أكد الداعية الإسلامي الشيخ رمضان عبد المعز، أن الهجرة الحقيقية التي نحتاجها اليوم لا تقتصر على الانتقال من مكان إلى آخر، بل هي هجرة سلوك وأخلاق، وهجر لما نهى الله عنه من غيبة ونميمة وفحش وإهمال وكسل. وقال عبد المعز، خلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة DMC: "لما نلاقي الناس بتغتاب وبتنُمّ، لازم نسأل نفسنا: فين الإيمان؟ سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء».. المؤمن جميل، كلامه طيب، حياته طيبة، ويتوفاه الله طيباً، ويدخل الجنة طيباً: ﴿سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها خالدين﴾". وشدد عبد المعز على أن بداية العام الهجري الجديد يجب أن تكون فرصة لـ"هجرة من الكسل إلى الاجتهاد، ومن الإهمال إلى الإتقان"، مؤكدًا أن الإهمال قد يسبق الظلم في سرعة الهلاك، مستشهدًا بقول مشايخه: "بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم". وأضاف: "اللي بيشتغل بأمانة ويجتهد في عمله ده بيبني وطن، والفلاح اللي يتقن زراعته، والتاجر الصادق الأمين، كلهم في طريقهم لرضا الله. فالنبي قال إن التاجر الصدوق يُحشر مع النبيين". وتحدث عبد المعز عن أهمية هجرة السوق من الغش إلى الصدق، مستشهدًا بموقف للنبي صلى الله عليه وسلم حين وضع يده في طعام أحد الباعة فوجد بللًا، وقال له: "ألا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس؟ من غشنا فليس منا". وفي ختام حديثه، دعا الشيخ رمضان عبد المعز إلى أن نكون من الذين "يبيعون أنفسهم لله"، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله﴾، وبقصة الصحابي صهيب الرومي الذي ترك ماله في مكة من أجل الهجرة إلى المدينة، فاستقبله النبي بقوله: "ربح البيع أبا يحيى". واختتم عبد المعز قائلًا: "علينا أن نهاجر، نهاجر من السوء إلى الخير، من التقصير إلى الجد، من الغش إلى الأمانة، من الظلم إلى العدل، ومن حب النفس إلى نفع الناس. فالله يحب المحسنين".