عقارات / متر مربع

حمدي رزق : ماهية حزب الجبهة الوطنية؟!

حمدي رزق

 ماهية حزب الجبهة الوطنية؟!

من لزوميات ما يلزم، مقولة منسوبة للإمام الشافعى تقول: «رأيى صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب».

‏مبكر جدًا أن أكتب هذه السطور، والحكمة تقتضى الانتظار (هنيهة) حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود، ويطلع على «حزب الجبهة الوطنية» النهار السياسى، وتتضح قبلته السياسية، وبرنامجه الذى يرسم توجهه يمينًا أو يسارًا أو فى الوسط؟

ماهية الحزب، هل هو حزب مستدام يخاطب المستقبل ببرنامج ينتمى لعصر الذكاء السياسى، أم جبهة حزبية عريضة (من اسمه) تشكلت على عجل، وبشكل مؤقت، لتلبية الاستحقاق البرلمانى فى عام جديد، وبعدها يدخل حظيرة «الأحزاب الداجنة» التى تظهر فى الاستحقاقات الانتخابية الوطنية على خجل سياسى؟

تقديرى، وقد أكون مخطئًا، إعلان «حزب الجبهة الوطنية» إذا حسنت النوايا وأحسن صنعته، مثل قبلة حياة للحياة الحزبية التى كادت أن تموت إكلينيكيًا، دخلت فى سُبات عميق، أخشى غيبوبة سياسية، إعلان الحزب مثل صدمة كهربائية ربما تُنعش القلب العليل.

منذ أن كان نطفة حزبية تحاصره التخمينات، وبمجرد الإعلان عن تشكيل الهيئة التأسيسية، وإعلان البيان الافتتاحى سرى تيار فى الجثة الحزبية الهامدة، مثل حجر ثقيل أُلقى فى البحيرة الحزبية الساكنة، خلف دوائر تتسع مداها سياسيًا يومًا بعد يوم.

تتعدد التخمينات، ما بين معارض للحزب يرفضه دون تمحيص فى ماهيته، ومؤيد لتأسيسه يدعمه قبل أن يتبين ملامحه، ما خلفه الحزب من توقعات مستقبلية وتأويلات سياسية، وحسابات مرحلية تتعلق بالانتخابات البرلمانية المقبلة، تتلاطم الأمواج السياسية من حوله.

أسمع فى الحوار هسسًا حزبيًا، وحسابات صامتة، هل تندثر أحزاب بعينها كانت مِلء السمع والبصر، اندماجًا فى الحزب العريض (الجبهة)؟ هل يقود الحزب جبهة عريضة من الأحزاب على نهجه (حزب مستقبل وطن، وحماة وطن)، تخوض الانتخابات البرلمانية يكون الحزب فيها بمثابة رأس الحربة؟

 

وماذا عن بقية الأحزاب التى كانت تحلم بقضمة من الكيكة انتخابًا أو تعيينًا؟

حزب الجبهة بأسماء هيئته التأسيسية وإمكاناتها المالية، تشكل قوام حزب كبير، حزب «كومبو»، وماذا عن الأحزاب المتوسطة والصغيرة، وتلك على قد الحال، تشكو الفاقة العضوية، يقينى أن حزب الجبهة باعتباره جبهة فى حزب يستوجب نفرة الأحزاب المتناثرة إلى تشكيل جبهات وتكتلات حزبية فى المواجهة السياسية.

جبهة يمينية يقودها «حزب الوفد» فى استفاقة لمستقبله يسنده ماضٍ حزبى سياسى عريق، وتضم أطياف اليمين الحزبى بأفكاره الليبرالية، وجبهة اشتراكية يسارية يقودها «حزب التجمع» الذى يعانى رغم ذخيرته الفكرية، وتضم أطياف اليسار الحزبى بأفكاره الاشتراكية. وهكذا تنتظم الحياة الحزبية بين ثلاثة تكتلات سياسية، تتنافس بينها، ما يضمن حراكًا حزبيًا طال انتظاره.. بل وتمنيه.

لو انتظمت الحياة الحزبية سياسيًا على هذا المنوال العريض أفقيًا ورأسيًا نعوض سريعًا (الفاقد الوطنى) من الحراك الحزبى، ونذهب سريعًا إلى حالة حزبية نشطة، ما يؤهل إلى منافسة حزبية على مقاعد البرلمان المقبل بعيدًا عن المخصصات البغيضة التى تُقعد الأحزاب عن دورها السياسى.

أقله إذا كان حزب الجبهة سيكون حزب الموالاة وهذا ليس عيبًا سياسيًا يتدارى منه الحزب، نضمن معارضة حزبية على قواعد وطنية مستقرة، ويتوفر (ظهير حزبى) للجمهورية الجديدة التى تستحق أحزابًا حقيقية، وليس أحزابًا شكلية أو على سرير فى غرفة عناية سياسية مركزة.

مضى زمن الأحزاب الداجنة، فرصة لأحزاب وتكتلات وجبهات نشطة تصيح سياسيًا، متنافسة على رضا المواطن، ورضا الشارع أسمى أمانينا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا