شهدت الساعات الماضية ضجة كبيرة على السوشيال ميديا وفي الشارع المصري، بعد القرار المفاجئ بإغلاق كافة فروع سلسلة مطاعم "بلبن" الشهيرة، إلى جانب باقي العلامات التابعة لها مثل "كرم الشام"، "وهمي"، و"عم شلتت". هذه الخطوة أثارت حالة من الجدل والانقسام بين مؤيد للقرار باعتباره ضروريا لحماية الصحة العامة، ومعارض يرى فيه مبالغة أو حتى استهدافا غير مبرر. صدر القرار بعد تقارير رسمية من الجهات الرقابية تؤكد وجود بكتيريا ضارة في 47 عينة تم جمعها من عدة فروع. وزارة الصحة وهيئة سلامة الغذاء أعلنتا أن هذه العينات احتوت على ملوثات قد تسبب مشكلات خطيرة في الجهاز الهضمي، إضافة إلى استخدام ألوان صناعية غير معتمدة دولياً، وتخزين مكونات الطعام بطرق غير سليمة. ما جعل الصدمة أكبر هو حجم انتشار هذه السلسلة، التي تحولت في سنوات قليلة إلى واحدة من أكبر شركات الأغذية السريعة في مصر، بـ160 فرعًا و7 مصانع يعمل بها نحو 25 ألف موظف. ملايين المصريين اعتادوا على تناول منتجاتها يوميًا، خصوصًا من الجيل الجديد المدمن للوجبات الغريبة والسكريات الزائدة. رئيس مجلس إدارة الشركة، الطبيب البيطري مؤمن عادل، حاول في مداخلة تلفزيونية مع الإعلامي عمرو أديب، أن يخفف من حدة الموقف، لكنه بدا مرتبكًا عند سؤاله عن سبب الإغلاق، مكتفيًا بالقول إن الشركة تتعاون مع الجهات الرسمية وتتابع الموقف. لكنه لم يقدم تفسيرًا واضحًا لما حدث، بل لمح إلى أن الأمر قد يكون مبالغًا فيه. الغريب أن نفس القرار اتخذ مؤخرًا في السعودية، حيث تم إغلاق فروع "بلبن" لأسباب صحية مشابهة، بينما لم تتخذ خطوات مشابهة في الإمارات حتى الآن، رغم خضوع المطاعم هناك لرقابة صارمة. هذا التباين فتح بابًا واسعًا للتكهنات، بين من يرى أن فروع الشركة في بعض الدول أكثر التزامًا، وبين من يشير إلى احتمالية وجود مخالفات بالفعل يتم التغاضي عنها في أماكن معينة. ورغم كل ما يقال عن وجود "مؤامرة" أو صراع مصالح يهدف للإطاحة بالشركة تمهيدًا لإفساح المجال أمام منافسين جدد، فإن الأمر المؤكد أن التوسع الكبير والسريع لأي سلسلة طعام يجب أن يقابل برقابة صارمة، لضمان الحفاظ على معايير الجودة وسلامة الغذاء. في النهاية، الأمل أن يكون ما حدث فرصة لمراجعة شاملة من الشركة، وتصحيح أي أخطاء أو تجاوزات وقعت، مع محاسبة المسؤولين عن أي تقصير.