عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

الصفيان: البيت الذي كان مليئًا بالحياة صار مجرد مركز شحن

تم النشر في: 

16 سبتمبر 2025, 10:37 صباحاً

أكد الكاتب والإعلامي محمد بن عبدالعزيز الصفيان في مقال له أن بعض الزوجات ما إن يفتحن أعينهن صباحًا لا يمددن أيديهن إلى أزواجهن ولا حتى إلى فرشاة الأسنان، بل تكون أول يد تمتد إلى الهاتف، مضيفًا أن بعضهن يخلدن للنوم والهاتف ساقط على وجوههن، واحمرار البشرة ليس من أثر المودة، بل من شاشة مضيئة بخمس بوصات.

وقال الصفيان، في مقاله المنشور بجريدة اليوم: "المشهد الأعظم حين نجلس كعائلة على طاولة العشاء، المفترض أن يسوده الود والضحك، لكن الواقع صمت مطبق؛ زوجتي تبتسم للهاتف وأنا أحدّق في صحن الأرز بحزن، وكأننا مسرحية أبطالها شاشات ونحن مجرد كومبارس".

وأضاف: "كنت أظن أن الود مثل النار يدفئنا، لكنه طلع مثل الثلج يذوب مع أول إشعار. كلمة (صباح الخير) صارت للتطبيقات، الضحكة تحولت إلى إيموجي، والقلب الأحمر أصبح ملك زر الإعجاب. صرت أغار من اللايك أكثر مما أغار من الرجال، وأحيانًا تحادثني وتنسى وجودي كأنني إعلان يمر بين وآخر".

وتابع: "البيت الذي كان مليئًا بالحياة صار مجرد مركز شحن. الغسيل يصرخ من الزاوية، والأبناء يسألون عن واجباتهم، وهي ترد: دقيقة أشوف المقطع. حتى طعامنا يجب أن يُصوَّر قبل أن يُؤكل، ونومنا أصبح معلومة مجانية لصديقاتها. الخصوصية ذهبت، ومعها ذهب الود".

وأوضح الصفيان أن الحل لا يزال ممكنًا، قائلاً: "علينا أن نحدد وقتًا للهاتف ونمنعه من غرفة النوم، نعود لممارسة أنشطة بسيطة: نضحك، نطبخ، نلعب ، ونتحدث وجهًا لوجه. يجب أن نكون قدوة؛ لأن الود أفعال لا أقوال، وإذا فشلنا فلنلجأ إلى أخصائي قبل أن تكون كلمة سر الواي فاي سببًا للطلاق".

واختتم قائلاً: "إذا استمر الوضع هكذا، قد نصحو يومًا ونجد الهاتف قد أخذ مكاننا على السرير، والزوجة تضع له شاحنًا بدل أن تجهز لنا الفطور! وربما يأتي وقت نرفع فيه شكوى رسمية ضد الهاتف بتهمة خطف زوجاتنا وسرقة ودنا، والأدلة كلها محفوظة في سجل المحادثات. في ، الطلاق الحديث لم يعد سببه ضرة أو خلاف، بل شبكة الجيل الخامس. وأجزم أن عيادات معالجة الإدمان الرقمي هي الحل الأمثل بعد أن صرنا نعيش عصرًا ندمن فيه على الهاتف أكثر من القهوة".

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا