هو وهى / انا اصدق العلم

الوذمة: الأسباب والعلاج

تحدث الوذمة عند تراكم السوائل داخل أنسجة الجسم، غالبًا في القدمين والساقين والكاحلين، ومع أنها قد تصيب أي شخص، فهي أكثر شيوعًا لدى النساء الحوامل والبالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر. تتضمن سبل العلاج إجراء تغييرات في نمط الحياة، مثل النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية.

ما المقصود بالوذمة؟

الوذمة مصطلح طبي يستخدم لوصف التورم الناجم عن احتباس السوائل داخل أنسجة الجسم، وعادةً ما تظهر في القدمين والكاحلين والساقين، لكنها قد تؤثر في أجزاء أخرى مثل الوجه واليدين والبطن.

مدى شيوع الإصابة بالوذمة:

تُعد الوذمة حالةً شائعة نظرًا إلى تعدد الأسباب المرتبطة بحدوثها، وتجدر الإشارة إلى أن الحالات الخفيفة عادةً ما تزول تلقائيًا دون تدخل طبي، ولهذا تبقى نسبة انتشارها غير معروفة بدقة.

تأثير الوذمة في الجسم:

تؤدي الوذمة إلى تضخم بعض أجزاء الجسم أو تورمها، ما قد يعيق أداء المهام اليومية. لكن يمكن تخفيف التورم بإجراء تغييرات بسيطة في أسلوب الحياة، مثل رفع الجزء المتورم أو تحريك الجسم بعد الجلوس أو الوقوف فترات طويلة. في بعض الحالات قد تكون الوذمة مؤشرًا على وجود حالة صحية كامنة، لذا يُنصح باستشارة الطبيب عند ظهورها.

أعراض الوذمة:

يتمثل العرض الأساسي للوذمة في الإصابة بتورم في أحد أجزاء الجسم، إذ يتضخم الجزء المصاب تراكم السوائل داخل الأنسجة. مع أن التورم قد يحدث في أي موضع من الجسم، فإنه غالبًا ما يصيب القدمين والكاحلين والساقين، ومن أعراضه:

  •  زيادة ملحوظة في حجم منطقة معينة من الجسم مقارنةً باليوم السابق.
  •  ظهور الجلد فوق المنطقة المتورمة بمظهر مشدود ولامع.
  •  صعوبة في المشي عند تورم الساقين أو الكاحلين أو القدمين.
  •  الإصابة بالسعال أو الشعور بضيق في التنفس.
  •  الإحساس بالامتلاء أو الشد في الجزء المتورم من الجسم.
  •  الشعور بألم خفيف أو إحساس بالألم في المنطقة المصابة.
أسباب الوذمة:

بعد تشخيص الإصابة بالوذمة، يعمل الطبيب على تحديد سبب تراكم السوائل داخل الأنسجة. تتضمن الأسباب المحتملة:

  •  الجاذبية: إذ يؤدي الجلوس أو الوقوف فترات طويلة دون حركة إلى سحب السوائل طبيعيًا نحو الذراعين والساقين والقدمين مع الجاذبية.
  •  ضعف صمامات الأوردة: في هذه الحالة، يتعذر على الأوردة دفع الدم بكفاءة نحو القلب، ما يؤدي إلى الإصابة بالدوالي وتراكم السوائل في الساقين.
  •  الحالات الطبية الكامنة: مثل فشل القلب أو أمراض الرئة والكبد والكلى والغدة الدرقية، فقد تكون الوذمة عرضًا مرافقًا لهذه الأمراض.
  •  الآثار الجانبية للأدوية: قد تحدث الوذمة من ضمن الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل أدوية علاج ضغط الدم أو مسكنات الألم.
  •  سوء التغذية: إذ يؤدي عدم تناول نظام غذائي متوازن أو الإفراط في استهلاك الأطعمة الغنية بالملح إلى تراكم السوائل في أنحاء الجسم المختلفة.
  •  الحمل: قد يظهر التورم في الساقين نتيجة ضغط الرحم على الأوعية الدموية في الجزء السفلي من الجسم.
  •  ضعف الجهاز المناعي: قد تؤدي ردود الفعل التحسسية أو العدوى أو الحروق أو الصدمات أو الجلطات إلى حدوث الوذمة.
كيفية تشخيص الوذمة:

