يضربُ السعوديون اليوم موعداً مع الفرح، محتفلين بيومهم الوطني في عامه الخامس والتسعين، من عمره المديد، مُستعيدين جهود الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن عليه رحمة الله، وسيرة آبائهم وأجدادهم الذين أسهموا في وحدة كيان حوى قداسة المكان، وسخاء الزمان، وشرف الإنسان، تحت راية عِزّ تخفق على مدى الأيام بكلمة التوحيد الخالدة.لم يكن ذلك اليوم التاريخي مجرد نعمة من المولى -عزّ وجلّ- على جزيرة العرب، بل ضمّ إلى النعمة، عدم إضاعة العمل الحسن، والجهد الدؤوب، والنضال والبذل، من أجل تحقيق أكبر مكتسب في القرن العشرين، إذ كانت وحدة العرب على يد صقر الجزيرة هي الأنجح، بل الناجحة الوحيدة؛ لصدق نوايا وغايات من قام عليها واضطلع بها.لهذا الكيان تاريخه العظيم؛ الذي يشهد حاضره على ماضيه العريق، ويستشرف مستقبله المشرق؛ وفي هذا العهد تحرر معنى الوطن في ذهن ووجدان ووعي كل مواطن ومواطنة، فارتسمت البسمة على الوجوه، وسجدت الجباه شكراً، وارتفع صوت الحق من منابر الانتماء، ونطقت شفاه العاشقين بأعذب عبارات الولاء (وطني الحبيب ولا أحبّ سواه).سيحتفل السعوديون اليوم، ولن يغيب عن أذهانهم أنهم أهل التحضّر، والقِيَم، والطباع السويّة، والأخلاق الكريمة، التي يتغنّى بها العالم شرقاً وغرباً، ونحن على يقين بأنه لن تندّ عن (عزّنا بطبعنا) أيُّ مشاعر مهما بلغت من الجيَشان، فالكل يترقب ويرصد مستوى حضارية السعوديين في مناسبتهم الوطنية الكبرى. أخبار ذات صلة