لابد أن النوم أمر بالغ الأهمية لصحتنا واستمرارنا، لكن مع تحول قلة النوم إلى مشكلة متنامية في جميع أنحاء العالم، أصبح من المهم الآن فهم العوامل التي تؤثر فيه.
من المثير للدهشة أن أحد أهم العوامل المؤثرة في جودة نوم الشخص ليلًا هو جنسه.
أظهرت الأبحاث أن مشكلات النوم تبدو أشيع عند النساء، وأن النساء أكثر تأثرًا باضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، مقارنةً بالرجال.
ما زال هناك الكثير مما لا نعرفه بشأن تأثير الجنس البيولوجي عندما يتعلق الأمر بالنوم والإيقاع اليومي، وتأثير الجنس في الصحة.
هذا ما سعت إليه مراجعة جديدة ضمت نحو 150 مقالة أجراها مجموعة من الباحثين، استطاعوا كشف بعض الفروقات الرئيسية في جودة النوم ووظيفة الساعة البيولوجية لدى الرجال والنساء.
أظهرت المراجعة أن النساء أكثر عرضة بنسبة تصل إلى 50% من الرجال للإصابة ببعض اضطرابات النوم، مثل متلازمة تململ الساقين، في حين كان الرجال أكثر عرضة للإصابة بانقطاع التنفس في أثناء النوم بثلاثة أضعاف.
هرمون الميلاتونينيفرز الميلاتونين؛ هرمون يساعد على تنظيم إيقاعات الساعة البيولوجية والنوم، في وقت مبكر قليلًا عند النساء مقارنةً بالرجال، وتتبع درجة حرارة الجسم الداخلية، التي تكون في أعلى مستوياتها قبل النوم وفي أدنى مستوياتها قبل ساعات قليلة من الاستيقاظ، نمطًا مشابهًا لإفراز الميلاتونين، إذ تبين أن حرارة الجسم تبلغ ذروتها في وقت مبكر عند النساء، ما قد يفسر تفضيل النساء النوم باكرًا مقارنة بالرجال، الذين يفضلون النوم والاستيقاظ في أوقات متأخرة، الذي ربما لا يتماشى مع طبيعة حياتهم العملية.
الاستقلاب الغذائيلكل من جودة النوم والإيقاع اليومي لساعة الجسم تأثيرات قوية في الاستقلاب الغذائي، إذ أظهرت الأبحاث وجود صلة بين اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية وارتفاع خطر الإصابة بالأمراض الاستقلابية، مثل السمنة والنمط الثاني من السكري.
لذلك، بحثت المراجعة أيضًا العلاقة بين هذين العاملين والاستقلاب الغذائي، وهل يوجد اختلافات بين الرجال والنساء.
وُجد أن أدمغة النساء والرجال تستجيب استجابة مختلفة لصور الطعام عندما يكونون محرومين من النوم، وأن مناطق الدماغ المرتبطة بالعاطفة تكون نشطة بضعفين أكثر لدى النساء المحرومات من النوم، مقارنةً بالرجال الذين تبين أنهم يشعرون بالجوع أكثر.
قد تشير هذه النتائج إلى إمكانية تأثير قلة النوم في خيارات الطعام لدى الشخص في اليوم التالي، من حيث النوعية والكمية، لكن سيكون من المهم للدراسات المستقبلية التحقق من هذه الفكرة.
أما ما يتعلق بعلاقة اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية للجسم بأمراض الاستقلاب، وجدت المراجعة أن الأشخاص الذين عملوا في مناوبات ليلية كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النمط الثاني مقارنةً بمن عملوا خلال النهار، وأن خطر إصابة الرجال كان أعلى بضعفين عند العمل في نوبات ليلية مقارنةً بخطر إصابة المرأة بداء السكري، لكن النساء كانوا أكثر عرضة لزيادة الوزن بمقدار مرة ونصف.
تعزز هذه النتائج ما أظهرته الدراسات الأخرى، وهو أن الجنس البيولوجي قد يؤثر في النوم، ويشمل ذلك نوعية النوم التي يحصل عليها الشخص في كل ليلة، واضطرابات النوم التي قد يكون أكثر عرضة للإصابة بها، وكيف يستجيب الجسم للحرمان من النوم.
مع ذلك، ما زلنا نجهل الكثير، ربما بسبب نقص مشاركة النساء في أبحاث النوم والإيقاع اليومي، أيضًا فإننا بحاجة إلى مراعاة الفروق بين الجنسين فيما يتعلق بالدورة الشهرية للمرأة واستخدام وسائل منع الحمل عند إجراء الدراسات، لأنها تؤثر في النوم وإيقاع الساعة البيولوجية أيضًا.
ربما عندها نصبح أقدر على فهم سبب الاختلافات بين الرجال والنساء عندما يتعلق الأمر بالنوم والصحة، ومن ثم توفير الحلول والعلاجات الفعالة لكل من النساء والرجال.
اقرأ أيضًا:
ما يجب معرفته عن الهوس الجنسي وعلاقته بالوسواس القهري
لماذا يشعر الرجال بالنعاس الشديد بعد ممارسة الجنس؟
ترجمة: تيماء القلعاني
تدقيق: أكرم محيي الدين
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.