تم النشر في: 15 أكتوبر 2025, 12:51 مساءً في مشهد يعكس التحول الجذري الذي يشهده التعليم في المملكة، أطلق الملتقى الوطني للتميز المدرسي "تميّز 2025" حراكًا واسعًا في الميدان التعليمي، بعد أن جمع في العاصمة الرياض أكثر من 1500 مشارك من القيادات التعليمية والخبراء، بحضور معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان، ومعالي رئيس مجلس إدارة هيئة تقويم التعليم والتدريب الدكتور خالد بن عبدالله السبتي. الملتقى الذي نظمته الهيئة بالتعاون مع وزارة التعليم مثّل محطة وطنية فارقة في مسيرة التحول نحو جودة التعليم، إذ شهد تكريم 760 مدرسة حكومية وأهلية وعالمية وصلت إلى مستوى التميز وفق نتائج البرنامج الوطني للتقويم والتصنيف والاعتماد المدرسي، أحد البرامج الرئيسة في النموذج السعودي للجودة في التعليم والتدريب. من التصنيف إلى التغيير ولم يكن الملتقى مجرد احتفاء بالمدارس المتميزة، بل منصة لتجسيد التحول نحو التنافسية الإيجابية، فمنذ إطلاق البرنامج الوطني للتقويم، دخلت المدارس السعودية مرحلة جديدة تتعامل فيها مع الجودة بوصفها مؤشرًا للريادة لا شعارًا للاحتفال، وتشير بيانات الهيئة إلى أن عملية التقويم شملت جميع مدارس المملكة في أكثر من 2200 مدينة وقرية وهجرة، ونُفذت خلالها قرابة مليون ونصف زيارة صفية ومقابلة في إنجاز هو الأول من نوعه على مستوى التعليم في المملكة. بيئة تعليمية قائمة على البيانات ومن خلال منصة "تميّز" الرقمية، تمكّنت المدارس من الاطلاع على بطاقات أداء تفصيلية تضم مؤشرات دقيقة لأداء طلابها مقارنة بالمستوى الوطني والمستهدف في كل مادة ومجال، مما أسهم في تحول المدرسة من جهة متلقية للتقويم إلى فاعل رئيس في عملية التطوير والتحسين. وبحسب الهيئة، فإن المقاييس والاختبارات، مثل: اختبار "نافس" لم تعد أداة تقويم فقط، بل أصبحت محركًا لإصلاح بيئة التعليم، وداعمًا رئيسًا لصنّاع القرار في تطوير الخطط التعليمية. لغة الأرقام .. ومؤشرات التحول والنتائج الحديثة التي أعلنتها الهيئة كشفت عن قياس الأداء التعليمي لأكثر من 26 ألف مدرسة، وتحليل بيانات 1.3 مليون طالب وطالبة في اختبارات "نافس" 2025، بزيادة تجاوزت 30 في المئة عن العام الماضي، هذه المؤشرات تمثل -وفقاً لمختصين في جودة التعليم- تحولاً في طريقة إدارة التعليم، حيث أصبحت القرارات تستند إلى بيانات ومعايير وطنية موحدة، مما يعزز من كفاءة السياسات التعليمية وفعالية الاستثمار في رأس المال البشري. ثقافة التميز .. من المبادرة إلى الممارسة قدمت المدارس المتميزة، سواء في المدن الكبرى أو في المحافظات والقرى، نماذج عملية تؤكد أن التميز لم يعد حِكرًا على موقع المدرسة أو نوعها، بل هو نتيجة بيئة تعليمية تُدار باحترافية، وتُحفّز العاملين والطلبة على التعلم المستمر والابتكار. ويرى تربويون أن الحراك الذي أحدثه الملتقى يعكس نقلة ثقافية في الوعي المدرسي، إذ لم يعد التقويم يُنظر إليه أداة رقابية، بل مسار تطويري يفتح الباب أمام المنافسة العادلة بين المدارس، ويعزز مبدأ العدالة التعليمية وجودة المخرجات. ختام يفتح فصلاً جديدًا ولم الملتقى في نسخته الثانية مجرد تكرار لنجاح نسخة 2024 الذي كُرمت فيه (292) مدرسة، بل نقطة انطلاق نحو منظومة تعليمية أكثر تنافسية وابتكار، تُدار بالأرقام وتُقاس بالنتائج، وتؤمن بأن الجودة ليست هدفاً نهائيًّا، بل رحلة مستمرة نحو التميز.