الأقطاب الرئيسية للمنافسة
تتركز المنافسة بين معارض محورية تاريخياً وحديثاً، أبرزها:
معرض القاهرة الدولي للكتاب: يتميّز بتاريخه العريق (تأسس عام 1969) والإقبال الجماهيري الهائل الذي يصل إلى الملايين سنوياً، مما يجعله من أقدم وأكبر معارض الكتاب في المنطقة والعالم. ويُعتبر الحدث الثقافي الأهم في العالم العربي من حيث عدد الزوّار.
معرض الرياض الدولي للكتاب: تطوّر بشكل كبير ليصبح أحد أكبر وأهم المعارض في الوطن العربي، ويشهد مشاركة واسعة من دور النشر العالمية (أكثر من 2,000 دار نشر في بعض دوراته). كما يركز على دعم اقتصاد الثقافة والإبداع من خلال استقطاب الوكالات الأدبية وتوفير منطقة أعمال متخصصة.
معرض الشارقة الدولي للكتاب/ معرض أبوظبي الدولي للكتاب: تبرز معارض الإمارات كقوى فاعلة، حيث يُعرف معرض الشارقة عالمياً، بينما يركز معرض أبوظبي على دعم الترجمة من خلال مشاريع مثل «كلمة»، ويسعى لتوفير دعم كبير للناشرين العرب والعالميين.
أوجه المنافسة
لا تقتصر المنافسة على الحجم أو عدد الزوّار، بل تتسع لتشمل محاور عدة:
الجاذبية الاقتصادية لدور النشر: تتنافس المعارض على توفير أفضل التسهيلات والخدمات لدور النشر، لخفض تكاليف التشغيل وجذب أكبر عدد ممكن منها. كما تتباين تكلفة الطباعة والنشر بين الدول، مما يؤثر على خيارات الناشرين.
البرامج الثقافية الموازية: لم تعد المعارض مجرد أسواق لبيع الكتب، بل تحولت إلى مهرجانات ثقافية متكاملة. وتتنافس على استقطاب أبرز الأدباء والمفكرين العالميين والمحليين، وتنظيم الندوات والمناقشات الثرية والفعاليات الفنية، لتعميق الوعي الثقافي.
الدعم الرسمي والتنظيم: تلعب الهيئات الحكومية دوراً محورياً في دعم المعارض وتنظيمها، وتتجه بعض المعارض نحو تبني رؤى وطنية تهدف إلى تعزيز ريادة الدولة في صناعة النشر (مثل رؤية 2030 في السعودية)، مما يزيد من زخمها وقدرتها التنافسية.
المنافسة غير الصحية والتحديات: في بعض الأحيان، تشوب المنافسة صراعات فكرية أو سياسية تعيق التبادل الثقافي الحر (حجب أو إقصاء بعض دور النشر أو الكتب)، وهي تحديات تسعى المعارض الكبرى لتجاوزها لضمان الشمولية الثقافية.
في المحصلة، يمثّل التنافس بين معارض الكتاب العربية ظاهرة صحية تدفع بعجلة الثقافة والنشر قدماً، وتحوّل هذه الفعاليات إلى منصات رئيسية لتبادل المعرفة والاطلاع على أحدث الإصدارات العربية والعالمية.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.