يواصل المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها المعروف بــ«وقاء» جهودًا مكثفة عبر تنفيذ مسح وبائي للأمراض الحيوانية في المملكة، حيث يستهدف الماشية والإبل والخيل في مختلف المناطق، يعتبر هذا المسح أداة حيوية لرصد وتقييم الحالة الصحية للثروة الحيوانية، مما يساهم في توجيه السياسات الصحية والجاهزية لمكافحة الأوبئة الحيوانية المحتملة.

يهدف هذا المسح إلى قياس مدى التقدم في أعمال الوقاية ومكافحة الأمراض الحيوانية، بالإضافة إلى تحديد نسب انتشار الأمراض ذات الخطورة الوبائية، كما يوفر بيانات دقيقة للجهات الصحية المتعلقة بصحة الإنسان، خصوصًا الأنواع الحيوانية التي يمكن أن تؤثر على صحة البشر، مما يعكس التحديات الصحية المشتركة في الأمن الصحي الوطني والدولي.

يتبنى المركز مفهوم «الصحة الواحدة» الذي يعزز التعاون بين مختلف القطاعات ذات الصلة، حيث يعتبر هذا التكامل بين الصحة الحيوانية والبشرية والبيئية أساسيا في استراتيجيات المركز، مما يضمن استجابة فعّالة ومتكاملة لمواجهة الأزمات الصحية التي قد تظهر مستقبلاً.

يشمل المسح عددًا متنوعًا من الأمراض، حيث يستهدف ستة أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوان، بالإضافة إلى عدة أمراض تصيب الأبقار والأغنام والخيل والإبل، ليعكس هذا الشمول في برنامج المسح أهمية متابعة التحديات الصحية الحيوانية في المملكة، وتم جمع أكثر من 90 ألف عينة حيوانية لضمان تغطية شاملة لجميع المناطق.

تتطلب هذه الأعمال الكبيرة تعاونًا ميدانيًّا ضخمًا، حيث شارك أكثر من 500 ممارس بيطري تحت إشراف متخصصين، مما يضمن جودة النتائج والنقل الفعال للمعلومات، وتعتبر نتائج هذا المسح ضرورية لدعم اتخاذ القرارات المتعلقة بالتحصين والسيطرة على الأمراض، فضلاً عن تعزيز الأمن الغذائي والبيئي في المملكة.

تجسد هذه الجهود التزام المملكة بتعزيز الوقاية من الأمراض الحيوانية وتحسين الخدمات البيطرية، مما يساعد على حماية الثروة الحيوانية في إطار الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، ودور مركز «وقاء» يبرز كحلقة وصل بين صحة الإنسان والحيوان بما يتماشى مع أعلى المعايير العلمية والمهنية المعتمدة.