23 سبتمبر 2025, 10:46 صباحاً
في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة ضمن رؤية 2030 الطموحة، يبرز قطاع الفضاء بصفته أحد أكثر القطاعات الواعدة، مدفوعًا بكفاءات وطنية شابة متقنة للتقنية، تؤمن بأن الريادة تُنتزع بالعمل والابتكار، ويقف هؤلاء الشباب المؤهلون في مراكز التحكم ومختبرات الابتكار ومكاتب التخطيط؛ ليحولوا التحديات إلى إنجازات تسطر قصة المملكة في الفضاء بحروف من نور.
ويمثل نموذج "نيو للفضاء" أحد النماذج الحية لهذه التحولات، ويعمل شباب سعوديون على بناء منظومة فضائية متكاملة من التشغيل إلى التطوير، ومن الحلم إلى الإنجاز، حيث التقت بهم "واس" وحاورتهم حول القطاع وطموحاتهم لنجاحه، وتحقيق أهداف الوطن من خلاله.
لماذا الفضاء؟ رؤية إستراتيجية سعودية:
أجمع المشاركون من مجموعة نيو للفضاء (NSG) في حديثهم لـ"واس" على أن قطاع الفضاء لم يعد رفاهية علمية، بل ضرورة إستراتيجية تمس الأمن الوطني، والسيادة التقنية، والاقتصاد المعرفي، مشددين على أنهم يُنظرون إلى الفضاء منصة متعددة الأبعاد؛ لتعزيز الاتصالات الآمنة، وتطوير تقنيات الاستشعار -عن بعد-، ودعم الأبحاث الحيوية، لتمكين الذكاء الاصطناعي في بيئات غير أرضية.
وفي هذا السياق أكَّد المهندس بقسم الاتصالات الفضائية بمركز عمليات الأقمار الصناعية عبدالله ضويحي العنزي، أن الفضاء مرتبط بالسيادة التقنية، ويفتح فرصًا اقتصادية وعلمية ضخمة، بينما رأى المهندس بإدارة اتصالات الأقمار الصناعية ريان الزهراني، أن الاستثمار فيه يعطي المملكة استقلالية أكبر من ناحية البيانات والاتصالات، ويضعها في موقع الريادة.
أما أخصائي الإستراتيجية وتطوير الأعمال المهندس عبدالله القرني، فيعدّه محورًا رئيسًا للتنافس بين الدول المتقدمة، مشيرًا إلى دوره في الأبحاث الطبية، وتقنيات الاتصالات، وإيجاد فرص اقتصادية جديدة، وفي توفير فرص اقتصادية واستثمارية جديدة تدعم التنويع الاقتصادي، وتوليد الوظائف عالية القيمة.
الكفاءات الوطنية: قلب الابتكار ومحرك السيادة
من مركز تشغيل الأقمار الصناعية إلى إدارة تقنية المعلومات، تتجلى إسهامات الكفاءات السعودية في بناء منظومة فضائية متكاملة، وهنا أوضح مهندس مركز تشغيل الأقمار الصناعية محمد العباد، أن المواهب المحلية هي روح التكنولوجيا، داعيًا إلى امتلاك الخبرة في هذا المجال، خاصة أنه يمنح ميزة كبيرة في الاتصالات والمراقبة والبحث العلمي، ويفتح فرصًا جديدة لاستكشاف موارد يصعب الوصول إليها بالوسائل التقليدية، مؤكدًا أن قطاع الفضاء يستحق بالفعل التركيز والاستثمار فيه.
بينما أكَّدت محللة البيانات والأمن السيبراني في إدارة تقنية المعلومات منار عاكف، أن كل إسهام من المواهب السعودية تقرّبنا أكثر من الاكتفاء الذاتي والابتكار، مبينة أن الكفاءات الوطنية هي العمود الفقري لبناء المعرفة.
