عرضت قناة اكسترا نيوز، تقريرا تلفزيونيا، من قلب مدينة دهب الساحرة، حيث تكتب المهندسة المصرية كاتي ظريف فصلاً جديداً في قصة تمكين المرأة، بعد أن تركت عالم هندسة الكمبيوتر لتتبع شغفها، محققةً إنجازاً لافتاً بحصولها على شهادة مدربة غوص معتمدة من منظمة "PADI" العالمية، إحدى أكبر وأشهر منظمات الغوص في العالم.

لم تكن رحلة كاتي، البالغة من العمر 45 عاماً، تقليدية، فبعد سنوات من العمل كمهندسة كمبيوتر، قررت أن تترك عالم الشاشات والأرقام وتستبدله بعالم البحار المليء بالأسرار والجمال، وعن هذا التحول تقول كاتي: "شغفي أخذني لأن أذهب إلى أعماق البحار أكثر من أن أعمل بالهندسة التي درستها. أحببت المغامرة، وأردت أن أثبت أنه لا يوجد مستحيل".

تُوجت رحلة كفاحها وإصرارها بحصولها على لقب "مدربة غوص معتمدة"، وهو إنجاز لم يكن سهلاً، بل جاء بعد سنوات من التدريب المكثف والتحديات، لتكسر بذلك الصورة النمطية التي تحصر هذه المهنة في الرجال، وتصبح رمزاً للمرأة المصرية التي لا تعرف المستحيل.

في يوم عادي في دهب، تبدأ كاتي بشرح مبسط وعملي لمعدات الغوص لمتدربيها، تتحدث عن كل قطعة كأنها صديقة قديمة، بكلمات تجمع بين الاحترافية والبساطة، وتزرع الثقة في قلوبهم قبل أن تقودهم إلى عالم ما تحت الماء. وهناك، تتحول إلى قائدة هادئة تشير إلى عجائب الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، محولةً كل غطسة إلى اكتشاف جديد وتجربة لا تُنسى.

تُعد قصة كاتي ظريف أكثر من مجرد نجاح فردي؛ إنها شهادة حية على أن الشغف والإصرار يمكن أن يكسرا أي حواجز مهنية أو اجتماعية. هي اليوم ليست فقط مدربة غوص، بل مصدر إلهام يثبت أن المرأة المصرية قادرة على التألق والنجاح في أي مجال، حتى تلك التي كان يُعتقد أنها حكر على الرجال.