نجوميات
لماذا تفشل الأمم ؟!
محمد نجم
هذا الكتاب المذهل لم يحظ بالاهتمام الكافى فى مصر والدول العربية، إلا بعد أن حصل مؤلفاه على جائزة نوبل فى الاقتصاد.. مع أنه لا غنى عن قراءته واستيعاب رسالته لكل من يعمل بالعمل العام، وخاصة فى السياسة والاقتصاد!.
فقد صدر فى أمريكا منذ 10 سنوات وترجمه إلى العربية “بدران حامد”، ونشره الصديق “محمد وفائى”، فى أكثر من 620 صفحة من الحجم الكبير.
وفكرة الكتاب التى طرحها المؤلفان فى صورة سؤال واضح ومباشر: ما الذى يجعل بعض الدول غنية والبعض الآخر فقيرًا؟!.. ولكنهما صالا وجالا فى جميع دول ومناطق العالم لرصد ما جرى من ثورات سياسية وتغيرات اجتماعية على مدى ربعمائة عام مضت، وبذلا جهدًا خارقًا فى جمع مادة الكتاب وإجراء لقاءات مباشرة مع أشخاص عاديين ازدحم بهم ميدان التحرير عام 2011!.
وسواء كان الكتاب تاريخيا فى الاقتصاد السياسى أم كان كتابا اقتصاديا لبعض الدول والمناطق، إلا أنه احتوى على الكثير من الأمثلة والنماذج التاريخية التى تؤكد الفكرة الأساسية للكتاب، وهى لا الموقع الجغرافى ولا الماضى الحضارى، ولا الثقافة السائدة يمكنها وحدها تحقيق “التنمية الاقتصادية المستدامة”،
إنما التقدم والازدهار الاقتصادى، وتجنب الفقر يتحقق من خلال: المؤسسات الفاعلة والسياسات الرشيدة، حيث يقارن الكتاب بين مستويات المعيشة فى أمريكا وأوروبا والدول المتقدمة وبين الدول الإفريقية جنوب الصحراء، ودول أمريكا الوسطى، وجنوب آسيا.
والكتاب غني بحكايات ومواقف تدمع لها العين من شدة طرافتها وغرابتها، منها مثلا: فوز الرئيس الأسبق لزيمبابوى بجائزة اليانصيب الكبرى عام 2000، وقدرها 100 ألف دولار!.
وأجرى المؤلفان مقارنة بين مدينتين متجاورتين تحملان ذات الاسم، أحدهما فى ولاية أريزونا الأمريكية، والأخرى فى مقاطعة توتاليس بولاية سونورا المكسيكية، حيث يقيم فيهما نفس الأشخاص، ويحملون ذات الثقافة، ونفس الموقع الجغرافى، إلا أن إحداهما غنية والأخرى فقيرة بسبب المؤسسات وأسلوب الإدارة المختلفتين، فالتاريخ والجغرافيا ليس قدرًا مقدرًا على بعض البلاد والعباد.
وفيما يتعلق بمصر، وبعد سرد للأوضاع قبل 2011، يرصد المؤلفان انتشار الفقر فيها، حيث يراها الأكاديميون الموقع وطبيعة الأرض الصحراوية، إلى جانب السمات الثقافية للمصريين، بينما يرى الاقتصاديون أهمية توافر السياسات الرشيدة والإدارة الكفء!
ويرى المؤلفان أن “شباب التحرير”، كانوا على حق بتبنيهم القاعدة الأساسية للتقدم “المؤسسات القوية والحكم الرشيد”.
وقد حصل مؤلفاه (دارن أسيمو جلو، وجيمس روبنسون) على التكريم الذى يستحقانه.
يبقى أن نقرأه ونستفيد بما انتهى إليه.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.