تم النشر في: 09 سبتمبر 2025, 7:19 مساءً حذّر الدكتور عبدالله الذيابي، استشاري الجهاز الهضمي والمناظير العلاجية المتقدمة، من خطورة أمراض البنكرياس التي تُعد من الأمراض "الصامتة"، حيث لا تظهر أعراضها بوضوح في بدايتها، ما يجعل التشخيص المبكر ضروريًا لتفادي المضاعفات. وقال "الذيابي" في حديثه لـ"سبق"، إن أبرز أعراض أمراض البنكرياس تشمل آلامًا في الجزء العلوي من البطن، الغثيان، القيء، فقدان الشهية، البراز الدهني، إضافة إلى اضطرابات الدورة الدموية مثل خفقان القلب وانخفاض ضغط الدم. وأضاف أن أحد مرضاه ظل يعاني من آلام مزمنة لسنوات دون تشخيص، حتى خضع لفحص دقيق باستخدام منظار الأشعة الصوتية، ليتبيّن إصابته بالتهاب مزمن في البنكرياس. مبينًا أن البنكرياس غدة بالغة الأهمية، تؤدي وظيفتين رئيسيتين: إفراز إنزيمات هضمية، وتنظيم مستويات السكر في الدم عبر هرمون الإنسولين. وأوضح أن أمراض البنكرياس تشمل التهابات، أورامًا، وتكيسات، ومن أخطر مسبباتها شرب الخمر والتدخين، إذ يؤديان إلى تليفات مزمنة، ترفع خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، السكري، وانسداد القنوات المرارية، وقد تصل مضاعفاتها إلى الوفاة. وبيّن "الذيابي" أن التشخيص تطور كثيرًا، ومن أبرز أدواته منظار الأشعة الصوتية (EUS) الذي يُعد من أدق الفحوصات، ويتيح الكشف وأخذ عينات، بل وعلاج بعض الحالات دون جراحة. كما أن الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي تظل أدوات مهمة، لكنها قد لا تكشف بعض الحالات الدقيقة. وأشار إلى أن الفحص المبكر ضروري، خصوصًا لمن تجاوزوا سن الأربعين، أو من لديهم تاريخ عائلي بأورام البنكرياس، أو من أصيبوا بالتهاب بنكرياس غير مبرر. وأكد الدكتور أن الوقاية تبدأ من نمط حياة صحي، يشمل الامتناع عن التدخين والكحول، والحرص على الغذاء المتوازن والرياضة اليومية بما لا يقل عن 30 دقيقة، إلى جانب مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض، أو قبل استخدام أدوية قد تؤثر على البنكرياس، مثل إبر التنحيف. وختم "الذيابي" حديثه لـ"سبق" بالقول: "البنكرياس رغم صغره، هو حجر أساس في صحة الإنسان. تجاهل أعراضه أو تأخير الفحص قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بينما يمنحنا الوعي والتشخيص المبكر فرصة ثمينة للوقاية والعلاج في الوقت المناسب".