في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة خلال فصل الصيف، يعاني الكثير من الأشخاص من تراجع ملحوظ في التركيز والقدرة على بذل المجهود الذهني والبدني، وهو ما أكدته تقارير علمية عديدة أوضحت أن الجسم يبذل طاقة مضاعفة للحفاظ على درجة حرارته الطبيعية، ما يؤدي إلى استنزاف طاقته ويؤثر مباشرة على كفاءة الدماغ. خلال مداخلة هاتفية على "إكسترا نيوز"، أوضح الدكتور شريف حتة، استشاري الصحة العامة والطب الوقائي، أن الخمول الذهني في الصيف يعود لأسباب عضوية ونفسية، فعلى المستوى العضوي، يؤدي فقدان السوائل بسبب التعرق إلى زيادة لزوجة الدم، مما يقلل من كفاءة ضخ الدم للأعضاء، ومنها المخ، وهو ما يفسر الشعور المستمر بالإجهاد والهمدان. وأشار إلى أن أنماط الحياة في الصيف تؤثر أيضًا على الصحة العامة، حيث يقل النوم الجيد وتقل الشهية للطعام، إضافة إلى أن أغلب الناس يتجنبون الخروج نهارًا بسبب الحرارة المرتفعة، ما يؤدي إلى ضعف التعرض لأشعة الشمس في الأوقات الصحية، وبالتالي خلل في إيقاع الجسم الطبيعي. وأضاف أن تأثير الصيف على الدماغ يختلف تمامًا عن الشتاء، موضحًا أن الشتاء رغم قلة التعرض للشمس يمنح الجسم فرصة للراحة والنوم بشكل أفضل، بينما في الصيف تتزايد الضغوط الجسدية للحفاظ على درجة الحرارة مما يؤدي إلى حالة من الإرهاق العام. أكد الدكتور شريف أن لكل فصل مميزاته وتحدياته، داعيًا إلى الاهتمام بالترطيب، وتناول السوائل، والحفاظ على نمط حياة متوازن لمواجهة تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الدماغ والأداء الذهني.