كتبت: دانه الحديدىالجمعة، 03 أكتوبر 2025 06:00 ص رغم أن الطيران يعد من أكثر وسائل السفر الآمنة على مستوى العالم، لكن بعض الباحثين قالوا إن هناك بعض المخاطر الصحية الخفية الكامنة في رحلات الجو، خاص بالنسبة للأشخاص الذين يسافرون بشكل متكرر ولرحلات تستغرق ساعات طويلة. ووفقا لموقع "Web MD"، قالت إيلين ماكنيلي ، خبيرة الأوبئة في كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة، إنه يوجد بعض عوامل الخطر المرتبطة بالطيران ، مثل انخفاض ضغط المقصورة، والإشعاع الكوني، ووجود مواد كيميائية ضئيلة في هواء المقصورة، والتي قد تساهم بارتفاع مخاطر الإصابة بالسرطان، وجلطات الدم، والأعراض العصبية. وأضافت ماكنيلي أن على الرغم من أن هذه المخاطر تظهر بصورة أكبر لدى أطقم الطيران، الذين يقضون مئات الساعات سنويًا على ارتفاعات عالية، إلا إنها قد تؤثر أيضًا على المسافرين الدائمين. اهم المخاطر المرتبطة بالطيران تأثير الضغط الجوى على القلب يُضبط ضغط مقصورة الطائرة التجارية على ارتفاع يتراوح بين 6000 و8000 قدم، حيث يقلل هذا الضغط الجوي المنخفض من كمية الأكسجين التي يتنفسها الركاب، مما قد يُخفض مستويات تشبع الدم لديهم، وفي إحدى الدراسات، انخفضت قراءات مقياس التأكسج النبضي للمسافرين الأصحاء من 97% إلى 93% في المتوسط عند ارتفاع الطيران، وهو مستوى قد يستدعي استشارة الطبيب إذا كنت على الأرض. يجبر نقص الأكسجين، أو انخفاض مستويات الأكسجين في أنسجة مختلفة، القلب على بذل جهد أكبر للحفاظ على عمل الجسم، وكشفت دراسة أخرى أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، والذين يعانون من مشاكل في القلب أو الأوعية الدموية، قد يكونون أكثر عرضة لخطر عدم انتظام ضربات القلب الناجم عن الطيران. وينصح بالنسبة لكبار السن ومرضى القلب، بإستشارة الطبيب قبل السفر والتأكد من الحصول على العلاج اللازم، كذلك التواصل مع طاقم الطيران في حالة الشعور بأى أعراض مرضية. الجلطات الوريدية أحد المخاطر المعروفة للطيران، وتحديدا بالرحلات الطويلة، إمكانية التعرض لحدوث جلطات الدم، والذي يحدث أحيانًا بسبب الجلوس لفترات طويلة، ويزيد نقص الأكسجين على متن الطائرات من هذا الخطر، ويزداد الخطر بنحو 26% لكل ساعتين إضافيتين يقضيهما الشخص جالسًا أثناء الرحلة. ووجدت إحدى الدراسات أنه ارتفع من حوالي حالة واحدة لكل 1,000 شخص سنويًا لغير المسافرين إلى حوالي 3 لكل 1,000 للمسافرين على متن رحلات طويلة ، أكثر من أربع ساعات، أي ما يقرب من حالة إضافية لكل 300 شخص تمت متابعتهم لمدة عام، كما أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يسافرون بشكل متكرر بالطائرة، والذين يسافرون خمس رحلات على الأقل خلال فترة ثمانية أسابيع، يرتفع خطر الإصابة بجلطة دموية بنحو سبعة أضعاف. وينصح المسافرون، خاصة بالرحلات الطويلة، بالحفاظ على تدفق الدم من خلال المشي أو الوقوف أو التمدد بشكل متكرر أثناء الرحلة، مع إمكانية ارتداء جوارب الضغط. ارتفاع خطر الإشعاع الكوني الطيران يعني فقداننا جزءًا من حماية الغلاف الجوي من الإشعاع الكوني ، الذي قد يتخلل هيكل الطائرة، وعلى ارتفاعات الطيران، تكون جرعات الإشعاع أعلى، وتحديدا على المسارات القطبية، حيث يكون الدرع المغناطيسي للأرض في أضعف حالاته . رغم أن جرعات الطيران الفردية منخفضة نسبيًا ، إلا أنها قد تتراكم، ويمكن أن يُسبب الإشعاع السرطان، وقد كشف بحث أُجري عام ٢٠١٩ أن خطر الإصابة بسرطان الجلد لدى الطيارين ومضيفات الطيران، يزيد عن ضعف خطر الإصابة به لدى عامة السكان، وتشير دراسات أخرى إلى أن مضيفات الطيران أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة ٥١٪، وخطر الإصابة بسرطان الجلد غير الميلانيني أعلى بأربع مرات، كما أن قدرة الجسم على إصلاح الحمض النووي (DNA) كانت أقل بكثير بعد الرحلة الجوية، وتُساعد هذه القدرة على الإصلاح في الحماية من السرطان. جودة الهواء في المقصورة أثار الهواء الذي نتنفسه على متن الطائرات مخاوف بعض الباحثين، حيث تستخدم الطائرات هواءً ساخنًا عالي الضغط من محركاتها لتشغيل بعض أنظمة الطائرة، يطلق عليه اسم "الهواء المُستنزف" ، وتشير بعض الدراسات إلى أن الفوسفات العضوي، وهي مواد كيميائية تُستخدم في بعض سوائل الطيران، قد تدخل هواء المقصورة أحيانًا. ووفقا للهيئة العالمية لجودة هواء المقصورة، مستويات هذه المواد عادةً ما تكون "منخفضة جدًا"، لكن خلال ما يُسمى بحوادث الدخان، قد تصل مستويات أعلى من المعدل الطبيعي من دخان زيت المحرك أو أبخرة السوائل الهيدروليكية إلى المقصورة بسبب مشاكل فنية، وتتفاوت تقديرات الأبحاث حول معدل حدوث ذلك بشكل كبير، حيث تتراوح بين رحلة واحدة من أصل 66 رحلة إلى رحلة واحدة من أصل 2000 رحلة. واقترح بعض الباحثين، وجود صلة محتملة بين التعرض المزمن والحاد لبعض المواد الكيميائية في هواء المقصورة ،وحالة تُعرف أحيانًا باسم "متلازمة التسمم الجوي"، وهو مصطلح يُستخدم لوصف مجموعة من الأعراض التي أبلغ عنها بعض الطيارين وطاقم المقصورة، مثل الصداع والدوار والغثيان والقيء. وينصح بارتداء ماسك طبى، وان يتواصل الركاب مع مضيفات الطيران إذا اشتبهوا في وجود رائحة أبخرة. التأثيرات على الأذن الوسطى يمكن أن تُسبب تغيرات ضغط المقصورة أيضًا رضحًا ضغطيًا في الأذن الوسطى، و في دراسة فنلندية، أفاد ما يصل إلى 85% من أفراد طاقم الطائرة بتعرضهم لنوبة واحدة على الأقل، وخضع حوالي 5% منهم لجراحة لعلاجها. وتتراوح الأعراض بين الخفيفة والشديدة، وغالبًا ما تشمل شعورًا بانسداد في الأذنين، وضعفًا في السمع، وألمًا في الأذن،في حالات نادرة، قد يؤثر الضغط على العصب الوجهي، مما يؤدي إلى تنميل مؤقت في الوجه أو حتى شلل (يشبه السكتة الدماغية). وفى حالة التعرض لرضح ضغطي، توصى مثل إرشادات الجمعية البريطانية لأمراض الصدر، بالانتظار حتى تختفي الأعراض قبل ركوب الطائرة مرة أخرى، وقد يستغرق ذلك ما بين أسبوع وستة أسابيع، كما يمكن لمزيلات الاحتقان الفموية أو الأنفية أن تساعد في تخفيف الأعراض، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ، كذلك ينصح المسافرين الذين يعانون من التهابات الأذن والأنف، والجيوب الأنفية أو احتقان شديد، بتأجيل السفر لتقليل خطر إصابتهم، وفى حالة وجود إصابة بالربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، فمن الأفضل استشارة طبيبك قبل السفر.