، من بينها إشادة الأمم المتحدة المتكررة بدور السعودية كأكبر المانحين للأعمال الإنسانية. أما على الصعيد المحلي، فيُنظر إليه كنموذج وطني مشرف يجمع بين التفوق الطبي والالتزام الإنساني. إنسانية تتخطى الحدود مسيرة الدكتور عبدالله الربيعة ليست مجرد قصة طبيب بارع أو إداري ناجح، بل هي تجسيد لرسالة إنسانية عالمية. فمن مشرط الجراح في غرف العمليات إلى قوافل الإغاثة التي تصل إلى كل محتاج، صنع الربيعة مسيرة استثنائية جعلت من اسمه عنوانًا للعطاء السعودي المتجدد. وسيظل رمزًا خالداً للإنسانية السعودية التي لا تعرف الحدود.