عقارات / متر مربع

صفقة القرن الأخطر : إيران تشتري ١٠٠ طائرة مقابل سكوت أمريكا عن النووي

وجهة نظر ..

صفقة البرنامج النووى بين واشنطن وطهران :
شراء إيران ١٠٠ طائرة “بوينج” ..
مقابل غض الطرف عن برنامجها النووى ..!!
————————————

السيد هانى ..

————————————
سأبدأ بالإشارة إلى أن فرق الخبراء التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية .. التى ذهبت إلى إيران للتفتيش على برنامجها النووى ..”تاهت” فى جبال إيران .. ولم تستطع تكوين فكرة محددة عن حجم البرنامج النووى الذى ذهبت للتفتيش عليه .. ولا عن درجة تخصيب اليورانيوم التى تتم فى هذا البرنامج .. ولا عن حجم مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ..
.. وكانت فى كل مرة “تعود كما ذهبت” .. !
* الدليل على ذلك :

١- أن هذه الفرق لم يسمح لها بزيارة كل المواقع النووية فى إيران .. سمح لها بزيارة بعض المواقع .. ولم يسمح لها بزيارة مواقع أخرى ..!

٢- عندما طلبت هذه الفرق وضع كاميرات مراقبة فى بعض المواقع النووية .. لم توافق إيران فى البداية .. ثم وافقت بعد ذلك فى إطار “المساومة” على الإفراج عن جزء من أرصدتها المالية فى الخارج .. وتم بالفعل وضع كاميرات المراقبة فى المواقع التى حددتها إيران .. وليس فى كل المواقع ..!

٣- هكذا فإن فرق التفتيش .. اشترت الكاميرات .. ونصبتها .. ثم انتظرت الصور التى ستسجلها هذه الكاميرات .. لكن المفاجأة أن الإيرانين لم يسمحوا لهم بتفريغ الأفلام التى صورتها الكاميرات أو الإطلاع على محتواها ..

* الخلاصة أن فرق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يسمح لها بزيارة كل المواقع النووية فى إيران .. ولا بالاطلاع على الأفلام التى صورتها كاميرات المراقبة فى المواقع التى زاروها ..

 

* أليس فى ذلك دليلا على أن إيران انتجت السلاح النووى بالفعل .. ولم تسمح للفرق الدولية بالوقوف على حقيقة الأمر ..

* وإلا بماذا نفسر أن فرق الوكالة الدولية للطاقة الذرية .. التى أصرت على تفتيش غرفة نوم الرئيس العراقى السابق صدام حسين ، وكذلك دورات المياة المخصصة للنساء فى للبحث عن الأسلحة النووية .. لم يسمح لها بالوصول إلى بعض مواقع البرنامج النووى فى إيران ..؟

* * *

نأتى إلى الإتفاق النووى الذى تم التوقيع عليه يوم ١٤ يوليو ٢٠١٥ بين إيران ومجموعة (٥+١) .. وهى الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن + ألمانيا ..

لقد وصفت هذا الإتفاق فى المقال السابق بأنه ملئ بالثقوب .. التى نفذت منها إيران وانتجت سلاحها النووى ..

* إذن لماذا وافقت أمريكا والدول الأوربية على التوقيع على هذا الإتفاق ..

* القصة تعود إلى ماتم الإتفاق عليه “تحت الترابيزة” .. وليس إلى نصوص الإتفاق المعلن فى وسائل الإعلام ..!

* “تحت الترابيزة” .. تم عقد إقتصادية ضخمة يسيل لها اللعاب ..!
* لنبدأ بأمريكا .. تم الإتفاق بين الجانبين الإيرانى والأمريكى .. على أن تقوم إيران بشراء مائة طائرة “بوينج” .. لإنقاذ شركة “بوينج” الأمريكية من الإفلاس ، ومساعدتها على الصمود فى المنافسة ضد شركة “إيرباص” الأوربية ..

*ولتمكين إيران من ذلك.. تم النص فى الإتفاق النووى الذى تم توقيعه عام ٢٠١٥ .. على الآتى :

١- إلغاء حظر شراء الطائرات المدنية المفروض على إيران .. والسماح لها بتحديث الأسطوال الجوى الإيرانى ..

 

٢- الإفراج عن ١٠ مليارات دولار ، ظلت محتجزة بالبنوك خارج إيران بسبب الحظر المفروض عليها ..
* الذى حدث بعد ذلك هو أنه تم الإفراج بالفعل عن بعض الأموال الأمريكية المحتجزة .. وبالفعل بدأت إيران سرا .. وببطء .. فى إجراءات شراء طائرات “بوينج” .. أرسلت وفودا فنية لمعاينة الطائرات .. وشغلت الأمريكان فى تفاصيل الصفقة ..

* بعد ٥ شهور فقط من توقيع إتفاق ٢٠١٥ .. بدأ فى الولايات المتحدة الأمريكية عام الإنتخابات الرئاسية ٢٠١٦ التى فاز فيها ترامب على هيلارى كلينتون ..

* طوال الحملة الإنتخابية .. كان ترامب يشن هجوما شديدا على الإتفاق النووى مع إيران ويعد بإلغائه عندما يصل إلى البيت الأبيض .. الأمر الذى جعل إيران تجمد صفقة شراء البوينج إنتظارا لما سيحدث ..

* دخل ترامب البيت الأبيض وبدأ فى الضغط على إيران لتعديل شروط الإتفاق المعلن .. وتنفيذ ما تم الإتفاق عليه “تحت الترابيزة” .. لكنه فوجئ بأن إيران قد استردت بالفعل قسطا من أموالها المجمدة بالخارج .. وبدلا من ان تدفعه لشركة “بوينج” .. أرسلته لدعم أذرعها العسكرية فى المنطقة : حزب الله وحماس والحوثيين .. فوجه ترامب إنذارا لإيران ..إذا لم تنفذ مطالبه خلال مدة ١٢٠ يوما سيلغى الإتفاق .. !
* انتهت مدة الإنذار .. ولم تستجب إيران لطلبات ترامب .. فأعلن خروج الولايات المتحدة الأمريكية من الإتفاق النووى مع إيران يوم ٨ مايو ٢٠١٨ ..

 

 


* ورغم ان الدول الأوربية لم تشارك ترامب فى موقفه بالخروج من الإتفاق .. إلا أن إيران اتخذت من خروج الولايات المتحدة من الإتفاق النووى معها.. ذريعة للإنطلاق فى زيادة عدد أجهزة الطرد المركزى فى برنامجها النووى بأعداد كبيرة .. والإنطلاق فى إنتاج الماء الثقيل .. وتخصيب اليورانيوم بمستويات عالية وكميات كبيرة تمكنها من تصنيع القنبلة النووية خلال أسابيع قليلة فقط .. مرت منذ ذلك الوقت ..

* ظل الحال هكذا .. حتى ذهب ترامب .. وجاء جو الذى كان نائبا للرئيس الأمريكى أوباما .. وقت التوقيع على الإتفاق النووى مع إيران عام ٢٠١٥ .. فدعا إيران للعودة إلى الإتفاق .. لكن إيران أخذت تماطل .. أحيانا بدعوى أنها تريد ضمانات أمريكية مكتوبة بعدم الخروج من الإتفاق مرة أخرى ..وأحيانا بدعوى أنها لم تسترد بعد كل أموالها المجمدة كما نص على ذلك اتفاق ٢٠١٥ ..

* كان بايدن ضعيفا .. ويريد أن يحقق إنجازا سياسيا بالعودة إلى الإتفاق النووى مع إيران .. فأراد تشجيعها على العودة إلى التفاوض .. فحث كوريا الجنوبية على الإفراج عن حوالى ٤ مليارات دولار من أموال إيران المجمدة فى بنوك كوريا الجنوبية ..

* تسلمت إيران الأموال .. لكنها اشترطت للعودة إلى التفاوض مع الأمريكان .. أن تجرى المفاوضات بطريقة غير مباشرة .. وذلك لسببين :

* أولا : لإطالة عملية التفاوض .. حتى تعزز من قدراتها النووية والصاروخية ..
* وثانيا : لأن المفاوضات غير المباشرة ستمكن إيران من “التملص” .. من الوعود التى أعطتها للأمريكان “تحت الترابيزة” فى إتفاق ٢٠١٥ .. حيث ان اتفاقات”تحت الترابيزة” .. تنطوى دائما على”المساومات” .. وأحيانا “التدليس السياسى” .. الذى لا يجوز الكشف عنه للوسيط فى حال المفاوضات غير المباشرة ..
* * *
ذهب بايدن الضعيف دون أن يحصل على شئ من إيران ..
وعاد ترامب القوى إلى البيت الأبيض .. بعد ان تغيرت الدنيا ..

– فإيران .. أصبحت تمتلك قدرات نووية .. مكنتها من انتاج السلاح النووى بالفعل .. تحت ستار من “الغموض” شرحته فى مقال سابق ..

– وإيران أصبح لديها ترسانة من الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية .. يمكنها أن تغطى منطقة الشرق الأوسط بالكامل .. بما فى ذلك كل الدول التى توجد على أراضيها قواعد أمريكية ..!

– وإيران وقعت اتفاقات عسكرية .. استراتيجية .. مع كل من روسيا والصين ..
– والمفاعلات النووية فى إيران لم يعد من السهل تدميرها .. لأنها أصبحت محاطة بشبكة دفاعات ارضية قوية من صواريخ (إس٥٠٠) ومن أحدث ما انتجته مصانع السلاح الروسية من صواريخ ومقاتلات سوخوى الفتاكة القادرة على الإختفاء والطيران أسرع من الصوت بعدة أضعاف ..
* * *
إذن فالعمل العسكرى ضد إيران لن يحقق الهدف منه .. وهو تدمير برنامجها النووى ..
بالتالى فالجلوس على مائدة التفاوض مع إيران .. لعقد الصفقات التجارية .. وجرها لشراء ال ١٠٠ طائرة “بوينج” التى وعدت بهم “تحت الترابيزة” عام ٢٠١٥ .. أفضل الف مرة من الدخول معها فى مواجهة عسكرية ..!

* وهذا بالضبط ما قاله ترامب لنتنياهو : ” الجلوس على مائدة التفاوض أفضل من إسقاط القنابل” ..
عاد ترامب للتفاوض مع إيران ..

* فوق”الترابيزة” تجرى المفاوضات حول ضرورة تقديم إيران ضمانات بعدم امتلاكها السلاح النووى .. ولا توجد مشكلة لدى إيران فى ذلك .. لأن فتوى المرشد موجودة بعدم جواز إنتاج هذا السلاح او استخدامه لكونه يقتل الأبرياء .. وبالطبع ليس لإيران مصلحة فى ان تعلن عن امتلاكها السلاح النووى ..!

 

– تحت “الترابيزة” .. تجرى المفاوضات حول تفاصيل شراء إيران صفقة طائرات “البوينج” .. وكذلك نصيب الشركات الأمريكية فى الإستثمار داخل إيران خاصة فى قطاع والصناعات البترولية وغيرها من المجالات ..

– ومن باب الحفاظ على هيبة الولايات المتحدة فى المفاوضات .. أرسل ترامب تعزيزات عسكرية إلى القواعد الأمريكية فى المنطقة .. لكى يقول دائما إن الخيار العسكرى موجود إذا فشلت المفاوضات مع إيران .. وحتى إذا اضطر من باب الضغط فى المفاضات على إيران .. أن يقوم بضربة عسكرية .. فسوف تكون ضربة استعراضية فقط وبالتنسيق مع روسيا ..

 

كما سبق ان نسق مع روسيا من قبل فى الضربة الإستعراضية التى قام بها فى خلال ولايته الأولى .. كذلك فإن قول ترامب إنه إذا حدثت هذه الضربة .. فسوف تقودها إسرائيل .. فذلك لتجنب أى رد إيرانى محتمل ضد القواعد الأمريكية المنتشرة فى دول الخليج العربى ..!

– لكن الحقيقة .. هى أن المفاوضات الأمريكية – الإيرانية لن تفشل أبدا .. أولا : لانها بدأت مع فريق ترامب.. سرا .. منذ حوالى عامين .. قبل ان يعود إلى البيت الأبيض بفترة طويلة .. وتم خلال هذه الفترة الإتفاق على كل التفاصيل .. وإيران نفسها هى التى سربت ذلك لوسائل الإعلام منذ أيام قليلة ..
– وثانيا : لأنه تم الإتفاق فيها على تحقيق المصلحة الإقتصادية للجانبين ..

* * *
– لابد من التأكيد فى على أن المفاوضات التى تجرى حاليا بين إيران والولايات المتحدة .. هى مفاوضات اقتصادية بالدرجة الأولى .. تحقق مصلحة اقتصادية للجانبين .. فيها مكاسب اقتصادية كبيرة للولايات المتحدة .. أبسطها إنقاذ شركة “بوينج” من الإفلاس ..!
– ولأن شعار ترامب “أمريكا اولا” .. فقد جعل مصالح الإقتصادية مع إيران .. تسبق مصلحة إسرائيل فى تفكيك البرنامج النووى الإيرانى ..
– باختصار .. ترامب هو الذى يقود الآن السياسة الخارجية لإسرائيل .. وليس فى إسرائيل من يقدر على الوقوف ضده ..!
* * *

ربما يسأل البعض من أين جئت باتفاق إيران مع امريكا عام ٢٠١٥ على شراء ١٠٠ طائرة “بوينج” ..
* أقول : إن هذا ماتسرب لوسائل الإعلام .. بالطبع لم يعلن عنه فى بيان رسمى .. لكن تم ذكره كثيرا على ألسنة شخصيات مسئولة لها وزنها السياسى فى إيران .. منهم على سبيل المثال: الدكتور مصدق بور أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز الدراسات الإستراتيجية الإيرانية-العربية فى طهران.. والمعروف بعلاقته الوثيقة بوزارة الخارجية الإيرانية .. لقد كرر الحديث عن ذلك منذ أيام قليلة على قناة “العربية” ..
———————————–
السيد هانى ..
نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية ..
الكاتب المتخصص فى الشئون الدولية ..
عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا