حمدي رزق
في شؤون الترفيه
احتراز وجوبى، لست من المدعوين لحفلات الترفيه، ولا أروم دعوة، لا طالب ولا مطلوب.
وأسجل تحفظا على بعض صور الترفيه، وأخشى، مثل كثير، من استلاب واستنفاد قوى مصر الناعمة فى موسم الترفيه.. ومواسم أخرى.
الحمقة الاستنكارية، أقصد الحملة الانكشارية من بعض المنصات الإلكترونية على حفلات الترفيه فى العربية السعودية تحمل شبهة تدخل غير حميد فى شؤون داخلية خالصة.
معلوم، أهل مكة أدرى بشعابها، لستم مدعوين لهذه الحفلات، وعندما تدعون لاحقا من فضلكم تعتذروا بكل أدب واحتشام.
الوصاية الأخلاقية الموهومة على فعاليات موسم الرياض ومواسم أخرى للترفيه، محض تزيد إلكترونى تحركه فى الغالب تيارات سلفية أضيرت بشدة من التحول الحادث فى العربية السعودية، وما أحدثه من خلخلة قل (زلزلة) لعروش السلفية المتجذرة فى الربع الخالى من المدنية فى المنطقة العربية.
ما يحدث فى العربية السعودية من ثورة تجديدية تنويرية تتصل بالفنون والآداب، وتفتح النوافذ للإبداعات، مسرحية وسينمائية وترفيهية، جديرة بالاحتفاء، والتشجيع المرتهن بقناعات تنويرية ظلت عقودا محلقة فى فراغ لا نهائى، لا محل لها من الإعراب الواقعى.
وتعجب من تردد، وتقاعس نفر من التنويرين العرب عن دعم هذا الاتجاه التنويرى، رغم موقفهم الناقد تاريخيا لمرحلة الانغلاق التى طالت عقودا، ويتفاعلون مع الموجات الاستنكارية السلفية دون تبصر للمآلات التنويريالحادث فى العربية السعودية يخصها بقدر ما يؤثر فى محيطها، والوصاية الموهومة لا تشغل بال القائمين على الفكرة، ويجتهدون فى رعايتها، ويهيئون لها أسباب تطورها، ويرفدونها بأفكار مستجدة، ويجمعون لها ما استطاعوا من نجوم وفنون العالم.
المس بقدسية المقدسات فى بلاد الحرمين الشريفين، حديث مخاتل، فيه خلط جغرافى متعمد، مكة والمدينة فى غلالة من نور، حديث المقدسات يشحن النفوس، ويجيش العواطف، والمقدسات فى أيادٍ أمينة وتشهد تطورا فى البنية الأساسية والخدماتية لم تشهده قبلا، وزوار الحرمين يشهدون بهذا.
دغدغة العواطف الدينية، وتجييشها فى حملات الكراهية الإلكترونية تجاه العربية السعودية، والحط على مواسم الترفيه، وسيلين ديون وجينيفر لوبيز، والكاسيات العاريات، ليست براء.. وراء الأكمة ما وراءها من سلفية متربصة.. وتنويرية حانقة، ولكل أسبابه.
هناك من يسوءه رؤية «المملكة الجديدة»، يحن لأيام جماعات «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، المصنع الرئيسى أغلق أبوابه، والوكلاء فى المنطقة العربية يبيعون متبقيات عقود خلت.
السلفية فكرة حية تسعى كالحيات، لاتزال رابضة فى بعض العقول التى تستبطن وتحن لعقود السيطرة الدينية على عقول المجتمعات العربية.
تعدد مراكز التنوير العربية، استيقاظ القاهرة، تونس، مراكش، علامة صحة، واستعادة دمشق وبيروت وبغداد من طى النسيان، يزعج السلفية المتمددة فى البراح، يقض مضاجع العاملين عليها، والمتربحين منها.. لهم فى السلفية مآرب أخرى، ولا ينبئك مثل تنويرى مصرى خبير بخبيئة هذه التيارات التى تتشح بعباءة الخلافة..
الكوكبية الثقافية، العالم صار (غرفة شات) متناهية الصغر، ومواكبة العالم تنويرا، وثقافة، وفنونا، ورياضة، ليس عيبا نتخفى منه حجبا ومنعا، والأجيال العربية الشابة تتطلع لممارسة حياتها دون وصاية أبوية كانت، أو دينية سلفية، أو سلطوية مزمنة، مضى زمن الانغلاق، والخوف من الثقافات العابرة كمهددات للهوية الوطنية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.