الوادى الجديد-ماهر أبو نور
الأحد، 11 مايو 2025 12:00 صما زالت قلعة طابية الدراويش الأثرية شاهد عيان على أغرب قصة هجوم واختطاف أعيان باريس التابعة لمحافظة الوادي الجديد والتى قام بها أنصار عبد الله التعايشي السوداني بعد توغلهم فى الصحراء حتى وصلوا لمشارف باريس وتحصنوا فى تلك الطابية وبدأوا منها الهجوم على القرية وأسروا منها 11 شخصا بعد أن طلبوا منهم اعلان الولاء لقائدهم المهدى واصطحبوهم إلى السودان وما أن تدخل الجيش النظامى المصري انذاك حتى انتهت هذه الحركة تماما وعاد الأسرى إلى قريتهم بإستثناء المأذون الذى وافته المنية بصورة طبيعية هناك وتظل تلك الطابية شاهدا على استخدامها كحصن للصوص ضد أهالى القرية المسالمين.
وتعتبر منطقة طابية الدراويش من أهم المواقع الأثرية بنطاق مدينة باريس والتى تم بناؤها لصد هجمات الغزاة الجنوبيين وبربر جنوب الصحراء الكبرى من الغرب، ولكن احتلها لصوص الجنوب وسميت بطابية الدراويش نسبة إلى دراويش السودان الذين كانوا يغيرون بين الحين والآخر على أهل الواحة ليسلبوا ويسرقوا خيراتها التى ما زالت باقية منذ عهد الفراعنة الذين كانوا يهتمون بهدوء المنطقة واستقرارها
وتضم المنطقة عدد من المعالم الطبيعية وتشمل عين طابية وهي نبع ماء طبيعي غني بالمعادن، جبل طابية وهو جبل شاهق يطل على المنطقة، واحة طابية وهي واحة صغيرة خضراء مليئة بأشجار النخيل، مغارة طابية وهي مغارة طبيعية كبيرة مليئة بالرسومات والنقوش الصخرية وكانت عبارة عن 5 طوابي اندثرت اغلبها عدا الطابية الخامسة والباقية بشكل كامل تقع جنوب قرية المكس القبلي على بعد 20 كم جنوب مدينة باريس، شيدت في القرن التاسع عشر الميلادي، شيدها الحاكم العسكري اليوزباشي خليل حمدي أفندي، حكمدار، قومندان واحة باريس، الطابية الباقية شيدت على مسقط مربع من أسفل يضيق كلما اتجهنا إلى أعلى، تبلغ مساحتها من أسفل حوالي (5×5م) ومن أعلى حوالي 3×3 مترًا، ويصل ارتفاعها إلى حوالي 10 أمتار، ويبلغ إجمالي مساحتها 47.60 مترًا مربعًا.
وجرى تسجيل الطابية كمنطقة أثرية بالقرار رقم 573 لسنة 2000 وفي عام 1893م، الموافق 1310هـ قامت قوة من "الدراويش" لاستكشاف الطريق الموصل بين مصر والسودان عن طريق واحة باريس من جهة، ومن جهة أخرى للبحث في إمكان إيجاد قاعدة عسكرية لهم في هذه الواحة، تصلح لاتخاذها لمهاجمة القطر المصري متى أرادوا القيام بذلك، وفي اليوم الأول من شهر أغسطس سنة 1893م وصلت طلائعهم إلى بلدة باريس.
وتم بناء الطابية على مصطبتين من الطوب يبلغ ارتفاع السفلى منها 50 مترًا وطولها حوالي 33.80 مترًا، وبعرض يصل إلى 22.60 مترًا، والمصطبة العليا تبلغ نفس ارتفاع السفلى، ولكنها أقل منها في المساحة، ويمكن الوصول إليها من خلال درجين سلم بكل منهما درجتي سلم في الجزء الشمالي الغربي من المصطبة الأولى و شيدت من الطوب اللبن، أما عن طرق التسقيف فقد سقف كلًا الطابقين بسقف استخدمت فيه الأعتاب الخشبية من أخشاب الجريد محمولة على جذوع النخيل وأفلاق الدوم في التسقيف، ما كان له أسوأ الأثر على مبنى الطابية من حيث تأثير حشرة النمل الأبيض "القرضة"
وجرى إلحاق بعض الوحدات المعمارية بالطابية من الخارج، وتضمنت هذه الملحقات حجرتين مستطيلتين واحدة منهما، وهي الأكبر في المساحة، متاخمة للقطاع الشمالي الغربي من الواجهة الشمالية للطابية، بينما تقع الحجرة الأخرى متاخمة للقطاع الشمالي الغربي للواجهة الغربية للطابية وملحقات الطابية عبارة عن حجرتين مستطيلتين أُضيفتا لاحقًا لها، أكبرهما يبلغ طولها 6.10 أمتار وعرضها 3.60 أمتار، مسقوفة بأشجار الدوم، وعيدان وسعف النخيل، وبالنسبة للحجرة الصغرى فطولها 1.50م وعرضها 1.30م مغطاة بسقف يُشبه سقف الحجرة السابقة، وهذه الملحقات ربما كانت تُستخدم كمستودع للأسلحة أو كثكنات لجنود الطابية.

القلعة

الوفود السياحية فى زيارة الى القلعة

جانب الطابية من الخارج وزيارة وفود سياحية الى المكان

وفود فى القلعة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.