كتبت فاطمة ياسر

اعتاد كثيرون بدء يومهم بفنجان من القهوة السوداء، دون إدراك أن هذا الروتين الصباحي، خاصة إذا ترافق مع قلة النوم، قد يكون له تأثير خفي وخطير على الصحة، تحديدًا على مستويات السكر في الدم. حيث كشفت دراسة حديثة عن أن قلة النوم مجتمعة مع استهلاك مفرط للكافيين يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات كبيرة في توازن السكر، حتى لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري، وذلك وفقًا The Indian Express

قلة النوم — أقل من ست ساعات يوميًا — تؤدي إلى ارتفاع في مستويات هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر. هذا الهرمون يعوق قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بكفاءة، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. وعندما يضيف الشخص إلى ذلك كميات كبيرة من القهوة — خمسة أو ستة أكواب في اليوم — فإن الكافيين يزيد من إفراز الكورتيزول والأدرينالين، مما يضاعف المشكلة.

المفارقة أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم غالبًا ما يعتمدون على القهوة للبقاء يقظين، لكن الكافيين نفسه يعيق جودة النوم. وهكذا يدخل الفرد في حلقة مفرغة: قلة النوم تدفع لتناول المزيد من القهوة، والمزيد من القهوة يؤدي إلى نوم أقل جودة، مما يؤدي في النهاية إلى اضطراب في مستويات السكر في الدم.

الدراسة أكدت أن الأشخاص الذين يعانون من مقدمات السكري أو النوع الثاني من السكري أكثر عرضة لهذا التأثير السلبي، لأن أجسامهم تعاني بالفعل من ضعف في استجابة الأنسولين. الكافيين الزائد يزيد هذا الخلل ويجعل السيطرة على مستويات السكر أكثر صعوبة.

تقليل استهلاك القهوة إلى كوب أو كوبين يوميًا، ويفضل قبل الساعة الثانية ظهرًا.

الحرص على النوم من 7 إلى 8 ساعات يوميًا.

الابتعاد عن الشاشات الزرقاء قبل النوم، واللجوء إلى روتين هادئ ليلي.

مراقبة تأثير القهوة على الجسم، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي مع السكري.

وأخيرًا، قد يبدو فنجان القهوة الصباحي بريئًا، لكن عند ترافقه مع قلة النوم، قد يتحول إلى عامل خطير يؤثر على الصحة الأيضية، وعي الإنسان بعاداته اليومية هو خط الدفاع الأول ضد الأمراض المزمنة مثل السكري. القهوة ليست العدو، ولكن الإفراط فيها هو الخطر الحقيقي.