هو وهى / انا اصدق العلم

كل ما تريد معرفته عن النيكوتين: بين الإدمان والعلاج

يوجد النيكوتين في جميع منتجات التبغ (كالسجائر ومنتجات التبغ المسخنة والسيجار) وبعض سوائل السجائر الإلكترونية، ويُستخدم أيضًا بوصفه مبيدًا حشريًا في القطاع الزراعي. من المعروف أن النيكوتين يسبب الإدمان الشديد، وهو مكوّن طبيعي في نبات التبغ، وبالإمكان إنتاجه صناعيًا في المختبرات.

تاريخ النيكوتين

يُستخرج النيكوتين من نباتات فصيلة النيكوتيانا، وهي جزء من عائلة البِلّادونا. نشأت نباتات التبغ في أمريكا الجنوبية وانتشرت لاحقًا إلى أمريكا الشمالية، وأفريقيا، وأستراليا.

استخدم السكان الأصليون في هذه المناطق أوراق التبغ في المضغ والتدخين والطقوس الدينية. ومع قدوم المستعمرين الأوروبيين، أُعيد توجيه زراعة التبغ نحو ، واقتصر استخدامه تدريجيًا على المتعة الترفيهية المرتبطة بتعاطي العقاقير.

صناعة التبغ وأساليب الترويج

شهدت صناعة التبغ تاريخًا طويلًا من استغلال التنميط العرقي والعوامل الديموغرافية والثقافية لاستهداف مجتمعات بعينها وتعزيز استهلاك التبغ. وقد ركزت شركات التبغ بشكل غير متناسب على تسويق منتجات المنثول للسود والمجتمعات ذات الدخل المنخفض.

أضافت شركات التبغ المنثول لجعل السجائر أكثر قبولًا لدى المستهلكين. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن غير المنحدرين من أصول إسبانية بين الأمريكيين السود والأفارقة أكثر ميلًا لتدخين سجائر المنثول مقارنة بمجموعات عرقية أخرى.

يساهم المنثول في تعزيز التأثير الإدماني للنيكوتين في الدماغ، فمن المرجح أن يستمر مدخنو سجائر المنثول في استخدام منتجات التبغ، ما يزيد من خطر تعرضهم لأمراض مرتبطة باستهلاك التبغ.

تأثيرات النيكوتين: رحلة الإدمان المؤقت

وفقًا للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات (NIDA)، يسبب النيكوتين شعورًا مؤقتًا بالمتعة والاسترخاء، ويزيد أيضًا من معدل ضربات القلب وكمية الأكسجين التي يستهلكها القلب. عند دخوله إلى الجسم تُطلق دفقة من الإندورفينات، وهي مواد كيميائية تساعد على تخفيف التوتر والألم وتحسين المزاج.

يمتص الجسم النيكوتين بسرعة عبر مجرى الدم ليصل إلى الدماغ، حيث تبلغ مستوياته ذروتها خلال وقت قصير. هذا التأثير المؤقت يجعل المدخنين عالقين في دائرة لا تنتهي من التدخين للحفاظ على تلك الأحاسيس السارة.

النيكوتين والدوبامين: تعزيز دائرة الإدمان

يُعد الدوبامين جزءًا من نظام المكافأة في الدماغ، ويرفع النيكوتين مستويات هذا الناقل العصبي ما يخلق مشاعر السرور والمكافأة. ويسهم تحرير الدوبامين في تعزيز السلوك الإدماني لدى الأفراد، ما يزيد من استهلاكهم للنيكوتين.

التغيرات الدماغية والإدمان

يُحدث الاستخدام المتكرر للنيكوتين تغيرات في طريقة عمل الدماغ، خاصةً فيما يتعلق بالتحكم في النفس، والتعامل مع الضغط، والتعلم. هذه التغيرات طويلة الأمد قد تؤدي إلى الإدمان، وترفع احتمالية ظهور أعراض الانسحاب عندما يتوقف المدخن عن التدخين.

تأثيرات النيكوتين على الوظائف الإدراكية

قد يُحسّن النيكوتين التركيز والذاكرة مؤقتًا، لكن التدخين طويل الأمد يرتبط بتراجع القدرة المعرفية وزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. بناءً على ذلك، فإن الفوائد قصيرة الأمد للنيكوتين على الوظائف الإدراكية لا تفوق مخاطره بعيدة المدى.

