عرب وعالم / السعودية / عكاظ

العطور المحلية بين جودة التقطير ومخاطر المقلّدات

تحظى صناعة العطور المحلية في بمكانة بارزة، فهي امتداد لإرث طويل يرتبط بالورد الطائفي والعود والمسك ودهن الورد. ورغم ما تحمله الصناعة من سمعة راسخة وجودة عالية، برزت في السنوات الأخيرة مخاوف متزايدة من انتشار عطور رخيصة مجهولة المصدر، أثارت شكاوى المستهلكين لارتباطها بأعراض مرضية، أبرزها التهابات الجيوب الأنفية والحساسية.

وتعتمد المصانع المحلية المتخصصة في العطور على تقنيات تقليدية وحديثة لضمان نقاء المنتج، حيث تمر الزيوت العطرية بمراحل دقيقة من التبخير والتكثيف والتحكم في ما ينعكس على ثبات الرائحة وجودة المكونات، وهذه العمليات تكفل سلامة المستهلك وتحافظ على القيمة الاقتصادية للمنتج.

في المقابل، يشكو كثير من المستهلكين من وجود عطور رخيصة تُباع في الأسواق الشعبية وبعض المتاجر الإلكترونية، وهذه المنتجات غالباً ما تحتوي على مواد كيميائية حادة أو مذيبات صناعية غير مطابقة للمواصفات، تؤدي إلى أعراض صحية مثل التهابات الجيوب الأنفية المتكررة، الحساسية الجلدية والتنفسية، الصداع المزمن الروائح النفاذة ويعكس انتشار هذه المنتجات خللاً في الرقابة ووعي المستهلك، إذ يغري السعر المنخفض شريحة من المشترين، بينما يدفع آخرون ثمناً صحياً باهظاً.

في المقابل، تضع الهيئة العامة للغذاء والدواء لوائح دقيقة لمراقبة جودة العطور ومنتجات التجميل، وتشترط تسجيل كل منتج في نظامها الإلكتروني الموحد قبل طرحه في الأسواق. كما تُلزم المستوردين والمصنّعين بتقديم ملف معلومات المنتج يتضمن بيانات السلامة والمكونات والاختبارات المخبرية. وتقوم الهيئة بجولات تفتيشية وسحب عينات من الأسواق للتأكد من خلو المنتجات من المواد الضارة، إضافة إلى إصدار شهادات مطابقة قبل دخول المنتجات عبر المنافذ الجمركية.

لكن ضخامة السوق وتعدد منافذ البيع يظلان تحدياً، ما يستدعي الجهود بين الهيئة ووزارة التجارة والبلديات، مع تعزيز وعي المستهلك بضرورة شراء المنتجات المسجّلة والمعروفة المصدر.

السوق

قُدِّر حجم سوق العطور في السعودية عام 2024 بنحو 1.9 مليار دولار أمريكي ومن المتوقع أن يصل إلى 2.7 مليار دولار بحلول 2033 بمعدل نمو سنوي مركب 3.9 ٪، بحسب «آي مارك».

و تشير تقديرات أخرى إلى أن السوق قد يبلغ 3.09 مليار دولار بحلول 2033 بمعدل نمو يقارب 5 %، وفق (غلوب نيوز واير - Globe Newswire).

وتستحوذ السعودية ت على 57.48% من سوق العطور في دول مجلس التعاون الخليجي عام 2024، حسب (موردور إنتلجنس - Mordor Intelligence).

تحذيرات دولية

في الولايات المتحدة حذرت الدكتورة جانيت غراف، طبيبة جلدية بارزة، من العطور المقلّدة والرخيصة وقالت: «تُسبب تهيج الجيوب الأنفية ونوبات ربو وحكة جلدية». وجاء التحذير في تقرير تلفزيوني سلط الضوء على مخاطر انتشار هذه المنتجات في الأسواق الأمريكية، وفي ماليزيا حذر صيادلة من العطور الرخيصة التي تباع في الأسواق الشعبية، مؤكدين أنها غالباً تحتوي على مواد كيميائية سامة مثل الفثالات والبارابين، وهي محفّزات ضارة للصحة، في إشارة إلى مواد مرتبطة باضطرابات هرمونية ومشكلات تنفسية. وفي هارفارد الطبية أشار تقرير علمي إلى أن ملصقات بعض العطور التي تحمل كلمة «Fragrance» قد تخفي وراءها مركّبات غير مصرح بها مثل الفثالات، مؤكداً أن هذه المواد ترتبط بـ «أمراض القلب، والسرطان، واضطرابات الغدد». وخلصت المكتبة الوطنية الأمريكية للطب (NCBI) عبر مراجع بحثية منشورة إلى أن العطور تحتوي على خليط معقّد من المواد الكيميائية، بعضها قد يؤدي إلى حساسية ملامسة وأعراض تنفسية، خاصة عند تكرار الاستخدام. وأكدت الجمعية الأمريكية للرئة (ALA)، أن الروائح الصناعية، سواءً في العطور أو البخور أو معطرات الجو، يمكن أن تطلق نوبات ربو أو تزيد أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا