سوهاج محمود مقبول

يُعد متحف سوهاج القومى، من أبرز المشاريع الثقافية والسياحية التى تسلط الضوء على التراث المصرى العريق فى صعيد مصر بعد توقف استمر لعقود، تحول المتحف إلى منارة ثقافية تجمع بين التاريخ والفن والتعليم، مما يعزز من مكانة محافظة سوهاج على الخريطة السياحية، ويعكس المتحف الجهود المستمرة للحفاظ على آثار مصر وتاريخها الغنى، ويعتبر خطوة مهمة فى إطار توجه الدولة نحو استعادة القيمة التاريخية للمناطق الأثرية فى الصعيد، الذى طالما كان مهملًا على مدار العقود الماضية.

تم إنشاء المتحف على كورنيش النيل ليصبح واجهة سياحية متكاملة تضم مزيجًا فريدًا من القطع الأثرية التى تمتد عبر حقب زمنية مختلفة، بدءًا من العصر الفرعونى وصولًا إلى العصر الإسلامى مع هذا المشروع، بدأت محافظة سوهاج تتحول تدريجيًا إلى وجهة سياحية رئيسية فى صعيد مصر، مما يشير إلى اهتمام متزايد بتطوير البنية التحتية السياحية والثقافية فى المنطقة.

بدأت فكرة إنشاء متحف سوهاج القومى فى أوائل الثمانينيات، حيث تم وضع حجر الأساس فى عام 1981 بهدف تجميع القطع الأثرية المهمة والنادرة من المحافظة والمناطق المجاورة وكان الغرض من إنشاء المتحف هو عرض التاريخ الغنى لمحافظة سوهاج، التى تعتبر مركزًا حضاريًا يعود إلى آلاف السنين، حيث احتضنت العديد من الحضارات المختلفة ومع ذلك، لم يكتمل المشروع لأسباب متعددة، بما فى ذلك العقبات الهندسية والفنية، واستمر التوقف لسنوات.

فى عام 1990، تم إعادة إحياء المشروع مرة أخرى بعد تخصيص مساحة 8700 متر مربع على كورنيش النيل، وأعيد وضع حجر الأساس، مع وعد بسرعة الانتهاء منه ومع ذلك، وعلى الرغم من التقدم فى بعض المراحل، ظل المشروع متعثرًا حتى تم استئناف العمل بشكل جدى فى السنوات الأخيرة بعد سنوات من التأخير، تم استكمال المتحف ليصبح واحدًا من أهم المعالم الثقافية فى مصر وهذا الأمر يرجع إلى إهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بالأمر وإصدار التوجيهات اللازمة بإنهاء العمل وقام بافتتاحه.

ويتكون المتحف من طابقين رئيسيين، صُمم كل منهما ليروى قصصًا تاريخية غنية عن تطور الحضارة المصرية، الطابق الأول يضم ست قاعات تعرض جوانب متعددة من الحياة المصرية القديمة، بما فى ذلك الملكية المصرية خلال عصر الأسرة الثانية، والتى خرج منها ملوك معروفون فى التاريخ المصرى القديم تم اختيار القطع الأثرية المعروضة بعناية لتوثيق هذا التاريخ، بما فى ذلك قطع تمثل مدينة أخميم التى اشتهرت عبر العصور بصناعة النسيج.

كما يضم الطابق الأول معروضات توضح الحياة اليومية للأسرة المصرية القديمة، من مأكل ومشرب، وأدوات زراعية، وملابس، هذه المعروضات تقدم لمحة عن كيفية تفاعل المصريين القدماء مع بيئتهم واستخدام الموارد الطبيعية فى حياتهم اليومية، مما يُظهر تطور الحضارة المصرية على مر العصور.

أما الطابق الأرضى، فيركز على الفكر الدينى للمصريين القدماء، حيث يعرض كيف كان المصرى القديم يؤمن بتعدد الآلهة، وكيف انعكست هذه المعتقدات على الطقوس الجنائزية والتحنيط، توضح المعروضات فى هذا الجزء من المتحف استعداد المصريين للحياة الآخرة، وكيف كانوا يهتمون بتجهيز مقابرهم بعناية لرحلة ما بعد الموت.

وإحدى أبرز القصص التى يعرضها المتحف هى قصة الحج إلى أبيدوس، وهى مدينة مقدسة فى سوهاج كانت تُعد مركزًا دينيًا مهمًا فى مصر القديمة، الحج إلى أبيدوس كان يعبر عن التواصل الروحى مع المعبود أوزوريس، ويُعتبر هذا الطقس الدينى واحدًا من أهم المناسك التى مارسوها المصريون القدماء، واستمر هذا التقليد حتى العصور القبطية والإسلامية.

المتحف يبرز أيضًا أهمية محافظة سوهاج كواحدة من أقدم المحافظات التى احتضنت هذه الطقوس الدينية، وتُعرض قطع أثرية فريدة تعكس هذا التراث، بما فى ذلك معروضات من العصر اليونانى والقبطى والإسلامى، لتوضح كيف استمر الحج والعبادة فى مصر عبر العصور المختلفة.

وتمثل إعادة إحياء متحف سوهاج القومى جزءًا من الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة للحفاظ على التراث الثقافى والأثرى فى مصر، هذا المشروع ليس فقط رمزًا لإعادة تطوير المناطق الأثرية، ولكنه أيضًا خطوة هامة فى إطار برنامج الدولة لتعزيز السياحة الثقافية وتنمية الموارد السياحية فى المناطق الأقل تطورًا يأتى تطوير المتحف ضمن رؤية شاملة تهدف إلى دعم التنمية المستدامة، من خلال توفير الفرص السياحية وتعزيز الهوية الثقافية المصرية.

يُعد متحف سوهاج القومى أحد الإنجازات الثقافية الهامة التى تُعزز مكانة سوهاج كمحافظة تاريخية غنية بالآثار، والمتحف يوفر فرصة فريدة للزوار للتعرف على التاريخ العريق للمنطقة، ويقدم تجربة تعليمية وسياحية ممتعة تجذب مختلف الفئات العمرية، من الباحثين فى علم الآثار إلى الأطفال والشباب.

كما يُساهم المتحف فى رفع مستوى الوعى بأهمية الحفاظ على التراث الثقافى، ويشجع على الاهتمام بالتاريخ المصرى القديم بالإضافة إلى دوره كمركز تعليمى، يقدم المتحف برامج وورش عمل تُعنى بتعريف الجمهور بأهمية الآثار وكيفية الحفاظ عليها، ما يُعزز من دور المتحف كمؤسسة ثقافية متكاملة.

قطع أثرية فى متحف سوهاج القومى 

مقتنيات متحف سوهاج القومى

متحف سوهاج 

مقتنيات متحف سوهاج القومى

مقتنيات متحف سوهاج

مقتنيات المتحف

مقتنيات المتحف

متحف سوهاج القومى

مقتنيات المتحف 

زخارف

أوانى أثرية

مخطوطات  نادرة

مقتنيات المتحف

مقتنيات متحف سوهاج القومى