كشفت دراسات علمية حديثة أن الضوضاء الناتجة عن المكاتب المتجاورة أو المفتوحة تُعدّ من أكثر العوامل التي تؤثر سلباً في جودة العمل وكفاءة التفكير والتركيز الذهني للموظفين، إذ تسجّل انخفاضاً في الأداء يصل إلى 25% خلال الدقائق الأولى من التعرض للضجيج المستمر.وأظهرت دراسة صادرة عن جامعة بوند الأسترالية، أن العمل في بيئة مكتبية مفتوحة يرفع مؤشرات التوتر الفسيولوجي بنسبة 34% مقارنة بالمكاتب المغلقة، فيما أشار المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الضوضاء تُقلل المزاج الإيجابي وتزيد من التعب الذهني بمعدلٍ ملحوظ خلال فترات قصيرة.وتتفق نتائج بحثٍ نشر في مجلة Journal of Environmental Psychology، على أن العاملين الذين يتعرضون للضوضاء أثناء أداء مهماتهم يعانون تراجعاً في الذاكرة العاملة وصعوبة في التنظيم العقلي، بينما يتمكن من يعملون في بيئات هادئة من استعادة نشاطهم واستقرارهم المعرفي بسرعة أكبر بعد فترات الإجهاد.كما أظهرت دراسات أخرى أن تحسين العزل الصوتي داخل المكاتب يسهم في رفع الرضا الوظيفي وتقليل الأخطاء بنسبة تتجاوز 15%، ما يعزز من جدوى الاستثمار في تصميم بيئات عمل هادئة وأكثر توازناً نفسياً.ويرى مختصون في السلوك التنظيمي أن الضوضاء لم تعد مجرد «إزعاج»، بل تحدٍ إداري حقيقي يتطلب إعادة التفكير في تصميم المكاتب الحديثة بما يوازن بين الانفتاح والتفاعل من جهة، والتركيز والإنتاجية من جهة أخرى. أخبار ذات صلة