في حين وصف مهندس الأنظمة الفضائية أسامة عادل باعبدالله الكفاءات بأنها الركن الأساس للسيادة التقنية والدافع الرئيس للابتكار الفضائي، فيما عدّ مهندس مركز تشغيل الأقمار الصناعية من إدارة اتصالات الأقمار الصناعية مبارك الخميّس، أن قلة الخبرات المتراكمة في هذا المجال الجديد نسبيًا تشكل تحديًا؛ مما يتطلب مضاعفة الجهود في بناء القدرات وتوسيع فرص التدريب العملي لأبناء الوطن الطامحين، بينما أشار مهندس أنظمة الفضاء بإدارة التقنية حمود زيد الشمري إلى أن هدفهم هو تحويل المعرفة إلى قدرة فعلية داخل المملكة.
برامجٌ تدريبية تصنع الفرق
تنوّعت البرامج التدريبية التي أطلقتها مجموعة نيو للفضاء، من ورش عمل إدارية إلى تدريبات تقنية متقدمة، واستشهد المهندس ريان الزهراني بدورة "السبع عادات للأشخاص الأكثر فعالية"، بينما لفت المهندس عبدالله القرني الانتباه إلى مبادرة (Space Up) التي مكّنت الشركات الناشئة من عرض قدراتها وتحقيق عقود فعلية.
في حين سلَّط المهندس أسامة باعبدالله الضوء على برنامج الإرشاد المهني، الذي أتاح له نقاشات مباشرة مع الرئيس التنفيذي للتقنية، فيما يذكر مهندس مركز تشغيل الأقمار الصناعية (SOC) من إدارة اتصالات الأقمار الصناعية مؤيد المخدوم؛ مما استفاد منه في منصة Lumofy ودورات الاتصالات الفضائية كأدوات لتعزيز الكفاءة والابتكار، والإسهام في توحيد المعرفة بين الفرق، ودعم الابتكار وتحقيق الأهداف الإستراتيجية للقطاع ورؤية المملكة 2030.
التحديات: فرص مقنّعة
رغم حداثة القطاع، يواجه الشباب السعودي تحديات تقنية وبنيوية، لكنهم يرون فيها فرصًا للنمو، من محدودية الموارد، إلى الحاجة لتوطين المعرفة، إلا أن الدعم الحكومي، وروح المبادرة، والبرامج التأهيلية كلها عوامل تجعل من كل عقبة منصة للابتكار، مشددين على سرعة تطور التقنيات مقارنة بموارد التعلم المحلية، والفجوة بين النظرية الأكاديمية والتطبيق العملي، والحاجة إلى بيئة تشغيل فعلية بدلًا من الاكتفاء بالدورات النظرية.
وفي قلب هذه التحديات أكدت مسؤول نظام معلومات الموارد البشرية غادة الضلعان، أن كل تحدٍ هو فرصة للابتكار والإبداع.
من الأرض إلى المدار.. الحلم سعودي
هؤلاء الشباب ليسوا مجرد موظفين في قطاع حديث، بل هم روّاد المستقبل، ومهندسو الطموح، وحملة راية المملكة في الفضاء، ومن مركز تشغيل الأقمار الصناعية إلى إدارة الإستراتيجية، ومن الأمن السيبراني إلى أنظمة الفضاء؛ لتتشكّل منظومة وطنية لا تعرف المستحيل، وفي كل مدار، وكل إشارة، وكل قمر صناعي، هنالك بصمة سعودية تقول للعالم: هنا المملكة.. وهنا شبابها يصنعون المستقبل حتى وإن كانوا في الفضاء.
وفي يوم الوطن، لا نحتفل فقط بما تحقق، بل بما هو قادم، شباب المملكة في قطاع الفضاء لا يرفعون فقط راية الوطن، بل يرفعون سقف الطموح، هم الجيل الذي لا يكتفي بالنظر إلى النجوم، بل يصمم طريقه إليها،هؤلاء الشباب لا يمثلون فقط مستقبل المملكة، بل يمثلون روحها: طموحًا لا يعرف حدودًا، وإرادة لا تنكسر، وولاء لا يُقارن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.