تم النشر في: 23 سبتمبر 2025, 1:32 مساءً يُعد قصر الملك عبدالعزيز التاريخي المعروف بـ"قصر مشرف" بمحافظة الخرج، شاهدًا حيًّا على اهتمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بالمحافظة، ومعلمًا وطنيًا بارزًا يعكس المكانة الإستراتيجية والحضارية للخرج في بدايات عهد توحيد المملكة العربية السعودية. وأمر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ببناء القصر عام 1359هـ (1940م)، ليكون مقرًا لمتابعة شؤون الدولة ومركزًا لاستقبال الوفود الرسمية، وتم بناؤه على مرحلتين: القسم الغربي الذي خُصص للضيافة والاجتماعات، والقسم الشرقي الذي أُعد ليكون سكنًا ومصيفًا للملك وعائلته، ويربط بينهما ممر يعرف بـ"مطلع السيارة" بطول يقارب (160) مترًا. وتبلغ مساحة القصر نحو (1,725) مترًا مربعًا، ويتألف من دور أرضي وطابق علوي إضافة إلى سطح، وشُيد باستخدام الطوب اللبن وخشب الأثل وجريد النخل، وزُينت جدرانه بالجص والنقوش التراثية، ليعكس فنون العمارة المحلية في ذلك الزمن, ويضم القصر عددًا من الأجنحة والغرف المخصصة للضيوف، وكان مقصدًا لعدد من الوفود والأمراء الذين استقبلهم الملك عبدالعزيز خلال زياراته للخرج. ويجسد القصر بما يحمله من قيمة تاريخية رمزية اهتمام الملك المؤسس بمحافظة الخرج وأهميتها الزراعية والاقتصادية وموقعها الإستراتيجي للعاصمة، وتعزيز التنمية المبكرة، ليبقى معلمًا شاهدًا على مرحلة تأسيسية مهمة في مسيرة الوطن. وفي مناسبة اليوم الوطني الـ95 للمملكة، يبرز قصر الملك عبدالعزيز بالخرج بصفته أحد رموز الوحدة والبناء، ورافدًا من روافد الذاكرة الوطنية التي تروي للأجيال الحاضرة عظمة ما شُيّد في عهد التوحيد، وتمضي المملكة اليوم برؤية طموحة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.