نظرًا إلى أن الوذمة عادةً ما تكون عرضًا لحالة أخرى كامنة، يجري الأطباء أولًا فحصًا سريريًا للكشف عن أجزاء الجسم التي يظهر فيها الجلد مشدودًا أو لامعًا، ثم يجرون بعض الاختبارات التشخيصية لمعرفة سببها.

تصنيف الوذمة:

تصنيف الوذمة هو مقياس يُستخدم لتحديد شدة الوذمة وتقدير كمية السوائل المتراكمة في أنسجة الجسم.

يبدأ الطبيب بفحص منطقة التورم في الجسم للتحقق من وجود وذمة، بالضغط عليها بلطف مدة 5 – 15 ثانية «اختبار الانبعاج». بعد التوقف عن الضغط، يظهر انبعاج في الجلد، ما يدل على وجود سوائل متراكمة في الأنسجة.

يقيس مقياس تصنيف الوذمة سرعة عودة الجلد إلى وضعه الطبيعي بعد اختبار الانبعاج، وتضمن درجاته:

  •  الدرجة 1: ارتداد فوري مع انبعاج بعمق 2 مم.
  •  الدرجة 2: ارتداد خلال أقل من 15 ثانية مع انبعاج بعمق 3 – 4 مم.
  •  الدرجة 3: ارتداد خلال 15 – 60 ثانية مع انبعاج بعمق 5 – 6 مم.
  •  الدرجة 4: ارتداد خلال فترة تتراوح بين دقيقتين إلى ثلاث دقائق مع انبعاج بعمق 8 مم.
سبل علاج الوذمة:

يختلف علاج الوذمة وفق سببها، لا سيما إذا كان السبب مرتبطًا بحالة صحية كامنة:

  •  إذا كانت الوذمة ناجمة عن أمراض الرئة مثل النفاخ الرئوي أو التهاب الشعب الهوائية المزمن، سيوصي الطبيب بالإقلاع عن التدخين.
  •  إذا ظهرت الوذمة مع فشل القلب المزمن، فسيوصي الطبيب بإجراء تغييرات في نمط الحياة، مثل مراقبة الوزن ومدخول السوائل واستهلاك الملح، وقد ينصح بالتقليل من شرب الكحول.
  •  إذا كانت الوذمة تأثيرًا جانبيًا لدواء يتناوله المريض، فقد ينصح الطبيب بالتوقف عن تناول الدواء أو تقليل جرعته لعلاج التورم. يجب عدم التوقف عن تناول أي دواء دون استشارة المختص.
كيف يمكن تخفيف الوذمة؟

إلى جانب معالجة السبب الأساسي للوذمة، يمكن اتباع بعض الإجراءات لتجنب تراكم السوائل في الجسم، مثل:

  •  وضع وسادة تحت الساقين لرفعها فوق مستوى القلب عند الجلوس أو الاستلقاء.
  •  تجنب الجلوس أو الوقوف فترات طويلة دون حركة، ومحاولة المشي جولات قصيرة.
  •  ارتداء الجوارب أو الأكمام أو الأربطة الضاغطة، إذ تساهم في منع تجمع السوائل في مناطق معينة من الجسم. توجد أحذية مخصصة للأشخاص الذين يعانون وذمةً مزمنة، وهي قابلة للتعديل لتناسب التغيرات في التورم.
  •  تقليل الملح في النظام الغذائي.
  •  التزام تعليمات الطبيب فيما يخص تناول الأدوية، فقد يصف مدرًا للبول للمساعدة على التخلص من السوائل الزائدة في الجسم.
ما الأطعمة التي يجب تجنبها عند الإصابة بالوذمة؟

في بعض الحالات، قد يكون سبب الوذمة الإفراط في تناول الملح. إذ يؤدي الملح إلى احتباس الماء في الجسم، ما يزيد من تسرب السوائل إلى الأنسجة ويسبب التورم. لذلك، فإن إدخال تغييرات على النظام الغذائي بتقليل استهلاك الملح قد يساعد على تخفيف الوذمة.

كم يستغرق العلاج لتحسين حالة الوذمة؟

قد تكون الوذمة حالةً مؤقتة أو دائمة وفق السبب الكامن، وعادةً ما يستمر التورم عدة أيام، إذ يكون الانتفاخ على أشده خلال أول يومين، ثم يبدأ بالتراجع مع حلول اليوم الثالث. يساهم اتباع خطة العلاج التي يوصي بها الطبيب في تقليل حدة التورم، أما إذا لم يختف التورم بعد عدة أيام من بدء العلاج يجب استشارة اختصاصي.

كيف تمكن من الوذمة؟

في بعض الأحيان، قد يفوت أوان منع السبب الذي أدى إلى الوذمة إذا كانت مرتبطة بحالة صحية كامنة مثل قصور القلب أو أمراض الكبد أو الكلى. لكن يمكن مع ذلك التعاون مع الطبيب لإدارة الأعراض والتخفيف منها.

في حال كان سبب الوذمة هو الإفراط في تناول الملح، فإن تعديل النظام الغذائي وتقليل كمية الملح المستهلكة يساعد على الوقاية منها.

تكمن الوقاية من الوذمة بزيادة الحركة والنشاط، فقد يؤدي الجلوس أو الوقوف فترات طويلة دون حركة إلى تجمع السوائل في الأنسجة. لذا ينبغي النهوض وتحريك الجسم بعد الجلوس فترةً طويلة لتقليل احتمال الإصابة بالوذمة.

ماذا يحدث للمصابين بالوذمة؟

يجب على المصاب بالوذمة أو التورم زيارة الطبيب، إذ قد تسبب تمددًا في الجلد، وقد يؤدي تفاقم الانتفاخ إلى مشكلات صحية خطيرة.

قد تكون الوذمة حالةً قصيرة الأمد أو مزمنة وفق المشكلة التي أدت إلى حدوثها، لكن ثمة سبل علاجية تساعد على ضبط الحالات المرضية التي قد تسبب الوذمة، بوسع المصاب أيضًا إجراء بعض التغييرات في أسلوب حياته لتخفيف التورم وتراكم السوائل في الجسم.

نصائح للمصابين بالوذمة:

بإمكان المصابين بالوذمة اتباع الخطوات التالية للتخفيف منها:

  •  إجراء تغييرات في نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين أو تعديل النظام الغذائي.
  •  التحرك بانتظام والحفاظ على نشاط الجسم.
  •  رفع الساقين عند الجلوس أو الاستلقاء.
  •  ارتداء الجوارب أو الأكمام أو الأربطة الضاغطة.

من الضروري أيضًا حماية المناطق المتورمة من أي ضغط إضافي أو إصابات أو درجات حرارة قصوى، إذ إن إصابة الجلد فوق المناطق المتورمة تحتاج إلى وقت أطول للشفاء إلى جانب أنه يصبح أكثر عرضةً للعدوى.

متى ينبغي زيارة الطبيب؟

تجب زيارة الطبيب في حال ظهور أي من الأعراض التالية:

  •  الشعور بالألم أو ملاحظة تغيّر في لون الجلد فوق المنطقة المتورمة.
  •  ظهور قرحة مفتوحة على سطح منطقة متورمة.
  •  صعوبة التنفس.
  •  انتفاخ أحد الأطراف.
  •  صعوبة الحركة.

اقرأ أيضًا:

احتباس السوائل (الوذمة): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

وذمة الرئة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: رحاب القاضي

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: ميرڤت الضاهر

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا