ما زالت أصوات الأهالي في قرى بني ظبيان بمنطقة الباحة، تتردد منذ أكثر من 20 عاماً، مطالبة بإنشاء مستشفى يخدم أكثر من 80 ألف نسمة ويضع حداً لمعاناتهم اليومية مع بُعد أقرب مستشفى عنهم بمسافة تتجاوز 25 كيلومتراً؛ الأمر الذي يجعل نقل الحالات الطارئة محفوفاً بالمخاطر ويضاعف معاناة كبار السن والنساء والأطفال.الأهالي الذين التقت بهم «عكاظ»، لم يقفوا عند حدود المطالبة فقط، بل بادروا منذ سنوات بتقديم أرض بصك شرعي معتمد لتكون مقراً للمستشفى، وصدرت خطابات رسمية من وزارة الشؤون البلدية والقروية (سابقاً) لتخصيص الأرض لصالح وزارة الصحة، كما تم إدراج المشروع أكثر من مرة في الخطط الخمسية لوزارة الصحة وضمن ميزانيات مقترحة تجاوزت 70 مليون ريال، إلا أن التنفيذ ظل مؤجلاً.الوثائق التي يحتفظ بها الأهالي واطلعت عليها «عكاظ»، تكشف مساراً طويلاً من المكاتبات بين مجلس المنطقة ووزارة الصحة وإمارة منطقة الباحة، تؤكد جميعها حاجة بني ظبيان لمستشفى بسعة 100 سرير يقدِّم خدمات تشخيصية وعلاجية ويرفع العبء عن المراكز الصحية الصغيرة التي لا تفي باحتياجات السكان.أهالي بني ظبيان ومنهم محمد الغامدي، وصالح بن عبدالله، وسعيد الزهراني، يقولون إن معاناتهم لا تتوقف عند بعد المسافة، بل تمتد إلى طبيعة الطريق الجبلية وكثرة الحوادث المرورية، ما يجعل غياب المستشفى تهديداً مباشراً لحياة الناس، خصوصاً في الحالات العاجلة مثل الولادة والحوادث القلبية والنزيف.وفي هذا السياق، طرح معرّف قرية الحصن خضر سعيد الخضر، مقترحاً للاستفادة من مبنى مدرسة بني ظبيان لتحفيظ القرآن الكريم المهمل منذ سنوات وتحويله إلى مستشفى يخدم القرى بعد تهيئته وتجهيزه بالمستلزمات الطبية، مشيراً إلى اعتقاده أن وزارة التعليم لا تمانع من الاستفادة من المباني الخالية لقطاعات أخرى، داعياً وزارة الصحة، إلى تبنّي هذا الحل المؤقت حتى اعتماد المشروع بشكل كامل، لا سيما أنه يتكون من ثلاثة أدوار بمنافعها وفناء كبير. كما أكد محمد بن علي صنقور من قرية الريحان، أن المستشفى يمثّل ضرورة قصوى للمنطقة. وأضاف أن وجود مستشفى متكامل لن ينعكس فقط على صحة الناس، بل سيسهم في رفع جودة الحياة ويخفف الأعباء عن الأسر، مشيراً إلى أن أبناء المنطقة قدموا ما يستطيعون بتخصيص الأرض والأوراق الرسمية، وبقي على الجهات المعنية أن تفي بالتزاماتها تجاه المواطنين، وهذا ما جعل الأهالي يطالبون من جديد وزارة الصحة بسرعة اعتماد المشروع وتنفيذه، الأهالي أكدوا أن المقترح بتحويل المدرسة إلى مستشفى يلبي احتياجات القرى وتمنوا من الجهات ذات الاختصاص أن تدرس مقترحهم. أخبار ذات صلة