تم النشر في: 25 سبتمبر 2025, 11:58 صباحاً بتجويفات صخرية ممزوجة بالرمال الذهبية يحكي جبل "محجة" تاريخ وثقافة منطقة حائل ليصبح بذلك من المعالم الطبيعية البارزة في المنطقة. وتتضح الخصائص المتنوعة للجبل الواقع على بعد (240) كم في الجنوب الغربي من منطقة حائل من خلال "التجويفات الصخرية" التي تمتزج مع الرمال الذهبية، وتأخذ أشكالًا وتدرجات طبقية تُظهر تفاصيل طبقات الأرض القديمة، وتأثيرات الحقب الزمنية الماضية، بسبب عوامل التعرية الرملية والتجوية في الجبل. ويُعدّ جبل "محجة" التابع لمحافظة الشملي، قيمة تاريخية وجيولوجية استثنائية من خلال ما يحتويه من تشكيلات الصخور الرسوبية الرملية المتجاورة مع التكوينات الغريبة والمثيرة التي تشبه الممرات والأقواس الطبيعية، وما تحيط به من الكثبان الرملية، وتكثر في أراضيه الرعوية المنخفضة النباتات الصحراوية مثل الأرطى، والرمث، والنباتات الربيعية. ويتميز موقع "محجة" بوجهة مثالية، لمحبي الرحلات البرية والتخييم من السياح والزوار وأهالي المنطقة، خاصة في فصلي الشتاء والربيع، لما يميز هذه الفترة من صفاء الأجواء مع تنوع التضاريس. وتبرز خمسة أجزاء رئيسية في الجبل، منها كتلة صماء ارتفاعها نحو 30م ذات جوانب رأسية على شكل جمل، وردهة ارتفاعها بين 20 - 25م، إلى جانب كتلة نصف مستديرة ارتفاعها 10م، وصخرة منفردة صغيرة، وبهو أعمدة أمامي ارتفاعه نحو 33م، إضافة إلى ما يحتويه من فنون صخرية تعود إلى حقب زمنية متفاوتة. وأوضحت هيئة التراث أن جبل "محجة" يُعد سجلًا ناطقًا بحضارات قديمة، وعلامة بارزة ومقصدًا للسياحة الطبيعية والثقافية، ويتفرد برسوم ونقوش مميزة، إلى جانب ما حوله من مواقع سُجِّلت وكُشف عنها من خلال مشاريع المسح وتوثيق الفنون الصخرية. ويضم الجبل عددًا هائلًا من النقوش والرسوم الصخرية المختلفة التي تعود إلى حضارات وعصور قديمة، تشمل رسومًا لرجال وإبل وخيول وغزلان وأسود، ويتزين بالنقوش والرسومات الثمودية إلى جانب ما وُصف بأنه "مدونة المسافرين"، وترك الرحالة آثارهم على الصخور، خاصة أنه ضمن مسارات القوافل والتجارة قديمًا. وأبانت هيئة التراث أن منطقة حائل تتميز بوفرة النقوش الثمودية والفنون الصخرية بشكل عام في جميع أنحاء المنطقة، مؤكدة أن موقع جبل "محجة" يحوي الكثير من النقوش الثمودية ورسوم الجمال والخيول، مضيفة أن الجبل لاقى جذبًا سياحيًا حديثًا وعلميًا قديمًا من الرحالة الغربيين والمهتمين والباحثين السعوديين، مما ساعد على إصدار عدد من الكتب التي تتحدث عن تفسير وتحليل النقوش الثمودية، وتحليل الفنون الصخرية بشكل عام. وأكّدت هيئة التراث في هذا السياق أن جهودها مستمرة في حماية موقع جبل "محجة"، والعمل على إبراز قيمته العلمية والثقافية بما يعكس مكانة منطقة حائل وجهة ثرية بالآثار والفنون الصخرية، ويدعم مستهدفات رؤية المملكة 2030 في صون التراث الوطني وتعزيز حضوره عالميًا.