تم النشر في: 29 سبتمبر 2025, 6:33 مساءً كشفت دراسات أكاديمية حديثة عن التحولات الكبيرة التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي في صناعة السياحة، حيث أصبح المحتوى الرقمي عنصرًا رئيسيًا في اختيار الوجهات وتخطيط الرحلات، مما أدى إلى تراجع أهداف السفر التقليدية مثل البحث عن الراحة والمتعة أمام رغبة الكثيرين في توثيق رحلاتهم ومشاركتها عبر القصص والريلز. وأوضحت دراسة منشورة في المجلة العلمية Frontiers in Psychology أن جودة المعلومات المنشورة على المنصات، مثل إنستغرام وتيك توك، تؤثر بشكل مباشر على نية السفر، مؤكدة أن الثقة في المصدر تلعب دورًا حاسمًا في قرار السائح باختيار وجهة معينة. وأشارت الدراسة إلى أن الصور والفيديوهات القصيرة أصبحت أقوى من الحملات الإعلانية التقليدية في إقناع المسافرين. وفي دراسة أخرى بعنوان From Likes to Luggage نُشرت في المكتبة الطبية الوطنية الأميركية، تبيّن أن المحتوى الذي يُنتجه المستخدمون، مثل الصور والتجارب الشخصية، أصبح المحرك الأساسي لقرارات السفر، حيث يسعى الكثير من الأشخاص لزيارة الأماكن التي يشاهدونها عبر السوشيال ميديا. وخلصت الدراسة إلى أن هذا الاتجاه غيّر سلوكيات السفر من البحث عن المعرفة والاستكشاف إلى السعي وراء التجارب القابلة للتوثيق والمشاركة. كما أشارت ورقة بحثية نُشرت في موقع MDPI العلمي إلى أن توصيات الأصدقاء والمؤثرين على السوشيال ميديا تساهم في تشكيل صورة ذهنية قوية عن المقاصد السياحية، ما يجعلها منافسًا رئيسيًا لمصادر المعلومات الرسمية مثل المواقع الحكومية وشركات السياحة. ويرى الخبراء أن هذه الظاهرة تمثل سلاحًا ذا حدين؛ فمن جهة، تساهم في تعزيز السياحة والترويج لوجهات جديدة، ومن جهة أخرى، قد تؤدي إلى ازدحام سياحي واستهلاك مفرط للموارد الطبيعية إذا لم يتم التعامل معها بحكمة. ودعت الدراسات صناع السياحة إلى الاستثمار في المحتوى الإبداعي والرقمي الموثوق، وفي الوقت ذاته حثّت المسافرين على تحقيق توازن بين مشاركة لحظاتهم على المنصات الرقمية والاستمتاع الحقيقي بالتجربة، حتى لا يفقد السفر جوهره كوسيلة لاكتشاف الذات والعالم.