كتبت مروة هريدى

متلازمة حرقة القدمين، تسبب شعورًا بالسخونة أو وخز أو ألم غير طبيعي في باطن أو أصابع القدمين أو الكاحلين، خاصةً في الليل، ورغم أن أسبابها قد تتراوح بين تلف الأعصاب والإفراط البسيط في الاستخدام، إلا أن الانزعاج غالبًا ما يكون مُرهقًا، وفى هذه الحالة تعتبر الاستشارة الطبية ضرورية خاصة مع استمرار الأعراض، مع أنه يمكن لبعض العلاجات المنزلية البسيطة أن تُوفر راحة سريعة، حسبما أفاد تقرير موقع "تايمز أوف انديا".

يُعد تلف الأعصاب الناتج عن داء السكري، أو نقص الفيتامينات، من أكثر الأسباب شيوعًا، كما يمكن أن يُسبب ضعف الدورة الدموية، حيث لا يتدفق الدم بشكل صحيح إلى القدمين، إحساسًا بالحرقان، ومن الأسباب المحتملة الأخرى ارتداء أحذية ضيقة أو غير قابلة للتهوية، والالتهابات الفطرية، وتهيج الجلد.

ونظرًا لاختلاف الأسباب الكامنة، فمن المهم ملاحظة وقت ظهور الأعراض، سواءً في الليل، أو بعد ممارسة النشاط البدني، أو بالتزامن مع مشكلات صحية أخرى، حيث يساعد تحديد السبب الأساسي في اختيار العلاج المناسب.

نقع القدمين فى ملح إبسوم

يُعد نقع القدمين في ماء دافئ ممزوج بملح إبسوم علاجًا منزليًا شائع الاستخدام للاسترخاء وتخفيف الألم، حيث يحتوي ملح إبسوم على المغنيسيوم، الذي يُعتقد أنه يُساعد على استرخاء العضلات وتقليل توتر الأنسجة، وتشير دراسة نُشرت في المعاهد الهندية للصحة (NIH) إلى أن حمامات الماء المالح الدافئة يمكن أن تُساعد في تخفيف آلام القدم لدى الأشخاص المصابين باعتلال الأعصاب المحيطية السكري، والذي غالبًا ما يُسبب إحساسًا حارقًا.

أضف نصف كوب من ملح إبسوم إلى حوض من الماء الدافئ وانقع قدميك لمدة 15-20 دقيقة، حيث يُخفف الألم ويساعدك على الاسترخاء، ويجد الكثيرون هذا العلاج مفيدًا بشكل خاص ليلًا عندما يزداد الشعور بالحرقان، ومع ذلك، من المهم تجنب هذا العلاج إذا كنت تعاني من جروح أو بشرة حساسة للغاية، فقد يُسبب الملح تهيجًا.

نقع القدمين في الماء البارد هي يعمل على تخدير النهايات العصبية وتبريد حرارة القدمين، ولتجربة ذلك، املأ حوضًا صغيرًا بالماء البارد وانقع قدميك لمدة 10-15 دقيقة، حيث يُهدئ هذا النقع المنعش التهيج، ويُخفف الحرارة والانزعاج، خاصةً بعد يوم طويل من الوقوف أو المشي، حيث إن إضافة أملاح إبسوم أو بضع قطرات من الزيوت العطرية مثل النعناع أو اللافندر تُعزز التأثير المُهدئ، ومع ذلك، قد لا يكون نقع القدمين بالماء البارد مناسبًا للجميع، وخاصةً لمن يُعانون من اضطرابات الدورة الدموية، إذ قد يُفاقم البرد الشديد حالتهم، لذلك إذا لاحظتَ تفاقم الأعراض لديك، فمن الأفضل تجنب هذا العلاج.

طريقة RICE هي طريقة موثوقة لتخفيف الألم والتورم في القدمين، خاصةً إذا كان الشعور بالحرقان مرتبطًا بضغط على الأعصاب أو إصابات أو فرط استخدام، وتُتيح راحة القدمين التعافي من الإجهاد، بينما يُساعد وضع كمادات ثلج ملفوفة بقطعة قماش على تقليل الحرارة والالتهاب، ويُمكن للضغط باستخدام ضمادة أو دعامة مُحكمة أن يُسيطر على التورم، كما أن رفع القدمين فوق مستوى القلب يُحسن الدورة الدموية، ويمنع تراكم السوائل، وتُساعد هذه الخطوات مجتمعة على تهدئة التهيج الذي يُساهم في حرقان القدمين، حيث أن المواظبة على هذه الطريقة مهمة، وتكرارها بانتظام قد يُوفر راحة دائمة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الجمع بين RICE والتمدد اللطيف، وارتداء أحذية داعمة، وتجنب الوقوف لفترات طويلة، يُمكن أن يُعزز التعافي ويمنع تكراره.

خل التفاح خيار طبيعي آخر قد يساعد في علاج حرقة القدمين، وعند تخفيفه بالماء، ويمكن استخدامه في نقع القدمين لإنعاشهما وتخفيف الشعور بعدم الراحة، ويعتقد البعض أيضًا أنه قد يساعد في علاج المشكلات البكتيرية أو الفطرية البسيطة التي تُسبب تهيجًا، ولاستخدام هذه الطريقة، امزج القليل من خل التفاح مع الماء وانقع قدميك لمدة 10-15 دقيقة، وبعد النقع، اشطف قدميك ورطبهما لمنع جفافهما، لأن الخل قد يُزيل الرطوبة من الجلد أحيانًا، فإذا كانت بشرتك حساسة جدًا، فمن الأفضل اختبارها على منطقة صغيرة أولًا.

أحيانًا، ترتبط حرقة القدمين بنقص التغذية، وخاصةً نقص فيتامينات ب وأحماض أوميجا 3 الدهنية، التي تلعب دورًا هامًا في تعزيز صحة الأعصاب، وقد تساعد المكملات الغذائية مثل الكركم وزيت السمك والزنجبيل في تخفيف الأعراض، حيث يُعرف الكركم بخصائصه المضادة للالتهابات، ويمكنه دعم وظائف الأعصاب، بينما يُحسن زيت السمك الغني بأحماض أوميجا 3 الدورة الدموية ويحمي الأعصاب، كما أن الزنجبيل، سواءً تم تناوله كمكمل غذائي أو استُخدم في الزيوت، قد يُخفف الالتهاب والشعور بعدم الراحة، وعلى الرغم من سهولة توفر هذه الخيارات الطبيعية، يُنصح باستشارة الطبيب قبل البدء فيها، خاصةً إذا كنت تتناول أدوية بالفعل.

يمكن أن تُخفف العلاجات الموضعية، مثل كريمات الليدوكايين والكابسيسين، من حرقة القدمين، حيث يعمل الليدوكايين على تخدير الجلد وتخفيف الألم، مما يجعله مفيدًا لمن يعانون من انزعاج شديد، أما الكابسيسين، المشتق من الفلفل الحار، فيُعطي شعورًا بالدفء أو الوخز على الجلد، مما يُساعد على تشتيت انتباه الدماغ عن الشعور بالحرقان، وتُوضع هذه الكريمات عادةً على القدمين مباشرةً بكميات صغيرة، ولكن قد لا تُناسب جميع الحالات، إلا أن الكثيرين يجدونها مفيدة في تخفيف الألم العصبي، ولكن اغسل يديك جيدًا بعد وضع الكابسيسين لتجنب تهيج مناطق أخرى.

يُعدّ تدليك القدمين من أكثر الطرق فعالية لتخفيف حرقة القدم وتعزيز الاسترخاء، حيث يُحفز التدليك تدفق الدم، ويُخفف توتر الأنسجة، ويُمكنك تدليك قدميك بلطف في المنزل باستخدام زيت دافئ، مثل زيت جوز الهند أو زيت الزيتون، لتأثير مُهدئ، كما يُساعد التدليك المُنتظم على استرخاء العقل والجسم، ويُحسن النوم الذي غالبًا ما يُزعجه حرقان القدمين ليلًا.

قد تكون العلاجات المنزلية فعالة في علاج حرقة القدمين الخفيفة أو المؤقتة، ولكن الرعاية الطبية ضرورية إذا استمرت المشكلة أو تفاقمت، حيث يجب استشارة الطبيب إذا كان الألم الحارق شديدًا، أو أعاق نومك، أو كان مصحوبًا بخدر أو تورم أو ضعف أو تقرحات لا تلتئم، كما يجب على الأشخاص المصابين بأمراض مثل داء السكري توخي الحذر الشديد، لأن حرقة القدمين قد تشير إلى تلف الأعصاب، حيث يحدد الطبيب السبب الجذري لحرقة القدمين مع وصف العلاجات المناسبة، مثل الأدوية والعلاج الطبيعي.