هو وهى / انا اصدق العلم

فرط الأسنان: ما عدد الأسنان الذي يُعد كثيرًا جدًا؟

يُعد ظهور أضراس العقل المؤلمة أمرًا طبيعيًا عند بعض الناس، لكن ماذا عن امتلاك أسنان يفوق عددها الحد الطبيعي، أو ما يُسمى فرط الأسنان؟ ما قصة هذه الحالة؟ وهل تثير القلق؟

ما فرط الأسنان؟

من الواضح من التسمية أنها تعني الأسنان الزائدة على الحد، لكن ماذا عن التفاصيل؟

يمتلك معظم البالغين 32 سنًا: 8 قواطع أمامية للإمساك بالطعام وقطعه، و4 أنياب تقطع الطعام إلى أجزاء تتناسب مع حجم الفم، و8 ضواحك تتموضع خلف الأنياب تمثل مرحلة وسطية في تطور الأسنان، إضافةً إلى 12 ضرسًا -متضمنةً أضراس العقل- لمضغ الطعام وطحنه.

إذا تجاوز عدد الأسنان الحد الطبيعي، تُصنَّف الحالة رسميًا ضمن حالات فرط الأسنان، ولا يُعد هذا اضطرابًا بحد ذاته، بل عرَضًا ناتجًا من حالات أخرى، لذلك تتنوع أشكاله:

  •  أسنان إضافية تبدو مثل الأسنان الطبيعية.
  •  أسنان درنية تبدو مثل أنابيب أو براميل.
  •  أسنان مخروطية أو وتدية، وأورام سنية مركبة أو معقدة، لا تُعد –عمليًا- أسنانًا فردية على الإطلاق، بل هي في الواقع أورام غير سرطانية تتكون من تجمعات من الأنسجة الشبيهة بالأسنان.

تُصنَّف الأسنان الزائدة أيضًا حسب مكان ظهورها إلى ما يلي:

  •  الأسنان المجاورة للأضراس.
  •  الأسنان خلف الأضراس.
  •  الأسنان المتوسطة.

ينمو النوعان الأولان بالقرب من الأضراس. الأسنان خلف الأضراس تشبه الأضراس الإضافية، وتظهر على نفس خط امتداد المجموعة الطبيعية، في حين تكون الأسنان المجاورة للأضراس أقل انتظامًا، وتظهر في الأمام أو الخلف.

أما الأسنان المتوسطة، فتنمو حول القواطع أو خلفها، وغالبًا ما تكون بين السنين الأماميين، وهو النوع الأكثر شيوعًا من فرط الأسنان.

لا يتجاوز معدل حدوث أي من الأنواع الثلاثة 1 – 2%. بمعنى آخر، إنه أمر نادر جدًا، وبالنسبة للكثيرين، قد لا يكون له تأثير كبير في حياتهم اليومية، إذ إن كل ما يحتاجه شخص ما هو سن إضافية واحدة في فمه ليُعد مصابًا بفرط الأسنان. مع ذلك، قد تصبح الأمور شديدة في بعض الحالات.

قد يظهر فرط الأسنان على شكل صف إضافي من الأسنان. حسب حالة طبية وردت سنة 2011، حضرت للاستشارة فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا و 8 أشهر، إذ أظهرت الأشعة السينية امتلاكها 18 سنًا لبنية، و 32 سنًا دائمة، و 31 سنًا زائدة.

هذا يعني أنها تمتلك أسنانها اللبنية باستثناء اثنتين، وجميع أسنانها الدائمة، وتقريبًا مجموعة كاملة أضافية.

أغرب من ذلك، عُثر على تلك الأسنان الزائدة البالغ عددها 31 سنًا بالصدفة، إذ إن الفتاة في الأصل ذهبت إلى طبيب الأسنان لإزالة بعض شظايا الجذور التي خلَّفها سقوط سنين لبنيتين.

تطلب الأمر تصويرًا شعاعيًا للكشف عن العدد الحقيقي للأسنان، وبقيت أسباب الحالة وعواقبها غير واضحة تمامًا.

فرط الأسنان: الأسباب والعلاج

إن فرط الأسنان ليس حالة قائمة بذاتها، السؤال عن سببه يشبه السؤال عن سبب الصداع، إذ يعتمد الأمر كليًا على الحالة.

يرتبط فرط الأسنان بالعديد من الحالات الوراثية، متضمنةً متلازمة غاردنر، وخلل التنسج الترقوي القحفي، ومتلازمة إهلرز دانلوس، ومرض فابري، وشقوق الحنك وغيرها. لا يجمع الحالات قاسم مشترك، إذ إن أول حالتين هما اضطرابات وراثية نادرة، والحالتان الأخيرتان موروثتان، أما شقوق الحنك فهي عيب خلقي.

لا تشمل هذه القائمة جميع الأسباب المحتملة، ومن الطبيعي أن الحالات قد تحير أطباء الأسنان ومقدمي الرعاية الصحية الذين يكتشفونها، وأحيانًا لا يُعرف أبدًا سبب الأسنان الزائدة.

أحيانًا قد لا يسبب فرط الأسنان أي مضاعفات، وقد لا يحتاج الشخص المصاب إلى علاج.

في هذه الحالات، قد يكون تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بين حين وآخر هو كل ما يلزم لعلاج فرط الأسنان، لكن إذا كانت الأسنان الزائدة تتداخل مع صحة الفم أو وظيفة المضغ، فقد يوصي طبيب الأسنان بإزالتها.

قد يكون فرط الأسنان مؤلمًا بسبب اكتظاظ الفك، وقد يؤدي إلى حدوث العض غير المقصود، وقد يمنع أيضًا الأسنان العادية من البزوغ كما ينبغي.

قد يجعل فرط الأسنان تنظيفها بالفرشاة والخيط بالشكل الأمثل أمرًا صعبًا أو مستحيلًا، ما يسبب مشكلات في المستقبل، وبالنسبة إلى كثيرين، فإنهم لا يحبون مظهرها ببساطة.

هل حالات فرط الأسنان في ازدياد؟

نظرًا إلى الأسباب المعروفة لفرط الأسنان المتمثلة في الحالات الوراثية، والطفرات الجينية العشوائية، والعيوب الخلقية، والإصابات والصدمات غير المتوقعة، لا يوجد سبب حقيقي للاعتقاد بأن فرط الأسنان قد يكون أكثر شيوعًا الآن مما كان عليه في الماضي. لكن على المدى الطويل يحدث شيء له تأثير مماثل.

مع أن العدد الطبيعي للأسنان هو 32، أصبح هذا العدد أكثر من اللازم. قال ريتشارد كلاين، عالم الحفريات في ستانفورد والخبير العالمي في سجل الحفريات البشرية: «لم أر قط جمجمة صياد أسنانها ملتوية».

مع ذلك، إن تقويم الأسنان والتراكب منتشران في يومنا هذا، لأن فكوك البشر ببساطة أصغر بكثير مما كانت عليه في الماضي، أي أنها تتقلص أسرع مما ينبغي.

تُظهر دراسات الجماجم من بضع مئات من السنين فقط مقارنة باليوم أن فكوك الإنسان ما تزال تتقلص. لم يكن هناك وقت ليكون ذلك مشكلة وراثية، إذ قد يصاب الإنسان بفكوك مكتظة في غضون جيل واحد.

تعود المشكلة جزئيًا على الأقل إلى . من طريق التدخلات مثل إعطاء الأطفال طعامًا صلبا والقيام بالمضغ الصحيح وتجنب ترك الفك مرتخيًا، يمكن تجنب جزء من المشكلة.

يعد فرط الأسنان حالة مكلفة، ويمكن تحسين حياة الكثير من الناس إذا تم التعامل معها بشكل صحيح.

اقرأ أيضًا:

صرير الأسنان: الأسباب والعلاج

هل يسبب ألم الأسنان ألمًا في الرأس؟

ترجمة: مجد عجاج

تدقيق: نور حمود

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا