كتبت مروة هريدىالجمعة، 08 أغسطس 2025 07:00 م لا يزال سرطان القولون أحد الأسباب الرئيسية للوفيات المرتبطة بالسرطان، وإن كان من الممكن الوقاية منه إلى حد كبير، وفي حين أن خيارات نمط الحياة، مثل الفحص الدوري واتباع نظام غذائي صحي، تُعد أدوات وقائية معروفة، تُسلط الأبحاث الحديثة الضوء على عنصر مهم وهو المغنيسيوم، حيث إن هذا المعدن الأساسي، الموجود في الأطعمة اليومية مثل الخضراوات الورقية والمكسرات، قد يُقلّل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا". وتشير الدراسات إلى أن تناول كميات أكبر من المغنيسيوم يُساعد على تنظيم نمو الخلايا، وتقليل الالتهابات، وحماية الحمض النووي، وهي عوامل أساسية في الوقاية من السرطان. فهل يُمكن لإضافة المزيد من المغنيسيوم إلى روتينك اليومي أن تُحدث فرقًا حقيقيًا؟ إليك ما تُشير إليه الدراسات والأبحاث، وكيفية الحصول على المزيد منه بشكل طبيعي. ماذا يقول البحث عن دور المغنيسيوم فى الوقاية من سرطان القولون؟ المغنيسيوم معدن أساسي يلعب دورًا في أكثر من 300 نظام إنزيمي في الجسم، فهو يساعد على تنظيم وظائف العضلات والأعصاب، ويدعم صحة العظام، ويساعد في إنتاج الطاقة، ويحافظ على استقرار ضغط الدم، كما أنه يلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على صحة جهاز المناعة. ولكن إلى جانب هذه الوظائف المعروفة، قد يؤثر المغنيسيوم أيضًا على كيفية نمو الخلايا وإصلاحها، وهو أمر بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بالوقاية من السرطان. وقد توصلت دراسات حديثة إلى وجود علاقة واعدة بين المغنيسيوم وانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، حيث نُشر تحليل تلوي عام 2012 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، وقام الباحثون بمراجعة العديد من الدراسات وخلصوا إلى أن مقابل كل 100 مليجرام من المغنيسيوم المضافة إلى المدخول اليومي للإنسان، ينخفض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 12%. وفى دراسة أخرى، نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) توصلت إلى نتائج مماثلة، وخاصة بين النساء في الفئة العمرية من 40 إلى 75 عاما، حيث كلما زاد تناولهن للمغنيسيوم، انخفض لديهن خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وفي عام 2022، أضاف بحث نُشر في مجلة Biological Trace Element Research مزيدًا من الدعم لفوائد المغنيسيوم، كما أظهرت الدراسات المخبرية أن إضافة المغنيسيوم قلّل من احتمالية نمو الخلايا السرطانية وانقسامها، وفي بعض الدراسات على الحيوانات، تسبب المغنيسيوم في موت الخلايا السرطانية. في حين أن هذه الدراسات لا تثبت أن المغنيسيوم يمكن أن يعالج أو يمنع سرطان القولون تمامًا، ولكنها تشير إلى أن مستويات المغنيسيوم الكافية قد تساعد في إبطاء أو إيقاف نمو الخلايا غير الطبيعية فى الجسم، وهو أمر أساسي في إبقاء السرطان تحت السيطرة. كيف يمكن للمغنيسيوم أن يساعد في مكافحة الخلايا السرطانية؟ يعتقد الباحثون أن المغنيسيوم قد يؤثر على تطور السرطان بعدة طرق: تنظيم إصلاح الحمض النووي وتضاعفه: يلعب المغنيسيوم دورًا في استقرار الحمض النووي ودعم انقسام الخلايا بشكل سليم، وقد يؤدي انخفاض مستويات المغنيسيوم إلى تلف الحمض النووي، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. تقليل الالتهاب: يُعد الالتهاب المزمن عامل خطر معروف للعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم، ويساعد المغنيسيوم على تنظيم مسارات الالتهاب في الجسم. تثبيط نمو الخلايا غير الطبيعية: أظهرت الدراسات المعملية أن المغنيسيوم قد يمنع تكاثر الخلايا السرطانية ويعزز موت الخلايا السرطانية، باختصار، قد يساعد المغنيسيوم الجسم على الحفاظ على وظيفة الخلايا الطبيعية والصحية وتقليل فرص حدوث تغيرات سرطانية في القولون. فيما يلى.. طرق سهلة لزيادة تناول المغنيسيوم بشكل طبيعي فى نظامك الغذائى: لستَ بحاجة إلى الاعتماد على المكملات الغذائية للحصول على ما يكفي من المغنيسيوم، فاتباع نظام غذائي متوازن يُمكنك بسهولة فى تلبية احتياجاتك اليومية، حيث هناك العديد من الأطعمة اليومية غنية بهذا المعدن الحيوي، بالإضافة إلى عناصر غذائية أخرى تُعزز صحتك العامة.. على النحو التالى: الخضراوات الورقية الخضراء تُعدّ الخضراوات الورقية الداكنة، مثل السبانخ والكرنب، هى من أكثر الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، حيث يحتوي كوب واحد فقط من السبانخ المطبوخة على ما يقارب من 160 ملج من المغنيسيوم، أي ما يُقارب نصف الكمية اليومية الموصى بها للنساء، كما أنها غنية بالحديد وفيتامين K ومضادات الأكسدة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للصحة العامة. المكسرات والبذور المكسرات والبذور مثل اللوز، وبذور اليقطين، وبذور دوار الشمس، وبذور الشيا، كلها مصادر ممتازة للمغنيسيوم، فعلى سبيل المثال، تحتوي أونصة واحدة من اللوز المحمص الجاف على حوالي 80 ملج من المغنيسيوم، بينما تحتوي ملعقتان كبيرتان فقط من بذور الشيا على أكثر من 100 ملج، كما أن هذه الوجبات الخفيفة غنية بالدهون الصحية والبروتين، مما يساعد على الشعور بالشبع واستعادة النشاط. الفاصوليا والبقوليات البقوليات، مثل الفاصوليا السوداء والعدس والحمص والفاصوليا الحمراء، هي غنية أيضًا بالمغنيسيوم، بالإضافة إلى محتواها من الألياف والبروتين النباتي والمعادن الأساسية مثل الحديد والبوتاسيوم. الحبوب الكاملة يُعد التحول من الحبوب المُكررة إلى الحبوب الكاملة طريقة سهلة أخرى لزيادة استهلاكك من المغنيسيوم، حيث تحتوي أطعمة مثل الأرز البني والكينوا والشوفان وخبز القمح الكامل على كمية أكبر بكثير من المغنيسيوم مقارنةً بنظيراتها المُصنّعة، بالإضافة إلى جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة. منتجات الألبان قليلة الدسم مع أن منتجات الألبان لا تُعتبر عادةً مصدرًا رئيسيًا للمغنيسيوم، إلا أن الحليب والزبادي والجبن تُوفر كميات معتدلة منه، إلى جانب الكالسيوم والبروتين وفيتامين D، وإضافة الزبادي إلى وجبة الإفطار أو كوجبة خفيفة يُمكن أن يُعطيك دفعة ثابتة من المغنيسيوم والبروبيوتيك المُفيد للأمعاء. الأسماك الدهنية الأسماك الدهنية مثل سمك السلمون والماكريل والهلبوت غني بأحماض أوميجا 3 الدهنية المفيدة للقلب، كما يحتوي على مستويات معتدلة من المغنيسيوم، إن إضافة الأسماك الدهنية إلى وجباتك مرة أو مرتين أسبوعيًا يُسهم في زيادة كمية المغنيسيوم التي تتناولها، ويدعم صحة القلب والأوعية الدموية والدماغ. بذور الشيا بذور الشيا وحدها توفر أكثر من 100 ملليغرام من المغنيسيوم، مما يجعلها إضافة سهلة وغنية بالعناصر الغذائية إلى نظامك الغذائي. تتراوح الكمية اليومية الموصى بها من المغنيسيوم بين 310 و320 ملليجرام للنساء و400 و420 ملليجرام للرجال، ومن خلال دمج مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، مثل الخضراوات الورقية والمكسرات والبذور والبقوليات والحبوب الكاملة والأسماك، في وجباتك اليومية ووجباتك الخفيفة، يمكنك تحقيق هذه الأهداف بسهولة ودعم صحتك العامة.