عندما يتوقف المدخن عن استخدام النيكوتين، قد تظهر عليه أعراض انسحابية تؤثر في التركيز أو الذاكرة، وقد يتسبب الانسحاب الشديد من النيكوتين في اضطرابات النوم.

الآثار الجانبية للنيكوتين

 تأثيرات الجهاز العصبي المركزي:

  •  الدوخة والدوار.
  •  اضطرابات النوم.
  •  تغيّرات في تدفّق الدم.
  •  الصداع.

 تأثيرات الجهاز القلبي الوعائي:

  •  زيادة خطر تجلط الدم.
  •  ارتفاع ضغط الدم.
  •  تغيّرات في معدل نبضات القلب وسرعتها.

 تأثيرات الجهاز التنفسي:

  •  ضيق التنفس.
  •  تشنّجات القصبات الهوائية.
  •  زيادة خطر الإصابة بحالات مثل الداء الرئوي الانسدادي المزمن.

 تأثيرات الجهاز العضلي:

  •  الرعشات.
  •  آلام المفاصل.

 تأثيرات الجهاز الهضمي:

  •  القرحة المعدية.
  •  الإسهال.
  •  الغثيان.
  •  جفاف الفم.
  •  عسر الهضم أو حرقة المعدة.
الآثار الجانبية لمنتجات النيكوتين المحددة

 لاصقات النيكوتين:

  •  تهيج الجلد.
  •  تسارع نبض القلب.
  •  الدوخة.
  •  اضطرابات النوم.
  •  الصداع.
  •  الغثيان.
  •  آلام العضلات أو تيبسها.

إذا لاحظ المستخدم تسارعًا في نبض القلب، فقد يكون ذلك مؤشرًا على جرعة زائدة من النيكوتين، وعليه استشارة اختصاصي الرعاية الصحية لتقليل الجرعة.

 علكة النيكوتين:

  •  طعم سيئ في الفم.
  •  تهيّج الحلق.
  •  تقرّحات الفم.
  •  الفواق (الحازوقة).
  •  الغثيان.
  •  عدم ارتياح في الفك.
  •  تسارع نبض القلب.

 منتجات نيكوتين أخرى:

  •  تسارع نبض القلب.
  •  العصبية.
  •  الصداع.

إذا اشتبه الشخص في تعرضه لتسمم النيكوتين، عليه طلب المساعدة الطبية الطارئة على الفور.

التداخلات الدوائية مع النيكوتين

قد يُضعف النيكوتين فعالية بعض الأدوية مثل البنزوديازيبينات. وقد يزيد أيضًا من خطر تكوّن الجلطات الدموية لدى اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل.

التدخين

يعد النيكوتين مادةً شديدة الإدمان فهي ذات التأثير النفسي الرئيسي في التبغ، ما يعني أنه يغير كيفية عمل الدماغ. ووفقًا للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات (NIDA)، فإن معظم المدخنين يدمنون النيكوتين بسبب تعاطي التبغ بانتظام.

في الولايات المتحدة يعد التدخين أحد الأسباب الرئيسية للوفاة القابلة للوقاية. يُلحق التدخين ضررًا بمعظم أعضاء الجسم، ويزيد من مخاطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، ومنها أمراض القلب والسكتة الدماغية وسرطان الرئة.

مع إن النيكوتين ذاته لا يُسبب السرطان، فإن دخان التبغ يحتوي على ما لا يقل عن 69 مادة كيميائية مسرطنة.

هل السجائر الإلكترونية آمنة؟

ما زال الباحثون يجهلون الآثار الصحية طويلة الأمد لاستخدام السجائر الإلكترونية وأمانها. في سبتمبر 2019، بدأت السلطات الصحية الفيدرالية تحقيقًا بشأن تفشي مرض رئوي شديد مرتبط بالسجائر الإلكترونية ومنتجات التدخين الإلكتروني الأخرى.

تُعرف أجهزة إيصال النيكوتين الإلكترونية، التي يشار إليها عادة بالسجائر الإلكترونية، بأنها أجهزة صغيرة قابلة للحمل تُسخّن سائلًا يحوي النيكوتين والمذيبات والنكهات إلى بخار.

وكثيرة هي الأمور المجهولة فيما يخص التدخين الإلكتروني، ومنها طبيعة المواد الكيميائية التي يحتويها وتأثيرها على الصحة.

اقترحت دراسة على الحيوانات في عام 2021 أن استخدام السجائر الإلكترونية قد يؤثر سلبًا في الذاكرة والتعلم بعد فترات تعرض قصيرة تمتد إلى 4 و12 أسبوعًا.

أصدرت إدارة الغذاء والدواء (FDA) تحذيرًا بشأن المخاطر المحتملة لاستخدام منتجات التدخين الإلكتروني التي تحتوي على مادة رباعي هيدرو كانابينول (THC)، وهو أحد مكونات القنب. وحذرت من استخدام منتجات مجهولة المصدر أو المشتراة من الشارع، إذ وردت تقارير تفيد بإصابة أكثر من 1000 حالة بإصابات رئوية خطيرة استخدام هذه المنتجات.

إذا كان الهدف من استخدام السجائر الإلكترونية هو الإقلاع عن التدخين، فقد تكون هناك وسائل أخرى أكثر فعالية وأمانًا لتحقيق ذلك.

إدمان الاعتماد على النيكوتين

النيكوتين مادة شديدة الإدمان. يشير إدمان النيكوتين إلى العوامل النفسية والجسدية التي تجعل من الصعب التوقف عن استخدام المنتجات التي تحتوي على النيكوتين.

وفقًا لاستطلاع أجراه المعهد الوطني لتعاطي المخدرات عام 2020، فإن نحو 23.6 مليون شخص بعمر 12 عامًا أو أكثر أظهروا علامات إدمان على النيكوتين خلال الثلاثين يومًا السابقة.

يؤثر النيكوتين في كيمياء الدماغ والجهاز العصبي المركزي، ما يسبب شعورًا مؤقتًا بالاسترخاء والسعادة نتيجة زيادة مستويات الدوبامين وإفراز الأدرينالين بكميات صغيرة. ومع زوال هذه الآثار، يشعر المستخدمون بالقلق والانزعاج، ما يدفعهم لاستهلاك المزيد من النيكوتين.

علاج إدمان النيكوتين

 علاج الاستعاضة عن النيكوتين:

يوفر هذا العلاج كميات صغيرة من النيكوتين تُقلل من الرغبة الشديدة وتعتمد على مستقبلات النيكوتين في الجسم، وتشمل الأشكال التالية:

  •  لصقات النيكوتين.
  •  العلكة.
  •  أقراص المص.
  •  الرذاذ.

وفقًا لإدارة الغذاء والدواء، تُعد هذه المنتجات الأقل ضررًا بين منتجات النيكوتين.

 الأدوية:

  •  بوبروبيون: دواء يؤثر في كيمياء الدماغ ويُعادل في فعاليته علاج الاستعاضة عن النيكوتين، فيساعد الأشخاص على الإقلاع عن التدخين.
  •  فارينيكلين: يحفّز مستقبِل نيكوتين معين بدرجة أقل من النيكوتين نفسه، وقد يكون أكثر فعالية في الإقلاع عن التدخين.
  •  أجهزة الاستنشاق الطبية: تُمتص معظم كمية النيكوتين في هذه الأجهزة من خلال جدار البلعوم الخلفي بدلاً من الرئتين.

قد توفر هذه العلاجات خيارات فعالة للتقليل من الاعتماد على النيكوتين والإقلاع عنه نهائيًا.

 طلب الاستشارة والدعم النفسي

قد يختار البعض التحدث مع مختص الصحة العقلية للحصول على النصيحة أو الخضوع للعلاج النفسي مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT). ومما يساعد على الإقلاع عن التدخين أيضًا: التركيز الذهني، وخطوط المساعدة الهاتفية، والرسائل النصية الآلية، ومواد المساعدة الذاتية.

الخلاصة

النيكوتين مادة شديدة الإدمان توجد في منتجات التبغ، وغالبًا ما يكون السبب وراء استهلاك التبغ ومنتجاته مثل السجائر التي تزيد خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، وقد يسبب النيكوتين آثارًا جانبية مثل الدوار وتسارع ضربات القلب والصداع، وهو مادة قد تسبب التسمم ويجب حينها طلب المساعدة الطبية الفورية. وقد تساعد الأدوية وعلاجات الاستعاضة عن النيكوتين والعلاج السلوكي الأفراد على الإقلاع عن استخدام المنتجات التي تحتوي على النيكوتين.

اقرأ أيضًا:

ما هو إدمان النيكوتين ؟ وكيف يمكن التخلص منه؟

تريد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إزالة النيكوتين من التبغ. كيف يمكن تطبيق ذلك؟

ترجمة: أيهم عبد الحسين صالح

تدقيق: مؤمن محمد حلمي

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا